رد: رسالة إلى صديقة
بعد أن جمعت وطرحت أيام عمري يا نصيرة وجدت أنني لم أعثر في حياتي إلا على الأصداف الفارغة .. هل هي صدفة .. قدر .. مشيئة .. أم سوء طالع يواكبني هذه الأيام ؟
عادة أحتفظ بأصدافي الفارغة داخل حدائق روحي .. لا أنثرها أمام أحد .. لن يفهم فحوى فراغها أحد .. لكنني اليوم وجدتك تشبهينني أكثر من أي يوم مضى .. ووجدت عناقيد الحزن تتدلى فتلامس جبهتي وأنا التي قلت في يوم وداعا ً للحزن في مكمنه لن أفتح جرار الحزن بيدي بعد أن أوصدتها .. فإذا هي براكين تغلي وتفور ثم اندفعت في وجهي مرة واحدة وكأنها تعاتبني كيف اغفلتها كل هذا الوقت ؟
هل أصبحنا والحزن توائم ملتصقة أم أن أصداف الحزن وحدها العامرة فلم ألتقط يوما ً صدفة حزن فارغة ..
سأعمر قلبي بالحب حتى لو كانت أصدافي خالية .. فارغة .. سأرسم عليها بريشة زاهية قلبا يحدثني كل مساء .. يطرد عني بحديثه الشيق جميع كوابيس الليل ..
لليل وجه آخر يا نصيرة .. وجه ساحر لا ينجلي عنه الليل إلا برفقة الحبيب .. سأرسم حبيبا ً يا نصيرة وليكن فليشبه وجهه وجه القمر وليشبه دفئه دفء الشمس وليشبه نبضه نبض اليمام وليذب كالشهد في أيامي ويطر كالفراش في سمائي ولن أقول في حينها كفى ولتنفلق جرار الحزن عندها أنا لن آبه لحزنها فالحبيب معي وبقربي أنا رسمته بيدي على جدران قلبي الخالي ..
|