[عبد الحافظ بخيت متولى]

أيها الحبيب الغالى الأديب الأريب طلعت
لا اعرف مالى احدق فى الكلمات كأنها منحوتة من عمقى ؟, مالى ارواد النص عن نفسه فيأبى أن يبوح لى بمكنون ضمائرة ومستودعات سرائره؟ فأقف عاجزا عن تحريك دفة العقل الى النص أعيد تشكيله وفق قانونى النقدى ومذهبى الفلسفى , ربما لجمال النص غير العادى ... ربما , ربما لأننى أحب طلعت فأخشى أن أجرح نصه وأفض بكارته بمشرط النقد ... ربما
ما جئت هنا -سيدى الشامخ فى نبضى وعروقى - ناقدا بل جئت قارئا شده الوجد إليك فآثر ان يراك فى شعرك , تنقلت فى فضاءات حدائق الشعر عندك من الصوفية إلى اهل غزة إلى تلك اللعبة التى سكبت روحك على بياض الصفحة فصارت تشبه الشفق فأطلعت فى شعرك القمر والشمس ورسمت خطوط العالم وفق ما تهوى وما تحب ودفعتنا دفعا إلى عالمك فولجنا إلى الحدائق والزهور والشموس الطالعة من ألق حرفك فصمتنا فرحا بما لذ لنا فى التلقى , وقفت طويلا عند هذا النص الساحر الذى رواغتنا فيه حين صدرت الجنون وهو قمة التعقل وصنعت من الحب بيتا ومن الحلام صوفا ورردت الاشياء الى بكارتها الأولى وفطرتها فأبحرنا معك فى جنون التعقل ولذة الدراما وإيقاع الجملة الشعرية الراقصة واحببنا الحب من منهلك العذب وخاصرنا وقت الحب فخاصنما وقت القصيدة وسكنا فى عمق خيالك الذى جسد الوهم حقيقة وحول الرقص الى سكون أبدى ممزوج بالبهجة حين سكن الولد فى سدة عمرك وآمنا معك ان الموت بالحب لا يشبهه موت وأن الموت بالحب وفى حضن الأرض أشرف موت وأنبل قضية واستعذبنا رمزك الرشيق وتعلقنا بمفاتيح النص وشفرات الحب التى ما إن وصلنا إلى عمقها حتى ابتنينا وطنا من الحب لكنه لا يطرد الشعراء وتذكرنا قول شعراء " الترابادرو" فى فرنسا أن الحب بوتقة تطهير الروح ونفى شوائب العالم المرجس حولها لأنها بالحب تتخلص من من غبار ما راكمته الحياة على اعينها وسكنا بيت قصيدتك نرقص على بحرك الشعرى الرقراق ونح نتجاذب النشوى بين السلة وحول السلة وفوق السلة وتحت السلة هنا عرفنا أن الجنون معم ألذُّ من التقعل مع غيرك
لك كل محبتى وتقديرى