البكاء على شط العرب
الشاعر : جلال عابدين
[align=center][table1="width:80%;background-color:burlywood;border:7px solid indigo;"][cell="filter:;"]
[align=center]
يا ديك الجنّ بربّك دعنا... ولا تخدعنا
واخْلَع نعليك بعيدًا عنا
واخرج ما شئت من الرئتين..
من العينين... من الكعبين ومن دَمِنا
فصهيل جيادك.. أوجعنا
ولهيب مدادك أوقعنا
دون ذنوب
في حِلق الشيطان
ولتعلم أنك مقتحم يا ديك الجنّ.. ودمك مباح..
من رأسك حتى الشريان.
ولن يحميك الورّاقون الشرّاقون الخرّاقون...
ولن ينصفك الوزّانون.. ولا الميزان
ونحن الآن هلكنا... فيما بين البين...
فنحن ندين سيوف العرب.. وفيما بين البين..
نصون القدس ونحن جلوس في خيمتنا..
ونزرع دجلة بالصبار وبالتذكار وبالأكفان
وحفظ الكل كتاب الموت...
وفن الممكن واللا ممكن وطقوس الإذعان
فاحمل دفترك الآن وسافر
يا هذا الديك الماكر
لا تتمسح بالأعتاب.. ولا تتعلل بالأصحاب
ولا تتعلق بالأشعار وبالأشجار والجدران
وأغلق هذا الوطن علينا
كي نسكر من ماخور الحكمة
ونغرق في يمّ النسيان
فأنت الآن تثير صواعق هذا الوطن
وتعبث دومًا بالأجراس
وتلعب بالأحبار وبالأخبار وبالألوان
وترسم وطنًا "بالطبشور" وماء النار على الحيطان
فابعد بصياحك عنا..
فأنت مهرج عصر الحكمة.. في زمن الحيتان
وأنت المضحك والدرويش..
وشيخ البكائين.. وملك الجان..
وحيث تسير يسير وراءك
أهل الخطوة والغلمان
وحيث تسير تُثِير غبارًا.. وشرارًا ودخان
وأنت تشاغب طوب الأرض.. وتحترف العصيان
أنت مدان ودمك مباح بالأمر الملكي..
ويطلب رأسك صبية هذا الوطن جميعًا
وتبحث عنك زبانية السلطان
دمك مباح.. منذ كسوف كفوفك ريشًا..
يا هذا الديك المارق...
من قال بأن غريرًا مثلك يحترف الطيران
أنت مدان..
منذ نقرت رؤوس الديكة ديكًا... ديكًا
وعقرت رقاب الكهنة والأوثان
وحين وقفت عنيدًا كالعصفور الأحمق
في وجه البركان.. أنت مدان
يا هذا الديك المغرور
لا تقفز من فوق السور
وابعد بصياحك عنا.. فنحن قبلنا
أن نلعق سيف الحَجّاج
وتعودنا أن نشرب قهوتنا
دون حياء.. في شقّ الثعبان..
[/align][/cell][/table1][/align]