رد: نافذة على العالم الآخر / الحلقة السادسة ( الزمكان )
الأستاذة القديرة.......هدى نور الدين الخطيب
أشكرك على هذا الطرح الذي يخاف البعض من سرد الموت والأرواح وعالم البرزخ
لما فيه من رهبة وعجز البشر على فهمه إلا من كان يؤمن بالغيبيات والإيمان بها ركن من أركان الإيمان بالله تعالى
وكان لي تجربه معها عندما دخل والدي رحمه الله المشفى للعلاج قبل شهرين من وفاته وخلال هذه الفترة كان يرى في المنام
والدته وأبيه وأخيه رحمهم الله وكان والدي رحمه الله يحدثنا عن ذلك ويقول اقربت ساعتي وكنت أنا واخواتي نتناوب بالسهر عنده كي
لا يبقى وحده والدي كان لا يرى وكان فاقد الاحساس بالزمان والمكان فكنت أخرج من البيت أنا واختي من الساعة 3 بعد منتصف الليل
ونبقى عنده حتى يستفيق وكنا نقرأ القرآن حتى يبزغ الفجر فيصحوا والدي رحمه الله على صوت الأذان ويهم يريد الوضوء والصلاة
حتى جاء ذلك اليوم الذي توقفت فيه الكليه عن العمل عند والدي رحمه الله وكنت حينها بالعمل وهاتفتني اختي الصغيرة تخبرني بضرورة
العودة إلى المشفى فقد كانت امي عنده واختى الوسطى واختي الصغرى واخي الصغير وبعد ذلك اخرج الطبيب والدتي من الغرفه وحشد 5من الأطباء
بغرفة والدي ليقوموا باسعافه وقد اسعفوه ونجا بعد ذلك قاموا بنقله إلى غرفة العنايه المركزه وصحا من الغيبوبه وأول ما حدث به والدتي هو أنه عاتبها
قائلاً: لماذا خرجت من الغرفة وتركتيني وحدي فاعتصر الألم قلب والدتي قالت لنا أن والدي كان يرانا وهو لا يرى بالأصل وبعد ذلك بقى والدي رحمه الله بالعنايه المركزة
12 يوم وفي الأسبوع الأخير كان كل من دخل عنده يخرج باكياً للعلم بأن النهاية اقتربت وكان والدي رحمه الله محباً للأدب العربي ففي أحد المرات وفي صحوة الموت
أخبر والدتي بأن تخرج من الغرفه لأن فيها رجال كثيرون جداً وكيف لها أن تقف بين كل هؤلاء الرجال كلهم مع العلم لم يكن بالغرفة إلا أمي وعمي وكان يخبر أمي بالشعر
النبطي القديم مع العلم بأن والدي ليس على علم به سوى أنه يأهل ويسهل بالقادمين من الرجال الذين انحشرت بهم الغرفه وذلك من تصور والدي رحمه الله فقامت والدتي
باخباره أنه ليس هناك أحد سواها هي وعمي فرفض ذلك وقال: أي قالت لنا أمي لو لم أكن موجوده لما كنت صدقت ما سمعت من والدك فقد قال لها كيف لا يوجد وهنا جالس بالقرب مني
عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب وأبو بكر الصديق وذكر أيضاً أحد الصحابه وهو أبو جندل وذكر أسماء كثيرة وفي لحظه دار والدي رحمه الله وجهه جهة اليمين فأسرعت والدتي
جهة اليمين تخبره بأنه بخير وأنه سيخرج من المشفى معافى بإذن الله تعالى ولكن شخص بصره إلى فوق وأخبرتنا والدتي وكان احدهم يسأله في أي أرض سيموت لأن جوابه كان أن كلها
أرض الله تعالى ولا فرق بينها والحمد لله على ذلك وكان والدي دائماً عندما يغيب عن الوعي يرفع الشاهد ويقول الشهادتين ويوصي بي وبأخواتي خيراً لأخي الأكبر وفي ليلة الجمعة توفي
والدي ودفن بعد صلاة الجمعة وكان الحشد كثير بالمسجد وكان وصول والدي إلى النزل الأخير سريع جداً بحيث أن المشيعين لم يشعروا بالوقت والحمد لله على كل حال وبعد ذلك من شدة
حزن وكربة والدتي كانت تدعوا إذا كان والدي بخير في دنياه الأخيره أن تراه في المنام وبالفعل كان يحدث ذلك فقد رأته شاباً صغيراً بعمر الثلاثين وكان شعره يقطر ماء وكان ينظر لها بحزن
وكأنه علم بأنه فارق الحياة وابتعد عن الأحبه وبعد ذلك كانت تراه كثيراً.
وفي مرة رأته جالس بالقرب من النهر يقوم بالوضوء ويخبر والدتي بان تقوم للصلاة وان تتوضأ وسمعت أمي صوت الأذان وعندما استفاقت تقول سمعت صوت الأذان مرتين مرة وأنا نائمه
ومره عندما فتحت عيني مع أن الوقت لم يحن لصلاة الفجر وتقول من شدة حزني لم اقم للوضوء والصلاة وغضبت لذلك كثيراً فقد لم يكن على وفاة والدي رحمه الله إلا 4 أيام
سيدتي القديرة هدى نور الدين الخطيب
كتبت تجربتي مع والدي رحمه الله لما فيها من الغيبيات التي لم أشهدها من قبل
ولم يكن كتابة ذلك سهل علي كأن ما سردته حدث البارحة ولكن لا أقول إلا الحمد لله رب العالمين فقد كنت شديدة التعلق بوالدي رحمه الله وقد تسنى لي أن أقوم بتحفيظ القليل من سور القرآن الكريم
لوالدي وذلك لحرصي على أن يطمئن قلبه فقد قال الله عز وجل:((الا بذكر الله تطمأن القلوب))
ودمتم بألف خير وحفظ الله تعالى
|