[هيام ضمره]

أصبت فيما ذهبت إليه أستاذ طلعت سقيرف من ضرورة توفر القوة التصويرية والتحليقية والإجادة اللغوية في قصيدة النثر لتمنحها القوة اللازمة لتدافع عن نفسها، لتمنحها القوة الذاتية لتؤكد حضورها وتستخرج صرخة الإعجاب من المستمع وتستقر في ذاكرته.. إن حمل النص إسم القصيدة هو ما يضخم الخلاف حولها، فللقصيد فنياته وأوزانه، وحتى الشعر العمودي الموزون إذا ما فقد وهج فنياته أصبح منظوماً بلا حياة، فإشكالية قصيدة النثر تكمن في مسماها فلو حملت نصوصها إسماً آخر لهمدت سجالات الحوار حولها
إنما لكون قصيدة النثر متحررة من قيود الوزن يجعل بوابتها مشرعة لولوج المجيد وغير المجيد، وكأنها ناد للعامة والخاصة وهو ما أحدث حالة فيضان شعري نثري تسونامي على الساحة الشعرية أمواجها تحمل في طياتها الغث والسمين على حد سواء، وباتت القصيدة النثرية في قفص الاتهام، فهي متهمة إلى حين ثبوت براءتها، وبراءتها تكمن في جودتها فقط، والكلام العادي المقطع الذي يعبئ الساحة الأدبية ليس من الشعر في شيء، وظهور أسماء مشهورة نفذت على قاعدة التلميع الإعلامي الجبري بأعمال سخيفة وغير مقنعة أثار حفيظة الشعراء المجيدين، لأن هؤلاء من حملوا إسم الشعراء اعتباطاً لوثوا البيئة الشعرية بسخيف ما يكتبون وبعده الشاسع عن الشعرية نثراً، وأثاروا الصديد في الأسماع
تكائر الموج المغرق من أشباه الشعر النثري سيظل يصنع إشكالية الخلاف على واقع القصيد النثري، فيضع الجيد في نفس سلة السيء ويعرضا معاً على واجهة واحدة متساوية القيمة وهو ما يظلم حقيقة الشعر النثري الجيد وشاعروه
لا أدري متى يتم الاتفاق على مسمى واقعي لها ويمنحها هوية ذات رقم وطني أدبي تمنحها هويتها الخاصة المستظلة بقوانينها لتفعيل سيادتها، لتمنح بوابة بحجم مناسب لا ينفذ منه إلا كاتبها المجيد
فقط، وتقصي عنه الدخلاء
الشكر الخالص لك أستاذ طلعت لإثارة الموضوع وإن كان سيظل موضوع قصيدة النثر مثار خلاف إلى أن يجد من يعلق الجرس بقرار أدبي تحكمه السلطة الأدبية