|  04 / 03 / 2010, 57 : 05 AM | رقم المشاركة : [1] | 
	| أديب وقاص معروف ومتميز حاصل على عدد من الجوائز  (انتقل إلى رحمة الله) 
 | 
				
				عارضة أزياء - أقصوصة - نزار ب. الزين
			 
 تعرَّفَت سلوى عليها في أحد الأعراس ، و تصادف أنهما كانتا تعيشان في نفس الحي ، فأخذتا من بعد تتزاوران ، ثم بدأتا تخرجان معا للتسوق أو التسكع في الأسواق . كانت نورا صديقتها الجديدة هذه ، مغرمة بشراء الملابس و أدوات التجميل و العطور ، تختار منها أفخرها و أغلاها ثمنا ، و يبدو أنها تدرك تماما إمكانياتها الفيزيائية ، فهي ممشوقة القد ، فارعة الطول ، تغلفها مسحة من الجمال الشرقي الجذاب ، كما يبدو أن مهنة عرض الأزياء كانت و لا زالت حلمها المفضل .عارضة أزياء
 أقصوصة
 نزار ب. الزين
 كانت دوما تدخل و تخرج من غرف القياس في المحلات الكبرى ، و هي في أقصى حالات الجزل و المرح ، فتتمختر بما تجربه من ملابس بخطوات راقصة كما تفعل العارضات ، على إيقاع صفير منغم يخرج من فمها عذبا ، فتضحك سلوى و تصفق لها مشجعة ، بينما ينظر إليها موظفو المحل خلسة و قد فتنتهم بجمالها و قدها المياس و حركاتها الرشيقة...
 كانت مرحة و مسلية ، أحبتها سلوى من كل قلبها ، و تمكنتا معا من التغلب على ساعات السأم و الضجر الصباحية .
 و لكن المرح لم يطل للأسف ، بل تحول إلى حرج و قلق و دموع .
 فذات يوم أسود
 و بينما كانتا تهمان بمغادرة أحد المحلات التجارية المشهورة ، إذا بشابين من موظفي المحل يمنعانهما من الخروج ؟!..
 ثم تقدم منهما صاحب المحل و طلب من نورا بكل تهذيب ، أن تعيد ما أخذته :
 - قد تكوني يا سيدتي ، سهوت عن خلع الملابس الداخلية التي جربتيها في غرفة القياس..فأرجوك أعيديها ...
 صُعقت سلوى و ارتعشت هلعا و أحست أن الأرض مادت بها من شدة ما اعتراها من خجل ، أما نورا فقد تصدت لصاحب المحل فبادأته بهجوم وقائي شرس :
 - هذا اتهام صريح بالسرقة يا سيد ، لقد دفعت لتوي ثلاثة آلاف ليرة ثمنا لمشترواتي من محلك ؟
 فيجيبها صاحب المحل مستمرا بهدوئه و سعة صدره :
 - أستغفر الله ، أنا لم ألفظ كلمة سرقة على الإطلاق ، و لكن أعيدي الملابس يا بنت الحلال ، و إلا إضطررت لإستدعاء الشرطة ..
 تصيح به و هي في أشد حالات الغضب :
 - تكرر اتهامي بالسرقة يا هذا ، ألا تعرف من أنا ؟
 أنا ابنة معاون الوزير ( ...... ) ، و زوجة العقيد ( ....... ) و لو يعلم أحدهما بما تتهمني به لخسف الأرض بك و خرب بيتك ، دع موظفيك يبعدا عن طريقي في الحال و إلا لن يحصل لك أو لهما خيرا....
 يجيبها صاحب المحل بنفس الهدوء و التهذيب الذي ميز سلوكه حتى اللحظة :
 - أنعم بوالدك و أكرم بزوجك ، و لكن أعيدي ما أخذتيه من فضلك !
 لقد شاهدناك و أنت تدخلين إلى غرفة القياس محملة بعدة قطع من الملابس الداخلية ، و عندما خرجت خالية الوفاض ، ذهبنا في الحال لنتأكد من أنك تركتيها هناك ، و لكننا لم نجد شيئا ..
 تجيبه و هي في أشد حالات الإنفعال :
 - هل فتشتم جيدا غرفة القياس ، قبل أن تتهموا الشرفاء يا غجر ؟
 - فعلنا ، و تفضلي بتفتيشها بنفسك ، إن شئت ..
 تتوجه نورا إلى غرفة القياس و هي تنتفض غضبا و تتلفظ بأبشع الشتائم ، يستغرق غيابها هناك أكثر من خمس دقائق .
 في هذه الأثناء يلتفت صاحب المحل إلى صديقتها سلوى التي لا زالت ترتعش هلعا و قلقا و خجلاً من حراجة الموقف ، فيهدئها ، ثم يسألها بلطف :
 - هل هي قريبتك ؟.
 تجيبه و هي لا زالت تشعر بإحراج كبير :
 - هي جارتي ، و من عائلة محترمة ، و حالة زوجها المادية ممتازة و كذلك حالة أهلها ، و إني مندهشة مثلك لما صدر منها ..
 يجيبها مُطَمئِنا :
 - واضح تماما يا أختي ، أنك لست من طينتها ، و أنصحك بالابتعاد عنها ، هذه السيدة مريضة بداء السرقة ، و قد تورطك ذات يوم ..! ..
 تخرج نورا من غرفة الملابس الآن ، تحمل بيديها كومة من الملابس الداخلية ، ترميها في وجه صاحب المحل و هي تصرخ :
 - كان عليكم أن تفتشوا غرفة القياس جيدا قبل أن تتهموا الناس الأشراف بالسرقة يا عديمي الشرف ..
 يجيبها بنفس الهدوء و التهذيب الذي ميز سلوكه كل الوقت ، و لكن برنة ساخرة :
 - لا تؤاخذيننا يا سيدتي !
 أذنبنا و منك السماح !!
 و لكن لطفاً ، لا تدخلي هذا المحل ثانيةًً ....
 --------------------------------------
 * نزار بهاء الدين الزين
 سوري مغترب
 عضو إتحاد كتاب الأنترنيت العرب
 الموقع : www.FreeArabi.com
 --------------------------------------
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
 | 
    | 
				 التعديل الأخير تم بواسطة نزار ب. الزين ; 04 / 03 / 2010 الساعة 58 : 05 AM.
					
					
						سبب آخر: تصويب  خطأ   إملائي
 | 
	|   |   |