[ايمن المغربي]

استاذتي الرائعة

كان لوالدي رحمة الله عيه فلسفة في الحياة غريبة لم نكن ونحن صغار نفهمها ولكنا مع الايام ادركنا كثيرا من مراميها

من ذلك استاذتي الغالية ما يتعلق بالصلاة [وقد رجعت لتوي من صلاة الجمعة] كان يقول لا ينبغي ان تصلي خلف امام لا يخطئ ثن يسجد سجدتي السهو ولو مرة في عقدة امامته بالمسجد..

فكنا نتعجب ونندهش لذلك كثيرا فكان يعلمنا قائلا
ان الامام المخطئ امام تخشع في صلاته وبلغ به الخشوع الى ان ينسى بعض الحركات فقلبه ممتلئ بذكر الله لا يهمه الناس وما قال الناس وما فعله الناس وان فعلت هذا فسيقال وان لم افعل كذا فسيقولون كذا ...
اما من انشغل بذلك فانه يتحرى حركات الناس وسكناتهم وهو منشغل بشكل الركوع اكثر من انشغاله بالتسبيح والتهليل والتعظيم منشغل بشكل ظهره وقدميه واصابعه في اثناء السجود ولا يدري هل دعا الله في سجدته ام لم يدع......

وخلاصة القول استاذتي الغالية ان نقول قول الشاعر

رضيت نفسي بقسمتها
.......................فليراود غيري الشهبا

والا يلتفت الانسان الى كلام الناس فاكثر الناس لا يختلف عن احد الثلاث

اقل منك يرغب في مساواتك [قد لا يكون اقل منك في شيء انما وهمه من دعاه لكي يحس بذلك وذلك عذاب لطالما اتعب الناس وكثيرا ما يكون انزعاجه النار التي تحرق نفسها ]
ومثلك ينافسك [قد لا يكون كذلك ولكنه قد ينهج منهج علي وعلى من ينافسني ويضر نفسه كما يضرك او اكثر]
واكثر منك يحقرك[وهو واهم البتة لانه لا احد افضل من احد في شيء وحتى ان كان افضل منه في ميزة فانت احسن منه باشياء لو ادركها لاحترمك واحتقر نفسه]

في الناس غير هؤلاء طبعا اشخاص على غير شاكلة هؤلاء لكن القاعدة لا تفسد بالاستثناءات
والناس معادن لكنهم كما قال الحبيب [اوكما قال] صلى الله عليه وسلم: (تجدون الناس كالإبل المائة، لا ترى فيها راحلة)

فعليه ينبغي ان اسير في طريقي لا ابه بشيء وان اعمل خيرا واقول خيرا واستفيد من اهل الخير ان استخرت خالقي ورضيت بسريرتي واستفتيت قلبي لم يهمني امر ولو افتاني الناس وافتون

لكن شفافية قلب الانسان الحر تعكس داخلها [الاناء ينضح بما فيه] كما تعكس ما بالخارج فيؤثر على ما بداخلها شاءت ذلك ام ابت

تحية وللحديث بقية