15 / 04 / 2010, 50 : 11 AM
|
رقم المشاركة : [1]
|
كاتب نور أدبي مشرق ومشرف سابق رئيس قسم العيادة الطبية في نور الأدب (انتقل إلى رحمة الله)
|
الحمل و الولادة الأدبية .. و الوليد الجديد ! ( من الأدب الساخر )
الحمل و الولادة الأدبية .. و الوليد الجديد !
( من الأدب الساخر )
د. ناصر شافعي
لاشك أن أي أديب حقيقي لابد وأن يعاني من مشاكل و متاعب فترة الحمل للعمل الأدبي .. وبالتبعية مشاكل و صعوبات مختلفة أخرى أثناء عملية الوضع أو الولادة للعمل الأدبي الوليد .. وبالتالي مشاكل رعاية و عناية الوليد الجديد و القلق عليه .
فترة الحمل للعمل الأدبي قد تطول أو تقصر .. عند بعض الأدباء قد تستمر و تطول فترة الحمل لديهم لبضع سنوات .. و البعض الآخر قد يحمل و يلد في غضون دقائق قليلة !!
أثناء فترة الحمل قد يعاني الأديب من مشاكل نفسية و عصبية .. وضغوط عقلية غير إرادية .. و قد تنعكس هذه الضغوط فتؤثر على الحالة الفسيولوجية العضوية للأديب .. فقد تنتابه نوبات من الصداع أو آلام الرأس وفقدان الشهية و القلق و التوتر و وزيادة الانفعال العصبي و الاكتئاب أو الانطواء .. و الرغبة في التدخين والتفكير.. والسهر وحيداً .
وقد يمر الحمل بسلام و هدوء و ينعم الأديب الحامل بفترة حمل هادئة ناعمة ، قد تصاحبها أحلام سعيدة و مبهجة . وهذا بالطبع يختلف على حسب نوع الحمل وصفات الأديب . والعجيب أن بعض الأدباء قد يحمل في توأم أدبي .. من نفس الجنس و الملامح .. أو توأم غير متطابق النوع و الصفات و المواصفات الأدبية !.. و تحدث الولادة لهما معاً ، أو بينهما فترة زمنية قليلة .!
و لكي يولد عمل أدبي مكتمل و سليم بدنياً و عقلياً و نفسياً ، لابد من مراعاة العمل الأدبي الجنيني أثناء كل مراحل تطوره و تكوينه الطبيعي .. تغذية ثقافية مناسبة ، جو نفسي صحي ملائم يحيط بالأديب ، و البعد عن كل العوامل الخارجية و الداخلية التي يمكن أن تؤثر على صحة الجنين الأدبي ، فيخرج للعالم معاقاً أو مشوهاً .
أما الحديث عن عملية الولادة الأدبية فقد يطول شرحه وتفصيله ، ولكن أحاول أن أوجزها .. يمكن لعملية الوضع أن تكون سهلة و طبيعية ، و تمر دون حدوث مشاكل تُذكر .. ويمكن أن تكون ولادة صعبة و متعسرة و تصاحبها العديد من المشاكل النفسية و العضوية للأديب ، بل و للعمل الأدبي الوليد . وقد تحتاج الولادة الأدبية لتدخل جراحي ( عملية قيصرية ) ، تسمى مجازاً من قبل الأدباء ب " ورشة العمل " ..
قد يولد العمل الأدبي مكتمل الصحة و الصفات .. وقد يولد خديجاً ( ناقصاً للنمو ) .. و هذا الأخير يحتاج إلى الرعاية في الحضانة الأدبية ، حتي ينمو و يستطيع أن يخرج للعالم و للحياة .
العمل الأدبي الوليد ، يمكن أن يكون شرعياً .. وصاحبه الفعلي و الحقيقي هو الأديب الذي يعاني الآن من مرحلة النفاس .. و تغمره حالة السعادة بالوليد الأدبي الجديد ، المصحوبة بالقلق و التوتر، من تقبل البشر له و من قدرته على مقاومة مصاعب ومشاكل الحياة .
ويمكن لهذا العمل الوليد أن يكون لقيطاً ، ولا يمت بصلة للأديب مدعي الأبوة .. هذا ما يستطيع السادة النقاد من الشك فيه و في نسبه ، عن طريق الملامح الأدبية ، و الصفات الوراثية .. وسينجح عما قريب السادة العلماء النقاد في عمل اختبار ال " دي إن إيه " للتحديد الدقيق و القاطع لنسب العمل الوليد لأبيه .
وللأسف ، بعض الكتاب لم ينعم الله عليهم بنعمة الحمل و الانجاب الأدبي ، و لجأوا إلى شراء الأعمال الأدبية الوليدة من فقراء الأدباء غير القادرين على رعاية و تنشئة أبنائهم .. ولجأ لبعض الآخر لسرقة الأعمال الأدبية حديثة الولادة و نسبها إلى أنفسهم في شهادة الميلاد .. بل أقدم البعض على سرقة الأجنة وهي في رحم الأديب الحامل ( سرقة الأفكار ) ..
والعجيب و الغريب أن بعض الكتاب لجأوا إلى فتح " دار أيتام" .. تضم العديد من الأعمال الأدبية اليتيمة أو اللقيطة مختلفة الصفات و الملامح و الألوان الوراثية و الأدبية ، وجمعها في كتاب واحد تحت مسمى " مؤسسة أيتام الأديب المتكاملة " .
رحم الله الأديب الحامل .. و أخذ بيديه حتي يضع حمله .. ونتمتع بعمله .. و نرعاه له طفلاً وليداً .. و بالغاً أدبياً رشيداً .
تحياتي .
د. ناصر شافعي
15 ابريل 2010 م. القاهرة .
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|
|
|
|