[ميساء البشيتي]

صباح الخير استاذة هدى ( نور الأدب )

أغبطك عزيزتي على هذه الروح الجميلة التي تتحلين بها وعلى هذا الكم من التفاؤل

الذي تنعمين به .. كنت ناوية أرد عليك بصدق وصراحة وشفافية كما تعودنا وأبوح لك

عما يعتريني بل يمزقني من إحباط وتشاؤم وخيبة أمل لكن أحد الأحبة قال لي كلاما جعلني

أقف مكاني وربما أتراجع بعض الشيء .. ربما كان يقصد مصلحتي.. ربما يقصد مصلحة القضية

على كل حال أنا أشكره ولو أنه لا يعلم بوجودي هنا ولكن كلامه جعلني كما قلت لك أقف مكاني ولا أتحرك

كل ما أريد أن أقوله لأحبتي هنا ولمن يقرأني من الخارج وقلته من بداية الحدث فليعذرني الجميع

الوضع لي مختلف إنها علاقة بالقدس والأقصى علاقة خاصة جدا وقلت أنه بيتي .. بيتي الحقيقي فصعب جدا

أن أضبط أعصابي وانفعالاتي .. آه لو تعلمون كل يوم يمر أتمنى لو أوقف فيه رزنامة الحياة عن التقدم

حتى لا أكبر بعيدا عن ساحات الحرم وعن بيتي هناك .. أريد أن أعود قبل أن تتغير معالم المدينة والحارات

أريد أن أركض في حاراتها كما كانت قبل أن أغادرها وأنا ما غادرتها بخاطري إنما ألقيت بالخارج لأني

أو بالأحرى لأن أسرتي دافعت ‘ن هذا الوطن المقدس .. عن هذه الحارات .. عن ساحات الحرم .. فألقوا بنا

في الخارج وأوصدوا في وجهي جميع الأبواب وأنا لم أيأس فتزوجت من فلسطيني من هناك من القدس

حتى أعود ومع ذلك ما سمحوا لي بالعودة وتشردت للمرة الألف أنا ورزوجي وأسرتي الصغيرة

وفي كل مساء ألتقي قدسي وساحات الحرم على بساط الأحلام وأتوسلها ألا تهرم وتنتظرني حتى أعود

للعب هناك وتفيؤ ظلال الليمونة والياسمينة التي عاثت أقدامهم فيها فسادا وملأت رائحتهم النتنة

باحات الحرم جميعها وحارات القدس وهم الآن بصدد تغير معالم هذه الحارات .. حاراتي أنا لتصبح

9 حدائق توراتية هناك .. كيف أستدل على حاراتي إن عدت يوما ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

أرجو المعذرة استاذة هدى إن بالغت في حبي وحنيني واشتياقي ... أرجو المعذرة أحبتي ...