رد: بوح خريفي
ما زال قلبي
اليوم عيد ..
اليوم أدركت أنني ما زلت أرفل بثوب الحياة ..
وأن هذا القلب الذي يتقوقع في عزلتة المضنية بين الضلوع ما زال ينبض بك ..
وأن شبح النسيان لم يرخ ٍ سدوله على مساءات قلبي ..
كنت أعد نفسي لشيخوخة مبكرة .. أهرب إلى حديقة العمر الخلفية .. أعانق أزهارها ..
أنتظر طيورها على مقعد حجزته لشيخوخة مبكرة هناك ..
أعددت عدة الشيخوخة كاملة ..
كنت أطالع وجهي في المرآة كل صباح .. أتفقد علامات الشيخوخة هل بدأت ؟
هل كست التجاعيد وجهي ؟
وعندما ألاحظ بطء زحفها على وجهي .. أركض إلى شعيرات المشيب .. أعدها ..
فأجدها الأخرى تزحف ببطء شديد أيضا ً ..
ولكن كيف .. وأنا قد حجزت مقعدي هناك في حديقة العمر الخلفية ..
وقطعت لها جواز العبور ؟
ليس سهلا ً ارتداء عباءة الشيخوخة وتقمص دور امرأة عجوز ..
لكنّي حاولت ..
حاولت كل ما في وسعي أن أغدو بنظرك امرأة عجوز .. تنتابها نوبات الشيخوخة ..
مع أن كل ما فيّ كان ينبض بالصبا ..
كيف هرمت إذا ً .. وكيف هرم قلبي ؟
كيف ظننت أنه لو مرّ طيفك ذات ليلة في صحراء خيالي لن يهتز له سقف الحلم ولن تمطر عليّ أقبيتة
ولن أغرق بعدها في خيالي ؟
كنت مخطئة في ظني ..
ظننت أن هروبي إلى مقاعد الشيخوخة يعني أنك غادرت قلبي ..
ظننت أن غناء العصافير هناك يشدني أكثر من صوتك وأن معانقة الأزهار
مهما كانت جميلة تغنيني عن معانقة طيفك ..
ظننت أن قلبي لن يتأرجح بعد اليوم حين تعصف به رياح طيفك ..
لن يذوب إذا ما تراءت له على حين غرة ظلال طيفك ..
لكنه ذاب ..
ذاب قلبي ..
قلبي الذي يعرف جيدا ً كيف يذوب بين يديك ..
قلبي الذي ما زال ينبض بك ..
يحيا بك ..
يذوب بين يديك ..
قلبي ما زال لك ..
ما زال قلبي ..
|