|  11 / 03 / 2010, 41 : 05 PM | رقم المشاركة : [1] | 
	| أديب وقاص معروف ومتميز حاصل على عدد من الجوائز  (انتقل إلى رحمة الله) 
 | 
				
				لا تقتلوا طفلي - أقصوصة - نزار ب. الزين
			 
 لا تقتلوا طفلي
 أقصوصة
 نزار ب. الزين*
 *****
 تصرخ : " اريد طفلي .. " ، تحاول الممرضة تهدئتها ، تزداد هياجا و صياحا : " أريد طفلي .. لن اسمح لكم بقتل طفلي ...." يقترب منها الطبيب محاولا إقناعها : "أريد فقط فحصك من الداخل ....ثقي بي يا روز ... " يعلو صياحها أكثر و أكثر : " أنت كاذب .. كلكم تكذبون .. لن أسمح لكم بقتل طفلي ..! " تحاول  الممرضة  أن تحقنها بسائل مهدئ .. تنتزع الحقنة من يدها  بشراسة و تلقيها بعيدا .. ثم ... تستمر في صياحها أكثر فأكثر : " أريد طفلي ...لن أسمح لكم بقتل طفلي .., !!!"
 *****
 في حفلات نادي المسنين الصباحية تحضر روز مع زملائها المعوقين* عقليا حيث خصص لهم ركنا دائما في قاعته الكبرى ، إلا أنها تمتاز عنهم بنشاطها و عشقها للخدمة العامة ، تراها تساعد في تركيب الزينات في المناسبات الأمريكية الكثيرة التي يحب المسنون الإحتفال بها ، و تهب لنجدة عازف الغيتار الضرير "هوزي" ، فما أن تراه حتى تسرع للإمساك بيده و إرشاده إلى مكانه و تعاونه بتركيب مجسم الصوت خاصته ، و عندما تبدأ الفرقة الموسيقية عزفها- و أعضاؤها جميعا من المسنين المتطوعين-  تقف قرب الفرقة ثم تمسك بيدها لعبة على شكل ناقل الصوت " مايكروفون" ، ثم ... تقربه من فمها ، و تبدأ بالغناء مع مغني الفرقة ، و لن يعرف أحد أنها تردد بعض العبارات غير المفهومة إلا إذا اقترب منها .
 الكل يسايرها ، و الكل يعاملها يإشفاق ، و لم يصدف أن سخر منها أحد أو جرحها بكلمة ...
 و ذات يوم أمسكت بيد أحد زملائها و أخذت تجول بين الطاولات ، تعرف جلسائها على خطيبها "توم" ، و ذلك التوم يبتسم ببلاهة محييا بهز رأسه دون أن ينطق بكلمة ..
 *****
 مديرة المؤسسة تسأل المشرفة الليلية المسؤولة عن روز ، لائمة : " كيف حدث هذا الأمر المروع ؟ ألم تلاحظي انتفاخ بطنها ؟؟! " تجيبها المشرفة :" لم أسهُ عنها لحظة واحدة ، و لم يلفت نظري انتفاخ بطنها !..." تصمت قليلا ثم تكمل : " لعل الأمر حدث خلال النهار ؟! و لكن روز تقارب الستين  كما تعلمين ؟!! أليس الأمر محيرا حقا !!! "
 تسأل المديرة  توم : " هل تعلم أن روز حامل ؟ " يهز رأسه علامة الموافقة ، ثم ...تسأله كيف حدث ذلك ؟...يوسع ابتسامته ثم يدمدم بعبارة من الصعب فهمها لغير المختص : " قبلتها من فمها ..! " تداري المديرة ضحكتها بصعوبة ، ثم .... تقرر تحويل روز إلى الطبيب .
 *****
 يضطر الطبيب - بعد يأسه من إقناعها  بضرورة هذه الجراحة - أن يصارحها بالحقيقة :  " أنت لست حاملا يا روز .. ما في بطنك ورم خبيث...!"
 =============
 *نزار بهاء الدين الزين
 سوري مغترب
 عضو إتحاد كتاب الأنترنيت العرب
 الموقع :  www.FreeArabi.com
 =============
 *تعيش روز مع زملائها في مؤسسة لرعاية المعوقين عقليا و هم جميعا ممن تجاوزوا الخمسين من العمر ،  يختلط نزلاء المؤسسة من الجنسين أثناء مزاولة نشاطاتهم المناسبة لقدراتهم المحدودة خلال النهار ، و ينفصلون ليلا ، و يقوم مشرفون متخصصون بمراقبتهم و توجيههم على مدار الساعة .
 =============
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
 | 
    |  | 
	|   |   |