عرض مشاركة واحدة
قديم 19 / 03 / 2010, 59 : 04 PM   رقم المشاركة : [1]
هيام ضمره
كاتبة، تكتب القصة والمقالة والبحث الأدبي

 الصورة الرمزية هيام ضمره
 





هيام ضمره is on a distinguished road

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: الأردن

لقدس تنتظر خطانا

لقدس تنتظر خطانا.......

هيام فؤاد ضمره


نصلٌ أبداً يقتلني
يتعقبُ دوماً فجيعتي
أتكئُ على أنفاسي اللاهثة
يتململ دمي على ناصيتي
لتلاحقني دموعي بأقدام الانهمال

آه يا حلمٌ أسير
يا عمرٌ مغلول بالانتظار
عشقي اليتيم الذي ما انتشى
لا شيء بعدك يغويني
لا شيء قبلك يُنسيني
لا تكبير بعد مآذنك يُجديني
لا أجراس
لا أنجمَ مساء
لا أقمار تُسري بساتيني
أنا القدس منزوعة شراييني
موؤدةٌ مصلوبةٌ
على ناصيةِ الانتظار تموجُ دواويني

الزمن يُلبِّد إحساسي
ينزعُ مني صوتي وأنفاسي
الغضبُ يتفصدني
يتمددُ في دمي وشراييني
يفترشُ اسوداد أضلعي
أصرخ أين صلاحاً
فيدير وجهه نورالدين

أنا العاشقة دروبك الحجرية
الممتشقة قدود المآذن القدسية
أشمُّ عطرك المعتق
وأزرعُ على أسواركِ نسرين
ففي حضنك سما مجد أجدادي
على مشارفك تعالت أصوات حطين
يُطارحُني هواك فأين منك مياميني

أطوي تحت أقواسك عُصاراتُ أجزائي
ألهثُ وتلهثُ خلفك أنفاسي
أستجدي حطباً ونيرانا
وزنودٌ تشعلُ نضالاً وأوضاراً
يُباغتُني اللهب ..
وليس في ذلك قول العجب
فأهل الأرض غلبهم الزيف
وعمت أعينهم عن رؤية الشهب
فإذا بي من قهري احتمي بأوراق الزيتون
وأعواد الحطب

دعيني يا قدس
أناجي فيك الذاكرة
استرجع معالم حاراتك وأزقتها السافرة
وسلالمك الحجرية المغسولة بالخطوات
فاسردي روايات من عشقوك
وأقصصي قصصك المستكينة الغابرة
طريق آلام تصرخ لبهوت طقوسها
وتراتيل أحزان البتول ترتجي السلام
أمسح دموع عذرائك السادرة
ودوارس عهد يستجدي سحر الحروف

فأي مقل تجهش بذاكرة الغضب
تبعثر أشلاء المحبين كذرار الملح
يفترسهم القهر
يتلقون موج الظنون في انتصار العتب
فأين منا وهج اليقين
وأمل يتناسل في كسل مكين

الصخرة ترفض بواطن حسرتها
ترتدي على الدوم قُبتها
تلثم ساحاتها نواصي الزوار
عباد رحمن تقدس شعائرها
تتناثر تكبيراتهم كأطيار الحمام
وتتجمع في محراب العصب
فأين منا توغل ثورة الغضب

أبسط كفيّ أتلمس الدعاء
وأفتح لهذا القلب مشارب الانتظار
لأمل العودة الغائر في الكرى
أصغي السمع وأقطع بيني وبيني الأوتار
واندفع بزأرة العزم وروح الثأر
لا تعنيني المعارك المقامرة
ولا يفج رأسي نعيق الفجار
فأنت قدسي وأنت تيار النبوءة
مهما اقترفت
فأقصاك وكنائسك
معاقل الأحرار

وطن أنت يمسك تلابيب جذوري
يغرسُني في العمق زيتونا
يُسامقني نخلاً
لأحترف على ثغرك قبلة الانصهار
أحيا ضمن إعصارك
استدركك في كياني كياناً
يطويني داخلك رمق أشلاء
يخثرني دمي رهباً
تظلين في مهجتي صهيلا يتداركه النداء

فأواه يا قدس يا حبيبتي
من يغسل الغضب عن عيون الأنبياء؟
من يوضِّأ قبابك ويفتح قميص يوسف؟
من يأتيك من خوابي الزمن مستأسداً؟
ويستعيد على أهدابك يقظة النهوض
فهل يوما يا قدس إليك أعود؟
وأسافر فوق ظلالك وفي حوزتي
الحرية والهوية؟
هل تتذكرني حينها التضاريس؟
لأعدو كملاك الحنين مدهوشة الكيان
أناجيك إلهي أن تجعلني يوما أعود
أكبلُ حنايايَ عند محراب النور
واجعلني روحاً مثخنةً بحدِّ الخشوع
فأتأمل فيك انعتاقي
وأحوِّلُ إليك عمر التداني مترجماً
لغياهب روح ضارعة
تبحث في أزقة القدس عن تيك الذاكرة

فلا تغلقي أبداً الأجفان
فعلى مآذنك أمطر الود من قلب الجمان
لتتلونَ جبهتك بلونِ الطيف
وفي قلب غلائلك تتعبأ ابتهالات الأمان
تموجين دوما بالصلاة
وتطوفُ حولك شموع الرعاة
فلا تنعس في مصابيحك ذؤابات الولوج
فأما مِنْ وعدٍ ينحتُ للعودةِ أمل الرجاء؟


نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
هيام ضمره غير متصل   رد مع اقتباس