الموضوع: الركن الهادىء
عرض مشاركة واحدة
قديم 31 / 03 / 2010, 48 : 07 PM   رقم المشاركة : [20]
ميساء البشيتي
شاعر نور أدبي

 الصورة الرمزية ميساء البشيتي
 





ميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: القدس الشريف / فلسطين

رد: الركن الهادىء

أيام عالبال
عندما كنا صغارا ً كنا نحلم بالغد ..
في كل ليلة كنا ننتظر الغد بأحلامنا وفي الصباح عندما نفتح أعيننا ونميط عنا اللحاف كنا نجد أننا لم نصل الغد .. فنحزن .. ومع ذلك في المساء نعاود الحلم .. ذات الحلم .. الحلم بأن نكبر ..
أنا .. كنت كل ليلة أحلم بأن أكبر ..وكيف سأبدو حين أكبر .. وماذا سأكون حين أكبر ؟
وكنت أغرق في تفاصيل التفاصيل حتى يصبح الحلم مهترئا ً من حجم التغييرات والتعديلات التي أجريها عليه كل ثانية .. عندها ألملم الحلم في حجري وأعيد ترتيب حباته من جديد .
اليوم كبرت .. كبرت جدا ً .. كبرت خارج إطار الحلم أو الأحلام التي كنت أعدها كل ليلة في منامي .. لم يكن نفس الحلم .. لكني كبرت ولم أعد أحلم بالغد بل أحلم بالماضي ..الماضي الذي هو مرسوم لي وليس لي الحق في إعادة رسمه كما كنت أفعل بالحلم .. حلم الغد .. لذلك في كل ليلة أنادي على الحلم قبل النوم وأرسم دمعة أو أكثر في ظل الجفون قبل أن تغرق في سباتها المؤرق ..
دمعة .. دمعتان .. دموع .. لا يهم .. فالماضي كان كبيرا ً وجميلا ً وغنيا ً يستحق أنهارا ً من الدموع وليس دمعة معلقة بين الأهداب في ظل الجفون ..
ويبقى سؤال يقض مضجعي لماذا أنا لم أعش الماضي ؟ لماذا غرقت في حلم الغد وتفاصيل الغد طالما أنها قادمة لا محالة ؟
لماذا أغفلت يومي .. نهاري .. ليلي ؟
لماذا لم أستقبل في يوم إشراقة الشمس ولم أسهر في ليلة أناجي النجوم ؟
لماذا ضيعت أول قصة حب .. وأغلقت نوافذي في وجه الحبيب .. لمذا أغلقت أذني في وجه جميع كلمات الغزل والحب الصادق والحقيقي والشفاف ؟
لماذا قسوت على نفسي وتجبرت وتحكمت بها وتمردت على قوانين الطبيعة والعشق ؟
لماذا لم أمض ِ يوما ً في قراءة قصيدة من الغزل ؟
لماذا لم أمض ِ يوما في ملاطفة الورود التي كانت تتسلق بجرأة واضحة شرفة نافذتي ؟
على ماذا كنت أنغلق وأنزوي وأنعزل طالما الغد آتٍ لا محال وطالما اليوم تسرب من بين يدي إلى غير رجعة ؟
هل أعود اليوم وبعد كل هذا العمر إلى مريول المدرسة والضفائر بالأشرطة البيضاء ؟
هل أعود لإنتظار صديقاتي كل يوم حتى ننطلق زرافات زرافات نحو المدرسة نطوي الأرض بأقدامنا .. نرسل ضحكاتنا تملأ الفضاء دون أن نكترث أنه يوجد على هذه الأرض بشر غيرنا ؟
كل يوم حديث مختلف .. مشاريع مختلفة .. رؤى مختلفة .. نهارات مختلفة وأمسيات مختلفة ومع هذا لم نعش تلك الأيام من أجل أن أخربش في كل ليلة حلم الغد .. الذي هو آت لا محالة ..
اليوم والليل غير الليل والنجوم غير النجوم والنهارات غير النهارات والصديقات ذهبن كل في طريق .. لم يعد أمامي سوى كلمات أغنياتنا التي كنا نرددها سويا ً في باحة المدرسة .. أي دمعة حزن لا لا لا ..
نعم كنا ندخر الدموع للغد .. الغد الحلم .. الحلم الذي غرقنا في نقش تفاصيله فأتى غد آخر لم نره في الحلم ليلة واحدة فقط .. وأي دمعة حزن لا لا لا ..
توقيع ميساء البشيتي
 [BIMG]http://i21.servimg.com/u/f21/14/42/89/14/oi_oay10.jpg[/BIMG]
ميساء البشيتي غير متصل   رد مع اقتباس