أحمد شهاب الدين20/03/07 12 :47 12:47:17 PM
الأديبة المتميزة هدى الخطيب
الشاعرة المبدعة فابيولا بدوي
كل التحية والتقدير وشكرا على مثل هذه الحوارات الرائعة
الشاعرة فابيولا
- أعتقد أن القارئ لا يشعر بالإشباع والارتواء مع القصيدة القصيرة .. وليس هناك دائما تكرار في القصيدة الطويلة .. فهل تعتبرين أن القصيدة القصيرة هي الأفضل أم انها الأقرب إليك نفسيا ولماذا ؟؟..
- سيدتي قرأنا لك العديد من القصائد والمواد في موقع الأديبة هدى الخطيب أوراق 99 وكنت دائما متميزة غنية الثقافة ثرة العطاء .. هذا الثراء الكبير هل كان نتاج تلاقح عدة ثقافات جراء سفرك وتنقلك أم هو جراء أعمالك المتعددة في الميديا ؟؟..
نبيلة محمد علي20/03/07 12 :51 12:51:14 PM-
الشاعرة الرائعة فابيولا بدوي قصدت بسؤالي : كتب الشاعر طلعت سقيرق " غدا تعرفين " للأديبة هدى الخطيب فتخرج القصيدة المنشورة في أوراق 99 رائعة.. أين مثل هذا الشعر في حرارته العالية .. ؟؟.. هل نجد مثيلا لذلك في الشعر الأجنبي ؟؟.. القصيدة التالية التي كتبها الشاعر طلعت سقيرق وأثارت الكثير من التعليقات والإعجاب وهي افتراضا مني موجهة للأديبة هدى الخطيب :
غدا تعرفين
شعر : طلعت سقيرق
غريبٌ هدى !!..
أن أهزّ سرير المساء ِ
بفضة ِ عمري وناي ٍ من الذكريات ِ
غريبٌ هدى ..
أن تنامي كوردة عشق ٍ
على راحتيّ
وأن أستحم َّ بنغمة ِ آه ٍ
وأنت هناكَ بتلك الديارْ
أراك ِ تروحين فصل ربيع ٍ
تعودين فصل ربيع ٍ
ومثل اليمام تزقين بالحب ِّ
والعشق ِ
ضلعَ النهارْ
هدى عفو عينيك ِ
هاتي قليلا من الدفء ِ
أرجوك ِ لا تستفيضي بشرح ِ
التفاصيل عن جوّ تلك البلاد ِ
وكيف تصير الثلوج ركاما
بحجم ِ جدارْ
حبيبة عمري رويدا
فإنّي هنا رغم كل ِّ الشموس ِ
بدون ِ ثمارْ
تعرّى الزمان ُ
وهيمنَ وجه الخريف ثقيلا
على كلِّ دارْ
هدى نحن نحيا..؟؟..
أشكُّ !!
نسير على كل درب ٍ .. ؟؟..
أشكُّ!!
أحس بأنّ جميع الوجوه ِ
تحنّطَ فيها الشعورُ
فصارتْ بقايا وجوه ٍ
وظلَّ انكسارْ !!..
هنا جثثٌ حين تمشي
تصكّ العظامُ العظام َ
تمطّ الجماجمُ عظمَ الشفاه ِ
بغير دثارْ !!..
أنا يا هدى جثة ٌ مثل غيري
يدقـّون َ يمحون كل البلاد
أظلّ تثاؤبَ ليل ِ طويل ٍ
كغيري!!..
على شاشة ٍ قرب عينيّ
كنت أراقب وجهك يا قدسُ
آخ ٍ وآخْ
هدى لا تلومي دموعي فقلبي قتيلْ
وجرحي كهذا الزمان طويلٌ طويلْ
وقهري من القهر ِ شاخْ
فآخ ٍ وآخْ
هدى يا حبيبة عمري
أأصرخُ !!..
ما عاد يجدي الصراخْ !!
أنا متعب ٌ يا هدى
رأيتك في كندا تسألينْ
عن الناس في وطن ٍ من حنينْ
عن القدس والمسجد المستباح ِ
وهذا البكاء الحزينْ!!
هدى كلّ شيء ٍ بخير ٍ فنامي !!..
غدا حين تصبح فينا الجراحُ
بحجم البلاد جميع البلاد ِ
غدا تعرفينْ !!..
إذا لم نغيرْ جلود الوجوه ِ
ونبض القلوب ِ
إذا لم نغيرْ
أحاسيس هذا الزمان الكئيب ِ
غدا تعرفينْ
بأنا ذهبنا ورحنا وصرنا
أقلَّ وأدنى من الميتينْ
غدا تعرفينْ
سميرة خير الله20/03/07 12 :55 12:55:37 PM• كل الشكر لشاعرتنا فابيولا بدوي على هذا الحضور الرائع والإجابات التي تدل على ثقافة وتميز ..
سيدتي هل حضور الشعر في فرنسا يعتبر أفضل منه في الوطن العربي ؟؟.. ومتى تشعر فابيولا بدوي بأن القصيدة قد أشبعتها عاطفيا في جو كجو باريس المعبأ بالثقافة كما يقال ؟؟..
• الشاعر الكبير سعدي يوسف يعيش في بريطانيا .. قصائده الأخيرة غريبة وبعيدة جدا عن أي جو نعرفه .. يكاد يكون كلاما عاديا .. أهو تأثير الغربة أم مأزق الشاعر والشعر .. ؟؟..
فابيولا بدوي20/03/07 03 :22 03:22:34 PMحوارات ـ المبدعة هدى الخطيب
هدى قبل أي شيء أنا سعيدة بمداخلتك، حيث حضر النجم الحقيقي لهذا الصالون الذي هو أنت، قد اكتسبت منه الكثير وتعلمت منه الكثير، وسعدت سعادة بالغة بكافة المداخلات دون استثناء...
ـ الحقيقة ما كنت أعنيه هو دور المثقف العربي سواء إبداعيا، أو على اعتباره يعد من النخب القادرة على تحريك الواقع نحو الأفضل. صحيح أن شبكة الأنترنت سواء عن طريق المواقع أو المدونات قد حققت نوعا من الاتصال ولكنها لم تحقق التواصل الحقيقي الذي ينبغي أن ينمو بين هؤلاء المثقفين. لقد حضرت أكثر من مؤتمر يناقش لمناقشة الوضع الثقافي والفكري العربي، والبعض منها نظم في باريس، هل تصدقينني أن أية إشارة لم تذكر في كل منهم تخص المبدع أو المثقف أو المفكر المقيم في الخارج، وكأن كل دوره ينحصر في أنه بحضوره قد أعطى للمؤتمر صبغة مختلفة، أو قام بالتوفير في ميزانية المؤتمر حيث هو موجود بالفعل إذا ما كان المؤتمر في البلد التي يقيم فيها. أذكري لي كم عدد المثقفين العرب الذين انتفضوا بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر وصبوا حديثهم على أثر هذه الأحداث على العرب المقيمين في الخارج، وعلى ما يمكن أن يواجه صغارهم في خضم هذه الأحداث، كل من يتحدث عن هذا الموضوع تجدينه إما مقيم في الخارج بالفعل، أو هو موال لأمريكا ويتخذ منها ذريعة، غير أنه في أزمة الحجاب في فرنسا، وجدت معظم المثقفين الموالين لحكوماتهم يتدخلون بأرائهم، ويسب البعض منهم شيراك، وكأن الكبت الذي يعانيه من سلبيته داخل بلاده أراد أن يفرغ شحنته بلا مبرر واضح. ولكن الدور المشترك والوجود المشترك، والقدرة على التواصل بين الأفكار التي يحملها المثقف في وطنه ونظيره في الخارج، لا وجود حقيقي لها. وهذا التواصل لن يكون موجودا، إلا إذا ما حافظ المثقف في الخارج على هويته بشكل لا لبس فيه، وأن يكف المثقف في الداخل على اعتبار أن المقيمين في الخارج هم خارج السياق حيث الحياة سهلة والمشكلات محلولة، والمعاناة لا وجود، هم مثقفون يكتبون من برجي عاجي وكأنهم في كوكب آخر، بالطبع أنا لا أعني أن المثقفين في الخارج ملائكة، ولكن كيف نغفل أن منهم من حمل قضايا وطنه على كتفه، وأنه سجن أو نفي بسبب مواقفه هذه. كيف تتم معاملة هذا المثقف على أنه يعيش في الخارج ولا يشعر بهم اليومي الذي يعانيه المواطن داخل بلاده، وأنه غير قادر على التعبير عنه.
ـ بالطبع أنا مع المئات من هذه النوعية من الرابطات، وأن تنمو وتتكاثر، وأن يكون من بينها رابطة بين المثقفين داخل وخارج أوطانهم، حيث يناقشون همومهم، ومشكلاتهم، ويتبادلون وجهات النظر في القضايا المختلفة، وكذلك الإبداعات فيما بينهم، في محاولة لتقريب الرؤى ووجهات النظر.
ـ الاتحاد فكرته تقوم ببساطة على أنه لا وجود في الوقت الحالي لأي حوار ناجح بين الشرق والغرب حيث يجهل كل منا الآخر، ولا يوجد من الأساس ما يسمى بحوار الأديان، فأنا شخصيا لا أعرف كيف تتحاور الأديان، وكل طرف مؤمن أن هذا هو كلام وأمر ربه، هل ندخل إلى قاعة لنناقش كلام الله. وفي كل الحالات كيف يمكن أن ندخل في حوار عربي وأي طرف ونحن إذا ما اجتمعنا لا نتفق على رأي. الأساس أن نعمل على تقريب وجهات نظرنا نحن العرب فيما بيننا أولا. وهذا هو هدف الاتحاد، أن يتم طرح إحدى القضايا الملحة على الواقع العربي، وأن تتم مناقشته من خلال مختصين ومن خلال مجموعة من المهتمين بهذه القضية، بمعنى أنهم قد يتغيرون عند طرح كل قضية، على أن يمثل هذا الحضور معظم التيارات والمذاهب التي يحتويها وطننا، فعلى سبيل المثال، موضوع الأقليات شارك فيه باحثين ومهتمين من السنة والشيعة والأكراد والأقباط ورموز الجالية المسلمة في فرنسا، ومن البربر والعرب وهكذا، من أجل الوقوف على نقاط تلاق وليس مناقشة الاختلافات حيث لا طائل من ذلك. ثم يتم نشر الاجتماعات التي تخص كل قضية على الموقع الخاص بالاتحاد، ومن خلال التعليقات يمكن أيضا تصحيح أحد المسارات أو الأفكار التي طرحت في الاجتماع. هو مساحة مفتوحة تماما لتلاقي الباحثين والمعنيين بعضهم وبعض من خلال اجتماعات الاتحاد، وبينهم وبين المواطن من خلال الموقع. أيضا يقوم الاتحاد بتنظيم لقاءات بين شخصية عربية يقع عليها الاختيار والمثقفين العرب المقيمين في باريس في حوار مفتوح تماما بلا رقابة أو محاذير. وقد حدث هذا مع الاستاذ جمال البنا، الذي امتد حديثه مع الحضور إلى أكثر من أربع ساعات متواصلة، وأيضا توضع هذه اللقاءات على الموقع.
الحقيقة كنت أحمل حلما كبيرا لهذا المكان، ولكني مررت بظروف عائلية وصحية جعلته يتوقف لفترة، ولكنه مؤخرا بدأ يستعيد نشاطه ولحين عودة الموقع لعمله، اقترح الصديق الغالي طلعت سقيرق إنشاء مدونة خاصة به.
فابيولا بدوي20/03/07 04 :21 04:21:56 PMحوارات ـ الأخ أحمد صالح سلوم
الأخ الشاعر أحمد تحية خاصة جدا لك، وشاكرة لك اهتمامك بهذا التواصل،
ـ بداية أنا سعيدة بتواجدي معكم ولا أشعر بأي إرهاق على الإطلاق. أنا متفقة معك تماما في كل ما ذكرته حول الهيمنة الصهيونية على الإعلام في الخارج. وإن أردت مزيدا من الصراحة لا توجد دولة عربية واحدة بمنأى عن التبعية أو البرمجة التي عبرت أنت عنها، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر عبر التبعية للولايات المتحدة الأمريكية. وعموما جميل أنك لا تسحب تقديم التنازلات على كل من يكتب، والأجمل أنك قد اعترفت بذنبك الذي أتمنى من كل قلبي أن تغفر كتاباتك من خلال النت بعضا منه.
ـ روجيه جارودي له وضعية شائكة جدا، فهو مصنف على اعتباره معاد للسامية، وهي جريمة حوكم عليها من قبل لأنها تقع تحت طائلة القانون الفرنسي، وأي دار نشر تفضل أن تنأى بنفسها عن المشكلات التي يمكن أن تلاحقها، وتسبب لها خسائر كبيرة. خصوصا وأن دور النشر فعليا وعمليا تنشر عددا ضخما جدا من الكتب بلغ منذ عامين 1600 عنوانا عن دار لارماتان في عام واحد، والخسائر تكون كبيرة جدا إذا ما طالت الدار نفسها. وفي لقاء لي مع جارودي لمعرفة رأيه في أحداث سبتمبر فور حدوثها، كان الرجل قد حجب موضوع التعامل مع دور النشر الفرنسية حول هذا الكتاب من ذهنه تماما. وما ينسحب على جارودي ينسحب أيضا على أعمال المراجعين التاريخيين وفي مقدمتهم روبرت فوريسون الذي تلغى في بعض الأحيان مؤتمرات في أوروبا فقط لمجرد توجيه الدعوة له. المشكلة هنا تكمن في تجريم القانون الفرنسي لمن يثبت عليه عبارة واحدة يمكن أن تنطوي تحت ما يعرف بمعاداة السامية.
ـ يمكن ببساطة أن تتهمني بالتحيز، ولكن باريس كانت ومازالت وستبقى عاصمة الثقافة دون منازع. غير أن الحركة الثقافية على مستوى العالم اليوم في حالة انكسار، فلا وجود لسارتر آخر أو لدالي أو بيكاسو وغيرهم حتى تغزو العالم أعمالهم انطلاقا من الاحتضان الفرنسي. كذلك لا وجود لحركات فنية وأدبية تحمل خطوطا حادة للتجديد وتبشر بميلاد ثورة فنية مغايرة. أما نيويورك الآن فهي تحيا أزمة حقيقية وربما كانت هذه الأزمة التي تعرف بأزمة انحطاط الحضارة، هي المحرك الدافع لحركات ثقافية متمردة تظهر بين الحين والآخر، وبمناخ قادر على إنتاج أدب متميز حتى من قبل المهاجرين وليس الأمريكيين فقط. أيضا لفرنسا على الرغم من أمجادها أخطائها التاريخية تجاه الفنون، أما أمريكا فقد كانت تتعامل دائما من خلال منظور آخر. فعلى سبيل المثال من لفت نظر فرنسا إلى أهمية أعمال الفنانين التأثيريين هو الإقبال النهم من قبل الأمريكان على شراء لوحاتهم، فقررت فرنسا التي كانت تلقي بلوحاتهم في المزادات إلى النزول من عليائها وأن تتخلى عن الخيلاء الفنية التي كانت تتمتع بها، وتبقي على البقية الباقية من لوحاتهم.
ـ قامت على ترجمة ديواني إلى الفرنسية أستاذة فلسفة في إحدى الجامعات الجزائرية حيث تمتلك اللغتين العربية والفرنسية، وقامت بكتابة المقدمة الفرنسية الشاعرة والفنانة التشكيلية كاترين سيمون ستول وهي فرنسية عاشقة للصحراء العربية وتحيا فيها معظم أوقات السنة. والترجمة هي ترجمة حرفية للنص العربي الخاص بي. ولا يوجد أي استثمار للتفعيلات الفرنسية الصوتية التقليدية.
ـ نعم في بعض الأحيان تحمل الترجمة الكثير من الخيانة للنص الأصلي، وخصوصا حينما يكون كاتب النص الأصلي لا يملك ناصية اللغة التي تتم الترجمة إليها أو يجهلها تماما، حيث يصبح من حق المترجم اختيار المرادف الذي يراه والذي قد لا يكون هو ذاته الذي يريده كاتب النص، أيضا قد يفهم المترجم معنى مغاير للمعنى الذي يعنيه المبدع ويعبر عنه على أساس أنه المعنى المطلوب، من هنا تأتي الخيانة للنص الأصلي.
أدونيس يهتم بمراجعة نصوصه، ويملك أدوات اللغتين العربية والفرنسية تماما، ويدفع بنصوصه إلى مترجمين أو جهات يثق فيها ويعرف كيف يتعامل معها. وحتى في حالة الترادف فمن حقه الموافقة عليها إذا ما كانت ستثري النص للغة المترجم إليها، حيث أنه قادر على التميز بين المرادفات باللغتين كما أشرت.
ولك أيضا أرق تحياتي وأحلى أمنياتي،
فابيولا بدوي20/03/07 05 :34 05:34:45 PMحوارات ـ الأخ أحمد شهاب الدين
الأخ أحمد مرحبا بك، ولك كل التحية وصادق التقدير،
ـ بالطبع ليس هناك دائما تكرار في القصيدة الطويلة. لكن القصيدة الطويلة معي أنا على وجه الخصوص تكرر معانيها دون أن أتنبه لذلك، بمعنى أن العيب في أنا وليس في القصيدة الطويلة، وربما ينبع هذا العيب من أن القصيدة الطويلة تحتاج أن يعمل عليها الشاعر بعد الانتهاء منها. في يوم قال لي الشاعر بلند الحيدري، رحمه الله، أن الشاعر الحقيقي 30 في المائة موهبة، و70 في المائة صنعة وحرفية يعمل بها على قصيدته. الحقيقة أنا لا أملك هذه القدرة، حيث أكتب القصيدة كما أشعر ، وتنتهي القصيدة بالنسبة لي بمجرد الانتهاء من كتابتها، ربما هذا ما جعلني أرتبط بالقصيدة القصيرة نفسيا، حيث هي الأقرب لي في الكتابة.
ـ أنا في غاية السعادة والامتنان من أجل رأيك فيما أكتبه، ولو كنت أتمتع ببعض القدر مما ذكرت، فمن الطبيعي أنه نتاج لخبرات حياتية متعددة، منه تعدد الثقافات التي عشت بينها وتفاعلت مع بعضها، ومنه تنقلي ما بين الصحافة والإعداد التلفزيوني في فترة، ومنه أيضا الاهتمام بالعالم من حولي، ومنه أيضا الاستفادة من الأخطاء التي أقع فيها، والأهم من ذلك كله أن في حياتي أشخاص هم بمثابة البوصلة بالنسبة لي. الإنسان مجموعة متشابكة من اللقاءات مع الواقع كل منها يشكل في أعماقه شيئا مختلفا.
فابيولا بدوي20/03/07 05 :44 05:44:40 PMحوارات ـ الأخت نبيلة محمد علي
الأخت نبيلة لك أرق تحياتي،
يبدو أن إجابتي على سؤالك لم تكن محددة، وشاكرة لك أهتمامك بإعادة السؤال مرة أخرى
لا لن تجدي في الشعر الفرنسي أو الأوروبي مثل هذه النوعية من الكتابات التي تجمع بين هدى وطلعت، لسببين الأول أن الواقع المادي في هذه البلاد يفرض مفرداته بل ويفرض نفسه على الأسلوب أيضا.
ثانيا أن هذه الشفافية التي تجمع بين هدى وطلعت يصعب أن تجديها في الواقع الغربي بشكل عام، حيث طبيعة العلاقات التي تجمع بين البشر حتى القريبين منهم مختلفة في تفاصيلها إلى حد ما. ولكن هل أقول لك شيئا عجيبا، لو ترجمت كتابات هدى وطلعت سوف تلقى قبولا كبيرا من القاريء الغربي، ربما لأنها مختلفة عنه، وربما لأنه متعطش لمثلها دون أن يدري. المواطن الفرنسي مثلا متوتر ليل نهار فهم كائنات مفزوعة باستمرار، لماذا صدقيني حتى الآن لا أدري، ولكن هذه تركيبته التي تنسحب بالطبع على تركيبة شعرائه، هذا التوتر لا ينسج مثل هذه الكتابات. مع صادق أمنياتي
فابيولا بدوي20/03/07 06 :01 06:01:56 PMحوارات ـ الأخت سميرة خير الله
الأخت سميرة لك مني أرق تحياتي،
ـ بالمقاييس العامة لم يعد للشعر في فرنسا حضوره كما في السابق، يوم أنجبت أو احتضنت فرنسا أفضل شعراء العالم، ولكن بالمقارنة بالبلدان العربية هو أفضل بكثير. فحتى الآن مازال هناك اهتمام من المواطن الفرنسي بالشعر والشعراء، حيث نسبة الحضور جيدة، ومستوى المناقشات ناضج. الحقيقة العالم كله بات يحيا بمقاييس غير التي تعارفنا عليها، هل تدرين مثلا أن أفضل متابعة للشعر والشعراء الآن موجودة في الهند، وأن القاعة يحضر بها أكثر من ثلاثة آلاف شخص من أجل الإصغاء إلى شاعر، وقد أكد لي البعض أن عدد ما يصلهم من رسائل من هذا الجمهور بعد أمسية شعرية واحدة هناك يتجاوز عدد ما وصله في حياته كلها من رسائل. أيضا هذا الاهتمام موجود في المكسيك والأرجنتين. ولكن على اعتبارك شديدة التواضع وتقارنين بين فرنسا والبلدان العربية فثقي أن فرنسا أفضل بكثير.
ـ الحقيقة لم أشعر على الإطلاق بمثل هذا الإشباع الذي تتحدثين عنه وليتني لا أفعل حتى أظل دائما في دائرة البحث عنه حتى آخر العمر. أما باريس فهذه عاصمة لا تعرف كيف تصل بالشخص أي شخص إلى درجة الإشباع، وكل في مجاله. حيث دائما أنت في حالة لهاث مع ما زل تجهلينه. وأيضا القصيدة التي أكتبها لا تبعث في داخلي على الدفء أو الراحة. القصيدة التي لم أكتبها بعد هي ما تجعلني أشعر بالطمأنينة وسط كل نعيشه هنا من صخب.
ـ بالنسبة للشاعر الكبير سعدي يوسف وقصائده الأخيرة، لا أعتقد أن لها علاقة بالغربة وتأثيراتها.
هدى الخطيب21/03/07 08 :05 08:05:53 AMتحياتي
تحياتي و عميق تقديري للسيدات و السادة على المشاعر الجميلة و المداخلات القيمة اليوم كما في كل يوم
الشاعرة المبدعة فابيولا تحياتي و عميق مودتي
لكل منا أحلام و طموحات بعضها ممكن التحقيق و الآخر يكفينا أحياناً أن نحلم بها و نحلق بين الممكن و المستحيل زمناً رغداً..
و لكل مرحلة من مراحل حياتنا أحلامها، بين خيالية الشعراء و واقعية الكاتبة في الشأن السياسي و الدراسات و قوّة الشخصية الواضحة عندك ما هو ملخص أحلام و طموحات فابيولا بدوي
الشاعرة الكاتبة و المفكرة؟؟؟
من هي الشخصية العربية التاريخية التي أحببتها و تركت أثراً في نفسك؟
شخصية واحدة أو أكثر و في أي مجال كان.
و من هي المرأة (من أي جنسية أو عصر) التي أعجبتك و أثرت بك ؟؟
شكراً و إلى مداخلة أخرى
فابيولا بدوي21/03/07 01 :33 01:33:11 PMحوارات ـ العزيزة هدى الخطيب
العزيزة هدى ولك أرق تحياتي وعميق امتناني وأحلى أمنياتي،
كنت في السابق أمتلك مساحة من الحلم بحجم الكرة الأرضية، وكنت أراها كلها واقعية وسهلة التحقيق، فقط تحتاج إلى الوقت والعمل الجاد والتمسك بهذه الأحلام، هل تصدقين كان من بين أحلامي وليس حلمي الأكبر المساهمة في تغيير عيوب هذا الكون. كنت أحلم بحالة عشق لا مثيل لها، وبمحيط صاف مملوء بالحب والأمل، وبوطن بلا ظلم ولا جراح، وخال من طفل يبكي من عدم العدالة. تخيلي العشرات من الأحلام الوردية، وتأكدي أني كنت أحملها، وكنت على قناعة كاملة بإمكانية تحقيقها. كنت أراها سهلة جدا فقط نحتاج إلى المزيد من الإيمان بالعدل والحق والخير والجمال.
شيء فشيء أخذت هذه الأحلام تتقلص. الواقع أفسد علي سعادتي بها. وحينما يأتي الوقت الذي تقسين فيه الحلم وتضبطين إيقاعه على الممكن المتاح، فهذه هي نهاية العلاقة باليوتوبيا الخاصة بك. الآن أنا أعي أن الأحلام الكبرى الخيالية لا مكان لها في واقعنا، وأيضا لم أتمكن من تغيير نفسي. فمثلا أنا لا أقبل أن تصبح راحة البال، كما يقال في الكثير من الأحيان حلما، أو أن تكون حريتي حلما، أو حتى على المستوى السياسي أن تصبح الديمقراطية حلما. ففي رأيي أن البديهيات والأدوات حينما تتحول إلى أحلام تصبح الحياة بلا معنى.
عموما أقرئي القطع الثلاثة الآتية وهم من ديواني الأخير، يمكنك معرفة الفرق بين ما كنت أحدثك عنه من أحلام سابقة والآن....
أحيانا أتعجب، لماذا نصف أحلامي
مغروس دائما في اليأس؟
ــــــــــــــــــــــــ
حين يفاجئني الموت،
سوف أروي له قصصا حول كاهنات المعبد،
وتاج الشوك فوق رأس المسيح،
عن شك القديسات،
وكبد حمزة الممزق.
سوف أردد على مسامعه حكايات عن،
نيتشه وفاجنر..
عن سارتر وساجان ودالي،
سأطلعه،
على ألم لم أعرف كيف أحاصره،
وصدر كان باتساع العالم ثم ضاق،
سأشكو له حياة أقصتني،
وأرض أنجبتني ونفتني،
وفحولة رجال أنهكتني،
حينها سوف أخرج مع موتي،
راجية ألا أعود مرة أخرى.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــ
أعبر فوق بقعة الدماء
وألعن نصل السكين بين يدي
لم يمنح شراييني
موتا يشبه ما أراه في العيون
بل المزيد من التكرار القلق.
ـــــــــــــــــــــ
ـ المرأة التي أعجبتني وأثرت في هي فرانسواز ساجان بكافة تفاصيل حياتها. هي من قالت، (الرجال يصنعون عظائم الأمور هذه حقيقة لكن النساء يصنعن الرجال وهذه حقيقة ننساها دائما). كم كانت بسيطة ومتهورة وحالمة عاشت كما أرادت أن تعيش وحتى نهاية حياتها. قبل وفاتها بقليل كانت تحاكم في قضية خاصة بالضرائب، ولم تحضر بسبب سوء حالتها الصحية، في ذلك اليوم قال عنها محاميها: إن موكلتي لا تفهم شيئا في القضايا المالية، ولا تجيد التعامل مع حقوقها كمؤلفة، ولا تفرق بين الفرنك الواحد والمليون. هذه العبارة تلخص عفوية ساجان التي واجهت بها الحياة.
ـ شخصية تاريخية هي تشي جيفارا بلا منازع، ربما من بعده تأتي شخصيات أخرى تثير اهتمامي إلى حد كبير، ولكن جيفارا هو الحلم الذي تفتح وعيي عليه.