بالنسبة لي فان أطفال الشوارع مخلوقات اضطرتها ظروف العيش الصعبة للخروج و الانفصال عن المنزل لمشاكل عديدة و أسباب مختلفة وفي الاخير الضحية هو الطفل...
بماذا تحس عندما ترى طفل عمره عشر سنوات مشرد في الشوارع، في الازقة يواجه أصعب واقع، البرد والجوع و المستقبل الضائع، الاغتصاب والعنف وسم المجتمع اللاسع. ليس طفل الشارع لأنه تبناه، وفي أي ظرف كان وحده من فتح له حظنه، يمكن أن يكون الشارع أرحم من بعض الوالدين، لأن هناك ظروف أقوى من أي حضن حنين لذا يعد الشارع ملجأ للضحايا. التشرد وسيلة و الحياة هي الغاية، طفل صغير مرمي في الشارع ليس لديه والدين و لا منزل، تخيل معي كيف سيعيش في مجتمع كهذا، انه كعصفور في القبور تعب من التغريد و ألحانه ماتت صامتة، من سيحس به ان كان يعيش بين الموتى، لذا فالانسان مجموعة أحاسيس والناس بلا احساس مثل الكراكيز، نرى أن المتشرد مجرد مخلوق ليلي أو حشرة طفيلي اذا طلب منا شيئا لا نهتم به لأنه يلبس ثيابا ممزقة ونظن أن في التشرد له متعة ولماذا لا نقول في عصرنا الحالي أين مكان الرحمة.
التشرد وسيلة من وسائل الحياة والتدخين و المخدرات عبارة عن مسكنات، لذا فان أصعب الذكريات بدأت من أول الصفحات، صفحة الطفولة في الشارع رسمت: لا حب ولا حضن ولا شجرة ولا غصن، الحياة سفينة والمتشرد راكبها بدون شراع...
أترك لكم المشاركة