الموضوع: الركن الهادىء
عرض مشاركة واحدة
قديم 08 / 04 / 2010, 19 : 08 PM   رقم المشاركة : [21]
حاتم الأيوبي
كاتب نور أدبي ينشط

 الصورة الرمزية حاتم الأيوبي
 





حاتم الأيوبي is on a distinguished road

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: لبنان

رد: الركن الهادىء

اقتباس
 مشاهدة المشاركة المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ميساء البشيتي
سفر
لم تمض ِ ساعات على إقلاع الطائرة حتى كان كل شيء يخضع للتغيير .. ديكور المنزل .. الستائر .. أغطية الأسرة .. مناشف اليد .. حتى لون الورق وحبر المداد أحدثت به تغييرا ً شاملا ً ..
لم تكن تنتظر لبرهة من الوقت تسأل نفسها لمَ كل هذا التغيير ؟
كانت تخشى مواجهة الحقيقة الكامنة في ذاتها .. كانت تخشى مواجهة نفسها .. لم تنظر إلى المرآة طوال عملية التغيير .. كانت تخشى صفعة تتلقاها من المرآة حين تخبرها أنها تهرب وتهرب وتهرب ولكن إلى لا مكان .
شعرت ببعض الراحة لهذا التغيير ولكن معالم وجهها لم تكن تنبىء بمظاهر السعادة .. الحرية .. نعم الحرية هي ما كانت تتوق إليه ..
هو يكتم أنفاسها .. يسلبها حريتها ..
لكن هل هذا التغيير هو حريتها ؟؟
لا ليس حريتها ولكن لم َ لا تواجهه ؟ لم َ لا تطلب حريتها إن كانت لها حرية مأسورة بين يديه ؟
لديها حرية مأسورة بين يديه .. لكنها في كل مرة تحاول فيها طلب حريتها منه يأخذها باللين والهوادة ويقنعها بأنها تتمتع بكامل حريتها ..
أحيانا تثور .. تغضب .. فيحتوي غضبها بكلامه المعسول وصدره الرحب .. تحتال عليه .. تحاول اللف والدوران حول الموضوع لكنه لا يفهم ما ترمي إليه .. تفقد أعصابها .. تلقي بكل شيء إلى عرض الحائط .. يضمها إليه كي تهدأ .. تظهر له الهدوء وتعض على وجعها وترسم ابتسامة يحتويها بين ذراعيه كما احتوى سنين عمرها التي كانت لوحة هو أشرف على وضع كل لون فيها ..
سافر اليوم ..
لا بد أن أمارس حريتي .. أن أشعر بها ..
ديكور المنزل لا يعجبه .. لون الستائر لا يعجبه .. حتى الورق الذي أكتب عليه رسائلي له لا يعجبه .. إلى متى سأبقى دمية يحركها كيفما يشاء .. إلى متى أرسم ضحكة مجلجلة وأنا أموت غيظا َ وقهرا ً ؟
في هذا الصباح أشعر ببعض الأرق رغم مظاهر الحرية التي تتلأ لأ من حولي .. أشعر بالأرق .. أفتح التلفاز .. أبحث عن مواضيع جادة كما كان يفعل هو .. أجلس على أريكته .. أتسمر أمام الشاشة .. هل هذا أنا ؟
لا أعلم إن كنت أنا أم أنه قد ألغى وجودي مثلما ألغى لي حريتي .. أبحث عن أنا .. أين أنا ؟
كم كانت سعادتي ستكون أكبر لو أنك في يوم فقط حاورتني دون أن تحاول فرض رأيك علي ّ .. كم كانت سعادتي ستكون أكبر لو كنت تضع طلباتي البسيطة نصب عينيك وتنفذها لي بدلا ً من محاولة إقناعي بتفاهتها أو عدم جدواها .. كم كانت سعادتي ستكون أكبر لو أنك في يوم فكرت أن ترفع سماعة الهاتف لتقول لي كيفك أنت فقط كيفك أنت ..
لدي الكثير لأقوله لك .. لكن صدقني أنا أجبن من أن أجرح مشاعرك أو أصدمك بأنني عشت عمري أتوق أن أقول لك كم ظلمتني .
ومع ذلك أنا متأكدة من أنني سأكون أول شخص يقف في المطار يستقبلك ويهلل لقدومك .. لأنني ببساطة شديدة فقدت أنا ولا أعلم إن كانت الرغبة بداخلي ما زالت موجودة كي ابحث عن أنا بين أوراقك المطوية بعناية ورتابة منذ ألف سنة .


استاذة ميساء

أقف عاجزا أما هذا النص الرائع الذي أسرني وكبلني

شكرا لك من أعماق قلبي
توقيع حاتم الأيوبي
 نادَيتُ قومي ولا نارٌ ولا حَطَبُ
أَيْنَ الـمَجَامِرُ والنّيِرَانُ يا عَرَبُ
أَيْنَ المُرُوءَاتُ إِنْ نادَتْ مُصَفَّدَةٌ
في الأَسْرِ مُعْتَصِماً هَاجَتْ لها القُضُبُ
"ادوارد عويس " الأردن
حاتم الأيوبي غير متصل   رد مع اقتباس