l
شغــور..
صـيرورة
1
بفـاتحة عـطلة معـطلة الأفـق، غـير بعـيد
عن مـصب وادي افـترشنا أرضا بنـية القشرة
تـموء .خـشـيت مـن أن يـنـقـلب يسر
حديـثه إلـى قـعـدة يشـحذهالأسف.
انخرطـت به في أعـطاف حـديـث قلّـما
يـوجد في السير...
لم يـكظموا غـيظـهم...لا صدهـم غب ولا
شحط سـفر.
هب أهـل سـد مـأرب إليها..التفـتوا يمنة
نـطق
أصـم الحجر!..قـال قـائلهم:- نضدوه !..
فاستوى الـسد شامخا عـند الـمـصب.
انـحـنوا يـسرة وهـي تـمـوء.
لامـسوا وجهها الـبنّي فـاخضـر بيـن المجاري.
أخـذت زخرفها وازّيــنت...
بلـغت السنابل وجنة النعمان..
جمعوا المحاصيل.اكتال أكـتعـنا وأبصـعنا فوق المائة
صاع صاعا.ثم عـاد أهل سد مأرب إلى جناتهم..
فجـأة.. كـأنما شـعرت بعضة فـي الساق
انتفـضت مذعـورا.
قـال لي محدثي:
-هدأ من روعك ، أنت واهم..!
إن النمل قد ترادف من زمن ونـزح إلى المـدينة.!
تمت.
تـزمت بـنا ونحـن نـطـيل بـها الـطواف والـجلوس،
حتى ونحن نتـصورها على ألف ميل من نـخر الـدود.
داهمـها الوبـاء .
رمـى مباهجـها في البهوت..
بليلة مشهورة ،تسكعنا بأزقـة ميتة.فقدنا الساعة التي
كـانت بـحوزتـنا ونحـن على الطـريق. زوالا ،
جلسنا بغرناطـتنا..والشجـيرات تفـوح شوكـا.
الجـدب جعل صاحـبي يحقـن خصوبة في خـيال.
الحديث يحبل بفنون البستنـة. خش بي على تفاصيل
في الزهريات والورود لا قبل لي بـها.
أسرار أنشأت الخلق من جديد!..
فـتحت لي مجـال رؤيـة شغلته:
انـتشر بـه رهـط من القوم مـا ألطفهم!
عليهم ثـياب مزهـوة.
ما كـادوا يفـعلون حتى توزعـوا على جنبتاها.
حيثما سرت أصابـعهم بصمت أصناف زهر مخـتلف ألـوانـه..
اندلـقت الـتـيجـان. تـأرج الـمكان.هندسوا
لها كـسوة على الجـدران محورة الأشكال والزخارف.
رفّ الـفراش .غرّد الطـير..تبسم الرهط العـجيب!.
وانمحوا من مجال الـرؤية.
يـزكم الـجو بالأريـج... يعطـس محدثـي أشمتـه..
تـعال نمـضي إلى حال سبـيلنا. يتـوثب بقـامة فارعة ناهـشا
بيده الزهرة الفريدة المتوارية خـلف الأشواك.
أثـور فـيه نـاهيا!.يقهقه فـي وجهي ويقول:
- إن النمل قد سبقني ونهش التي هي أزكى أجمل.!
تـمت.
صيرورة
3
أنـبهـه على إثـر تخلصه المتـهور من عقاب سيجارة.
يوغل في بلاهة وتـيه..والشمس على وشك الانطفاء .
تـحظن شمالـه حرف المقعـد الخشبي الذي احتـوانا.
الساحة غـاصة بما ذرتـه رياح بـلادي .
من جـزر الـتـيه تـطلق سراحـه الجنَيـة
التي اخـتطـفـته من جـواري. يـعـود.!..
تنفرج شفتــاه:
- أتــدري أنـني الـبارحـة رأيـت فـي
ما
يـرى النائـم أن قومـا مـا شهـدت مـثل
هندامـهم ولا أحـذق
منهم هـبوا والـناس نيام ،كنسوا شوارع
وساحات مدينـتـنا.زبروا أشــجارها..
دهـنوا الـعمارات والدكـاكين ..
جـانسوا زخرفا للـمدارس .
أصلحوا عطلا بدورات الـمياه. طهروا ساحلنا .
عقموا صهاريج مـياهنا.حوانـيت بقالـينا.
رتبوا ما في السوق من سلع ثم ذابوا مع خيط شـعاع
عاجي اللون .
- تراه حلم أم تراه كــابـوس ؟
- جاريـته:
- لعـلَه تطهر أبيته وأنت تتخلص تخلص النمل
من عقـاب سـيجارهَ.