نساء في التاريخ العربي
تأليف : سنية قراعة
من الكتب الهامة التي صدرت مؤخراً كتاب « نساء في التاريخ العربي » من تأليف السيدة « سنية قراعة » وهو كتاب « العربي » الذي صدر في الشهر الأول من عام 2009.
وأهمية الكتاب في أنه يبحث خصوصية وطبيعة المرأة العربية ذاتها في كونها تتبنى دوراً معيناً ونموذجاً محدداً للفعل له سمات خاصة عبر مختلف مراحل التاريخ العربي وكأنما فعلت ذلك باختيار ربما تم عن طريق غريزتها المتيقظة أو وعيها الثاقب . فالمرأة العربية اختارت دور الداعم والمساند للرجل بينما كان للرجل دور المواجهة . غير أن المرأة ، عندما تجد مكان الرجل في المواجهة شاغراً، كانت تحل محله وتأخذ دوره عندما تستدعي الأحداث ذلك « شجرة الدر مثلاً » . وقد أفردت المؤلفة لكل امرأة تحدثت عنها فصلاً اضافياً ، فكان الكتاب عشرين فصلاً عن عشرين امرأة عربية .
البداية كانت مع أم المؤمنين « خديجة بنت خويلد » زوج النبي عليه الصلاة والسلام . وإذا كانت المعلومات الواردة معروفة عنها - رضي الله عنها - غير أن الأسلوب الشيق والعبارة الجميلة تجعلنا نقرأ بنهم عنها . فهي الروح الحاني والقلب الكبير والملاذ الدافئ ، وقد ماتت والنبي عليه الصلاة والسلام بأحوج ما يكون لها . وقد دفنها سيدنا رسول الله في « الحجون » ونزل قبرها وألقى عليها النظرة الأخيرة وقد شرفها الله بأنها كانت أول امرأة تُسلم .
وفي الفصل الثاني نقرأ عن حبيبة النبي « عائشة » رضي الله عنها وتشير الكاتبة الى دورها الهام في حياة النبي عليه السلام وعما حصل في «وقعة الجمل » وعودة عائشة الى منزلها في المدينة ، ووفاتها حيث دفنت في البقيع .
أما حفصة بنت عمر بن الخطاب - رضي الله عنها - التي تزوجت خنيس بن حذافة الذي مات وتركها في عز الصبا ، وقد تزوجت فيما بعد الرسول الكريم محمد عليه الصلاة والسلام وكانت من أوائل من دخلن في الاسلام ، وقد صحبها عليه السلام معه في بعض غزواته . ويُقال أنها كانت تستشعر الغيرة من نساء النبي الأخريات . وهذا أمر طبيعي ، وشهدت خلافة معاوية وماتت ودفنت في المدينة المنورة .
ونقرأ في الكتاب عن السيدة ذات الهجرتين وهي السيدة أم سلمة « هند بنت أبي أمية بن سهيل بن المغيرة بن مخزوم وزوجها الأول هو عبد الله بن الأسد « أبو سلمه » وقد هاجرت مع من هاجر الى الحبشة وبعدها الى يثرب . أصيب زوجها في معركة بدر وكذلك في معركة أحد فأسلم الروح إثر ذلك ، وشاء الله أن يكرمها بزواج النبي عليه السلام منها ، بعدما رفضت جميع من طلب يدها . وقد أرسلت كتابها المشهور الى معاوية تقول فيه « إنكم تلعنون علي بن أبي طالب ومن أحبه وأنا أشهد أن الله أحبه ورسوله ... » وتسلم معاوية الكتاب ولم يرد عليه .
ونقرأ كذلك عن فاختة بنت أبي طالب وهي زوجة هبيرة بن أبي وهب التي آمنت بدعوة الرسول الكريم عكس زوجها الذي فرّ الى نجران وبقي على كفره وضلاله . وقد روت أحاديث للنبي عليه السلام وكانت قدوة صالحة للتعبد واتباع أوامر الدين .
وإذا جئنا الى ذات النطاقين « أسماء بنت أبي بكر » فأنها السيدة الجليلة القدر . التي كانت تحمل الطعام والشراب الى المهاجرين العظيمين في غار « ثور » وحدث أن ثقل عليها ما تحمله فشقت نطاقها الى قسمين ، فسميت « ذات النطاقين » تزوجت الزبير بن العوام ، وقد قاد ولدها « عبد الله » ثورة ضد الحكم الأموي . وأعلن نفسه خليفة على العالم الاسلامي عدا الشام وقد حاصر الأمويون مكة وقتلوا عبد الله بن الزبير وصلبوا جثته وقد مرت به فقالت « أما آن لهذا الفارس أن يترجل » فكانت نموذج الأم الباسلة الصابرة المجاهدة .
ونقرأ عن « الشيماء أخت محمد » وهي ابنة حليمة السعدية مرضعة النبي عليه السلام وقد تعلقت بالنبي فهي أخته بالرضاعة وكان يحدب عليها وقد أعد لها مجلساً بجانبه .
أما نسيبة بنت كعب فهي من يثرب التي شهدت بيعة العقبة الثانية وكانت أول امرأة من يثرب تؤمن بالدعوة . صادقة الايمان ، قوية العقيدة . شاركت في غزوات النبي فداوت الجرحى وقد قال عنها النبي عليه السلام « ما التفت يميناً أو شمالاً إلا وأنا أراها تقاتل دوني » وكان لقبها أم عمارة رضي الله عنها .
وعن أم الشهداء تماضر بنت عمرو بن الحارث بن الرشيد نقرأ كيف زفت أبناءها شهداء في معركة الحق ضد الباطل ، إنها الشاعرة الخنساء التي ما زال قولها يتردد « الحمد لله الذي شرفني بموتهم » قولها عندما أخبروها باستشهاد أبنائها .
ونقرأ في الكتاب عن خولة بنت الأزور وهند بنت عتبه وسكينة بنت الحسين وفاطمة النبوية وأم الدرداء وأم المقتدر وزبيدة أم جعفر وصبيحة ملكة قرطبة وعن الخيزران وعن هاجر أم اسماعيل .
هامش : نساء في التاريخ العربي كتاب صادر عن مجلة العربي 2009 للكاتبة سنية القراعي .
٭ منقول عن : عيسى اسماعيل