عرض مشاركة واحدة
قديم 06 / 04 / 2010, 11 : 02 AM   رقم المشاركة : [2]
رأفت العزي
كاتب نور أدبي متألق بالنور فضي الأشعة ( عضوية فضية )

 الصورة الرمزية رأفت العزي
 





رأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond repute

رد: واقع يلفه الحلم


قال : يا أخي لما الممانعة ، خلاص ، " إسرائيل " أصبحت منا وفينا ...
البارحة احتلت القدس واليوم بيروت وغدا دمشق وبغداد و " طز " بالأمة " ...!
حاولت محاورته ولكنه كعادته لا يستمع ... يتحدث دون أن يُنصت كمعظمنا وقال :
- " هنا احتلال وهناك احتلال ، ولا تفكر أن إسرائيل راح تطلع من لبنان ؛
فأقله انك ترى حيفا ، مسقط رأسك ، أليست حلمك الدائم كما تقول " !
- نعم ، احن إلى حيفا . وهي كما فلسطين انتظرتنا عشرات السنين لنأتي إليها
" كأبطال " كما تتوقع ؛ وهي على اعتقاد أن المعاناة علمتنا فن التحرير ، وهي
الأسيرة الصابرة على أمل اللقاء .. أنوقعها في خيبات الأمل . ؟!
هي بانتظارنا لنأتي ونعيد كرامتنا المهانة منذ عقود.. لنعيد إلينا رجولتنا
المفقودة معناها ؛ لأنها – وكما تعلمنا – هي المستولدة لمعاني الكرامة الرجولة
وحتى لمضامين تعريف إنسانية الإنسان ، وبدون هذا الإيمان ، سنفتقد تلك الأشياء ..
تلك الصفات التي بغيابها ، نفتقد حتى صفة الإيمان الذي ندّعيه ..! "
كنت أحدثه بانفعال غير مصطنع ، و كلما انشق فمه بكلمة لا يكملها ...
كنت كمن يطلق نارا ولا تنتهي ذخيرته ولكن ... هل أصبت الهدف ..؟!
ولكني توقعت أن تصيبه طلقة أو أترك في نفسه خوفا لا يستطيع
معه إكمال " المعركة " بعد أن أسكت مواقعه وتابعت قائلا :
- " إن فلسطين ليست أرضا ضمن حيز جغرافي وحسب ، وليست بيتا وبستانا ،
أو ملكية حق شخصي .. وليست حنينا إلى طفولة أو ذكريات جميلة وحسب ؛
إنها التاريخ والهوية :
التاريخ الذي لا يمكن أن يستقيم ولا يُقرأ بغيابها .. كل تاريخ قفز عنها
ليس له معنى . إذ لا يمكن لأي عربي أو مسلم ، في المشرق كان أم المغرب ،
إسقاط فلسطين من تاريخه وإيمانه .... بل لا يمكن أن يكون العربي
عربيا بغير فلسطين ... ولا يمكن للمسلم أن يكون مؤمنا بغيرها على الإطلاق ...
ما عدا ذلك فهو تزوير وكذب ، وليس فقط ناقص .
ماذا نقول لربي يوم الحساب ، وماذا نقول لنبيّ الذي ما شاء له الله
الصعود إلى السماء إلا من بابها ؛ أم هي صدفة أن يُرفع عيسى
ابن مريم إلى العلا على تلال مقدسها ..؟!
إنها باب الدخول إلى ملكوت الله ؛ ومن لا يسعى لأجلها فهو معاق في الفكر
أو هو عميل أو جبان ..؟!
إن فلسطين لنا . ومعلمي أنشدني أن كل بلاد العرب أوطاني ، وفي القلب منها فلسطين ..؟
من مات منهم شهيدا لأجلها كان يعيش حلما ضحى من اجله .. و من يكافح
ما زال يعيش ( واقعا يلفه الحلم ) بالعودة مهما طال الزمن ، بالرغم من عذابات السنين ،
وبالرغم من مظاهر الضعف والهزائم والتحديات فهل نستسلم هكذا "
فهل نتخلى عن الحلم ونتوقف مستسلمين ..؟! "
قال : - كل الحروب تنتهي بتصالح المتقاتلين "
قلت نعم ، عندما يكون الصراع على حدود ، أو من اجل مصالح تنافس
من عليها المتخاصمون .. أما قضيتنا ، فالمسألة تتعلق بمصير أمة ..!
قال : - " أنت تدعو للمقاومة والموت إذن ..؟!
قلت : إنها دعوة من اجل الحياة ، كل المخلوقات الحية ما كانت
لتستمر عبر ملايين السنين دون مقاومة ،فأضخم المخلوقات وأقواها
انقرضت لأنها لم تقاوم .. لقد سقطت تحت وطأة الضربات الأولى لغضب الطبيعة ؛
ومن يسقط تحتها وطأتها في اللحظات الأولى لن تقوم له قائمة .. !
فالمقاومة بهذا المعنى : هي دعوة للحياة ، وليس من اجل القتل أو سفك الدماء ."
قال : " يبدو أن مدة اعتقالك لم تكن كافية لتُغيّر في قناعتك ..! "
قلت : بل على العكس من ذلك ؛ لقد رأيت حقائق لم أكن لأراها
جيدا لولا هذا الاعتقال ؛ أتعرف ، إن أجمل ما فيه هو إني كتبت
أكثر من خمسين صفحة على الوجهين رواية مختلفة عما كنت
أعرف عن الصهاينة ثقافة وسلوك ..وسأعاود الكتابة ..! "
قال : - " أنت يا جاهل لم تتعدى الصف الرابع ابتدائي ، فكيف استطعت
كتابة مئة صفحة ومن سيقرأ لك ..؟! "
- " ألا تفهم ما أُحدثك به ..؟ هكذا سأكتب ..كما أحدثك الآن .
ثم ألا يكفي أن يقرأ ما اكتبه أولادي ؛ فغدا سيكبرون ، وإن طال بي العمر
سأقص روايتي لأحفادي .. أما أنت... فلن يكون لك اسم يُذكر . "
قال : - " ستموت قبل أن ترى مسقط رأسك ؛ أنت حر .. أما أنا فسوف
اذهب باكرا فهل آتي لك بحفنة تراب ..؟
قلت : لا . مع أني احن إلى حيفا ، وأشتاق إلى ملامسة حبات
رمل شطئانها ، وما زلت أذكر وأشاهدني طفلا مع أمي كلما أرادت
مشاهدة السعادة على وجهي فتأتي بي للعب مع الأمواج والتمرغ برمالها ؛
كلما تقدمت مني موجة اهرب ... اتبعها فتهرب ، ثم تعاود الكرة من جديد .
ضحكاتي البريئة يتردد صداها مع صوت الأمواج .. وكلما اقتربت من البحر
أسمعه ..وما زلت حتى لو مكان آخر ، على ساحل آخر ، فالبحر بحرنا
والبحر للبحر قريب .
آه حيفا ، عشِقتُ صبية من بلادي غنتها ذات صدفة وقالت :
أرفع جذوري إلى حيفا
ولم تزل حيفاك ،
على باب الريح عالقة
اترد الهوى والنساء والأطفال
تأتيك بثياب امرأة ..
وعطر أرجواني المزاج أتردها ..!؟
أتغمض عينيك من لهفة
مكذبا همساتي المجلجلة
فتصرخ : أضغاث أحلام .. !
ألم تزل صرختك تتلاشى
كلما اقتربت من مرماك حيفا ؟
أدركت سرك الذي يفوح لأدخله
أدركت حريقا ناعما
كلما تدلت حيفا أمام شفتيك
ينفرط عنقود عنب
أدركت سرك المدفون في حيفا
فيسقط بينكما اللقاء
هى لك ، لي ، ملح وياسمين
ضمدت صبري فيك
أشفيت نهري المتكدس عطشا
أدركت سرك الذي يفوح
لأدخله وأغرق فيه .
أرفع جذوري
أسحب جثتي من موتي
وأمضي فيك حيفا "
رأفت العزي غير متصل   رد مع اقتباس