عرض مشاركة واحدة
قديم 01 / 03 / 2010, 07 : 11 PM   رقم المشاركة : [1]
رزان أياسو
كاتب نور أدبي

 الصورة الرمزية رزان أياسو
 





رزان أياسو is on a distinguished road

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: سوريا\دمشق

الفراشة و النملة

الفراشة و النملة





تلك الساحرة ُ تهرع من فنن إلى فنن… تداعبُ وردة , تغازل زهرة .. تنساب كأغنية عشق من فم التوليب إلى وجْنة الجوريّ بخفة الريشة و انسكاب العطر على جيدٍ من ذهبْ..

جناحاها قصيدتان مطرزتان بأهازيجَ شعبية و مواويلَ من قصبْ..

فراشةٌ تحمل الضوءَ في ثناياها .. كلما حلّقتْ ارتقعَ معها قوسُ قزح إلى اللا محدود … إلى المدى … إلى أبعدَ من التاريخ و أقربَ من رفيف الهوى.

لا تراها في سربِ فراشاتٍ ملونة… هي دوماً مستقلة

رَسْمُها … عشقُها … سفرها … لونها … حتى إن قررتْ أن تموت !!!

تأبى إلا أن تكونَ شهيدةَ النور ..

وحيدةً على نعشٍ من ضياءْ…

ملحمةً لأنثى من لون و كبرياءْ.



أما صغيرتي السوداء ….. المفعمةُ بالصبر و التفاني ….. تردد من أول خيوط الفجر وحتى آخر ملامح المساء كلَ ما حفظتْهُ من تراتيلَ و أغاني .. ربما تعينُها على يومها الحافل بالمهام الجسام

تمضي من زاويةٍ إلى حجرٍ إلى ركن… إلى آخر جراح الأرض بحثاً عن قليلٍ من الزاد و التقدير بكثير من الجهد المرير فلا تكاد تملك وقتاً تنظر فيه أبعد من موطئ رِجْلها في الزحام…… و ربما مضى من العمر ما مضى دون أن ترى صفحةَ السماء أو وجه الفجر يأتي بغير سلة الأعباء.

و تبقى نملتي الصغيرة تدور في نفس الدائرة السوداء, واحدةً من ألفِ ألفِ ألفِ نملةٍ , غايةً في الذكاء أو غاية في الغباءْ !!

مَن يستطيع أن يميزَ وجهَ النملةِ الحمقاءْ!!!!

و تضيعُ في مجاهلِ الألوف……………………………..

لا يعبأُ برحيلها في أقبية المؤونة تحتَ الأرض إلا شيءٌ في صدري يؤرِقُني..



تلكَ القتيلةُ بهَمِها و بردِ الشتاءْ …



ألمْ تحلُمْ ساعةً أن تعيشَ في دفءٍ و أنْ ترحلَ في علياءْ !!!



لعلنا نرى شيئاً من أنفسنا في طقوسِ الفراشةِ و النملةِ .. رجالاً و نساء ..



رزان أياسو


نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
رزان أياسو غير متصل   رد مع اقتباس