الأخت الفاضلة امال  وأنا أسعدني جدا الحوار معك 
انظري ايتها الكريمة ما خص" ثقافتنا الهجينة " كيف أنتجت ، وبالضرورة سياسات 
" مُركبة  " على جميع الأصعدة، التعليمية ، 
والتربوية ، والاقتصادية ، والسياسية وأنشئنا على أساسها 
كيانات "دولنا" القطرية منذ أن قامت  بعد فترة طويلة من التاريخ  
كنا قد أُقصينا فيها عن مسرح التاريخ لقرون وقرون  ...! 
وانظري إلى تلك " الثقافة " أيضا والتي على أساسات بُناها 
أدرنا صراعنا مع الأعداء وفي كل المراحل  .. خصوصا 
في قضية الصراع العربي الإسرائيلي وكيف انتهى نظامنا العربي
بمعظمة إلى عقد اتفاقيات " سلام "  أسبغوا عليها شرعيات 
مختلفة أخطرها  الشرعية الدينية " التي أفتت بتغطيتها جهات نفترض أنها 
حريصة على وصايا القرآن الكريم والذي تم تأويله 
" منها " على أوجه مختلفة في قضايا \ الحرب \ والسلم ... والمقاومة ..!! 
فمثلا ، هنا الحرب " حرام " . وهي ما بين كتابي من جهة .. 
وقومي كافر وشيوعي وملحد من جهة أخرى " وإنما نحن مكلفون بإقامة شرع الله  ... !! 
ولن نقف مع الملحد والكافر ضد أهل الكتاب .. وأهل الكتاب هؤلاء، أقاموا 
مع الرسول الكريم صلى الله عليه وسلّم " صلحا " وتعاون "   ! 
فأطلقت  الفتاوى بجواز الصلح ولو على حساب ليّ أية من 
آيات الكتاب الكريم لتخدم هذا الهدف "  وتوكلوا على الله"  
وهنا المقاومة " إرهاب " والإرهاب الحقيقي أفتوا ، على انه المقاومة ..!
ونحن عامة الناس قُيدنا بقيود نخشى كسرها خشية وقوعنا في " الضلالة " .. 
فوقعنا في استسلام عجيب  لمقولات اؤلي الأمر منا عندما أُقنعونا ببعض 
الفتاوى " الرسمية " و كعادتنا دائما ، توكلنا عليهم ثم  لا أعرف إن نحن 
توكلنا على الله رب العالمين . 
ولو كنا كما ندعي نتبع القرآن ونتبع خطى النبي حقيقة .. 
لتعلمنا على الأقل فنون إدارة الصراع وفنون علوم السياسة التي أحسن 
فعلها النبي الكريم . 
تسألين أيتها الفاضلة عن " الإصلاحيين " فهم كثر .. ولكن " حكامنا " 
أو سميها القوى الفاعلة لا تهتم لشأنهم وهي مطمئنة وتعلم علم اليقين 
إنما نحن – معظم الناس – لا تستجيب لهم لأننا ببساطة :
لا نفكر إلا بمثل ما تثقفاه وتعلمناه .  وما تعلمناه خطير جدا ... إحدى أخطاره مثلا: 
تلك التوليفة الكاذبة والقائلة أن هؤلاء المهودون في فلسطين أبناء عمومتنا .. 
وأصحاب كتاب موحدين مثلنا حيث يمكننا التعايش معهم 
لأن جدنا إبراهيم واحد وجذرنا بالأصل واحد ....!؟ 
ورب سائل :. وما الضرر إن كنا أبناء عمومة ومن جذر واحد أو لا ...؟ 
وإذن ماذا سيفعل " الإصلاحيين "  إلا كما تفضلت " ينحتون في البحر "
لقد شاعت تلك المقولات  بقوة قبل وبعد  كل اتفاق وُقع للصلح مع 
العدو فإنما كان وما زال يراد به كسر الحواجز النفسية  .. التأثير الأقوى 
علينا هو التأثير " الديني " وبعض القصص التوراتية  التي ومنذ زمن بعيد البسوها عباءة الدين 
الإسلامي مثلا بأن هؤلاء " المهودون " هم امتداد للماضي الذي سبق  وجودنا على ارض فلسطين ...! 
أليسوا هم " كما يشاع " أحفاد موسى وداود وسليمان مرة نقول أنهم " أبناء القردة والخنازير "
ومرة نقول كما قال احد أكبر علمائنا : " الذي لا يجلس مع اليهود جبان " 
ومرة نقول على لسان من يفترض انه  زعيم المقاومين  عندما " وقّع " اقنعنا بقوله : إن " رابين "
شريكي وعندما مات ركع وقبل يد زوجته وواساها في حين أن أمهات الشهداء وأباءهم وإخوانهم   
كانوا يصفقون ويدعون له بطول العمر ...! 
أليسوا هم بالأصل كما أُفهمنا  " أبناء الست " ونحن " أبناء الجارية " .؟!
وغير ذلك من القصص التي - واسمحي لي بقولها - تُعتبر الجدار الحامي حتى
للديانة اليهودية على مرّ تاريخ التأويل  الذي قالوا  لنا فيه انه تفسير  !
ولكن ... هل الأبواب مقفلة  والطرق جميعها مسدودة..؟
تحياتي وتقديري واحترامي