الموضوع
:
صباح الخير ياميساء ، صباح الفل ياهدى، صباح الشذى ياناهد
عرض مشاركة واحدة
04 / 04 / 2010, 27 : 10 AM
رقم المشاركة : [
7
]
نصيرة تختوخ
أديبة ومترجمة / مدرسة رياضيات
رد: صباح الخير ياميساء ، صباح الفل ياهدى، صباح الشذى ياناهد
اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ميساء البشيتي
صباح الخير يا نصيرة ..
صباح الخير يا حبيبة ..
تأبين يا نصيرة إلا أن تجمعينا حول ضفاف بوحك ..
في هذه الأيام التي أخذت فيها أنامل الدفء بالتسلل عبر أوردة الفصول لتذيب بعضا ً من همجية الشتاء ..
تقتل برودة رياحه .. تبخر مياه زوابعه .. تنصب أعمدة الشمس على مشارف المدينة ..
وترفع للجميع راية الربيع ..
لكن صقيع فلوبنا يا نصيرة لا تذيبه تلك الأنامل الدافئة .. لا تقوى عليه ..
لا يذيب صقيع قلوبنا سوى نغماتك الدافئة .. الساحرة .. الحنونة .
أنا يا نصيرة ما شعرت بالغربة إلا حين سافرت بعيدا ً عن حضن الأم ..
الأم وطن يا نصيرة ..
هي الملجأ وهي الملاذ وهي القبلة الأولى وهي محراب جميع العبادات فلا عجب أن تتفتق الجراح بالغربة
وتستأسد علينا ونصبح أسرى لها ونضعف ونذبل يوما ً بعد يوم .
ومع أن المسافة قريبة إذا ما قيست بين هنا وهناك حيث هي أمي ..
لكن ما يخيفني ويجعل هذه المسافات ممتدة إلى مالا نهاية هي لحظة الوداع ففيها تتمزق الجراح ..
وصعب يا نصيرة أن نداوي جرح تمزق اكثر من مرة وإسألي كل من تفتقت جراحه إن كان يجرؤ من الإقتراب ؟
نحن لا نستطيع البعد يا نصيرة .. ولا نستطيع الإقتراب ..
كبرنا يا نصيرة وأصبحنا أمهات ونحن في سن الطفولة ..
أحيانا أتلعثم أمام صغيرتي وأقول لها أعذريني يا صغيرتي فأنا صغيرة مثلك ..
أنا وأنت نتعلم من هذه الحياة وربما أنت على صغر سنك تفوقينني ذكاءً ..
فكوني أمي ولو للحظة ..
حتى أستريح ..
أنا لم أخلق أما ً ..
أنا خلقت طفلة مثلك وركضت الأيام وأنا ما زلت أحلم بالضفائر ودفاتر الإنشاء وعلبة الألوان وعندما أحضروك إليّ شعرت بالفرحة ..
طفلة تلهو بطفلة ..
وها أنا وأنت يا صغيرتي نكبر سويا ً .. فأعذريني يا طفلتي وكوني أمي لبعض الوقت ..
وقولي لي كيف نعيد لملمة العمر في حضننا والبدء من جديد .. قولي لي .. أرشديني ..
أشيري لي على وطن يكون أمي وأمك بعد أن شبعت منا المنافي وضاقت بنا ذرعا ً ..
قولي لي يا ابنتي هل تشترى الأوطان فنشتري وطنا ً جميلا ً حتى لو كان صغيرا ً ..
وطنا ً نكتبه بأسمائنا ..
لا ينازعنا في ملكيته أحد ولا يقف في بابه من يلوح لنا بالرحيل ..
قولي لي يا ابنتي هل من مثلنا أحد .. هل خلق من مثلنا أحد ليبقى معلقا ًعلى موانىء الإنتظار ؟
قولي لي يا ابنتي إن وجدنا مكانا ً ضيقا ً لحقائبنا خلف أي باب مهترىء فهل لحقائب الروح مكان تستريح فيها وتهدأ وتكف عن الثوران ؟
ارأيت يا ابنتي ليس من السهل أن تكوني أما ًبلا وطن ..
كوني أمي يا ابنتي ..
كوني وطني ..
ودعيني ألقي عن كاهلي حقائب الروح التي أدمت قلبي وكتفي ..
أثقلت عليك نصيرة .. لكن البوح لا يطيب إلا على ضفافك يا أميرة ..
وقلبي معكن يا أميرات نور الأدب ..
هدى الخطيب ..
ناهد شما ..
نصيرة تختوخ ..
إن الله معنا ..
شكرا نصيرة .. شكرا ً يا حبيبة .
كل ماقلته عن الأم صحيح يا ميساء ، الأم احتواء وأمان والبعد عنها يصعب تعويضه.
صداقتك لبناتك نعمة وبوحك لهن يزيد الجسور بينكن متانة فلا بأس أن تكشفي عن طفولتك أوحتى ضعفك حينا فهذا يجعلكن لبعضكن أقرب وينبههن لأشياء قد تغيب عنهن.
شكرا لأنك فتحت أبواب القلب وسمحت لبوحك أن يكون مرآة يرى فيها غيرك نفسه.
يوم جديد سعيد أتمناه لك
نصيرة تختوخ
مشاهدة ملفه الشخصي
زيارة موقع نصيرة تختوخ المفضل
البحث عن كل مشاركات نصيرة تختوخ