الموضوع: شلال الأحزان
عرض مشاركة واحدة
قديم 11 / 03 / 2010, 01 : 12 AM   رقم المشاركة : [1]
رامي وسوف
كاتب نور أدبي

 الصورة الرمزية رامي وسوف
 





رامي وسوف is on a distinguished road

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: سورية - مصياف

شلال الأحزان




شلال الأحزان



كانت دمعة الندم تشق أيامها بسرعة لتسأل عني ,لأقف وحيدا مرة ثانية محاصرا بين ملفات هذا الزمن المنسي,أسمع من خلاله صوت شظايا ذلك الحلم المبعثر بين الخناجر وتلك الاغاني المجهضة ,يلتف على الذكرى التي تراودني بين الحين والآخر,.. وهاهو يوم الثامن والعشرين من أيلول يذكرني بثامنة المعجزات ,يتلو علي آياته,يتقصد عيني,وصورة عزيزة على قلبي ينصت لها عنفواني كلما تذكرت انني قابل للإنفجار في وجه تلك المرأة.
هاأنا مرة ثانية مرصود لحبها مع انني لم أعشق عبوديتها يوما ولم أختر حرية النسيان لأتكاثر أمام تلك العينين الملآتين بفراغ بلا أخطاء.
عندما احتفظت بيدها أطلق اللون رماده وراح يمشي على قارعة وجهي القديم الذي تركته بلا ذكريات ترجعني إلى ذلك الصيف وهو يرسل صورة دافئة عن ذلك الموقف الذي تعرض للرحيل مرات ومرات ثم مالبث ان عاد من جديد.
مرة ثانية أنظر إلى عينيها ,وكأني أنظر إلى شلال أحزان امتزجت فيه بلاد البسطاء وعنجهية بلاد قاسية لاتكف عن نسيج تاريخ يحتوي كل عصور النسيان إلى أن يصل البسطاء فيها حد الانتحار ويصبحوا قادرين على الموت ولو لمرة واحدة,مرددين بصوت تعلوه الكآبة ...انتهت الخيانة ياعصر الحواس...انتهت الخيانة ياجيل النفاية.
لم أعرف لم راودني ذلك الشيء عندما نظرت إلى عينيها,ربما أحسست بضرورة الابتعاد لأحاذي السماء وأعبر عن شيء يسكن داخلي منذ زمن بعيد يبعدني عن حالة الاحتضار الطويلة التي أعاني منها,ساد الصمت طويلا تحت كوة المكان الذي كنا فيه,فأدركت أن إحساسي خاطئ وأدركته أكثر بعد رؤيتي لدمعة نقلتني إلى عالم يستحيل وصول الرؤيا إليه لشدة انحداره على ظلي الذي لم يبق لي سواه أنكفئ فيه على ذاتي,وأتذكر أيام طفولتي الملآى بفراغ لايعيد إلي تقاطيع وجهي التي سلبت مع مرورها.
عندما تنظر إلي, تحتكم العواطف في قلبي وفي كل نظرة أحس بشيء يدور داخلها عاجزة عن التعبير عنه كما كنت عاجزا فيما مضى عن التعبير عن الأشياء المفقودة داخلي وفي مقدمتها حدود سعادتي الخالية.
ضممتها إلى صدري مرغمة فأحسست بشيء يتساقط داخلها ,وقتها أدركت أنني عاجز عن ترتيب ذلك الحب الذي يسكن عيني الساهرتين دائما,وعن نسيج قصيدتي التي اختليت بها زمنا طويلا لتنسيني تاريخ ميلادي وتنسيني أنني أعلنت الحب يوما متمردا على حريتي التي لعنها الرب وتأهب لها كما يتأهب الحلم ليفارق ذاكرتي
كان يوما عاصفا ,أوتاره شيء من دمي ,رمزا مات على مراحل بعد أن قدمت له جذور الحرية الخضراء لكل القادمين على طريقي,لكل من نام يحلم ببكاء بلادموع وقبلة بلا ضياع,وهذه مرحلة بداتها دون نهاية في ضجة شلال الأحزان الذي ارتدته منذ زمن بعيد وحتى الآن لاأعرف إلى أين يمتد بي, ربما يمتد يوما إلى حب مفاجئ وإله يعلن تمرده من جديد.



رامي وسوف

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
رامي وسوف غير متصل   رد مع اقتباس