الموضوع: العمر قصير ..!
عرض مشاركة واحدة
قديم 25 / 04 / 2010, 47 : 01 AM   رقم المشاركة : [1]
رأفت العزي
كاتب نور أدبي متألق بالنور فضي الأشعة ( عضوية فضية )

 الصورة الرمزية رأفت العزي
 





رأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond repute

:sm153: العمر قصير ..!

:
في السنة الماضية ، وبعد عودتك من غياب ،
وفي اللحظات التي ارتمت فيها مشاعري
أمام قدميك همست فيما همست ، وقلت :
" لا تتركيني دونك ،فإن العمر قصير" .
إن العمر قصير .
يسكنني الحزن وأنا أرى تساقط آخر الأوراق
دون أن نكون سويا حبيبتي . فأربعون عاما من السنوات ،
منذ أن شبكت عيناك قلبي .. لا اعرف لماذا ..؟
كنت استشرف كيف سيغدو عمرنا القادم سويا ..
كنت استشرف كيف يكون الزمن الآتي بما يحمل :
حلاوته ، مرارته ، عثراته .. كأني وقفت أمام مرآة
أيامي كلها .. فعاهدتك. وبقيت على العهد منذ ذاك الزمن .
يا ربيع أيامي ..
يا كل العمر ...
كنت أدرك أن قسوة الظروف والحياة ، ستخطفني نحو البعيد ..
نحو غابات مليئة بالظلم والوحوش ..!
كنت على يقين أن عزيمتي ستكون اقوي من عتمة الزنازين
وشياطين الظلام .. وسياط الجلادين وهمهمات الوشاة أبناء الأذى !!
لكنك يا للمفارقة .. كنت سجاني الحقيقي .. وفراقك السوط
الذي كان يفجر مشاعري .. ويؤرق منامي .. ويدفع اشتياقي إليك فيخبرني ..
عن مقدار الحب الذي يُختزن في قلبي فيتغيّر كل شيء في لحظات ..
فباب السجن يتحول إلى باب للحرية ويتغيّر وضع الصورة آلاف الدرجات ..
فأرى السجّان سجين في الجانب الآخر من الجدار ..
أفلا يكسر المُقيد السلاسل بالفكر ، بالأمل ، أولا ... ؟
فكنت أنت الحافز والفكر ، وصخرة الأمل فأنجو
وأنسى جميع آلامي .
:
لا تتركيني دونك ،فإن العمر قصير .
:
اعرف ، انك لم تغادريني إلا لما هو واجب .. إلا لما هو قسري
فهذي نقطة ضعفي وضعفك .. ولم تتخلفين مرة .. فحنانك بالقدر
الذي هو كبير ويحتويني ، يتسع ليشمل كل الأحباء من حولك
ولكن .. إلى متى سوف لا يكبر الأبناء في نظرك ... والى متى ستدركين
إني أنا ما زلت الولد الصغير ، ابكي بصمت عند الافتقاد ..!!
ألا تدركين ، أم تريدين مني التوقيع على جدران المدينة وقريتكم ..؟!
أأصرخ حتى تعلمين ؟
أأطلق رسائلي الفاضحة لتُعرّي أحاسيسي والمشاعر ..؟!
أم أبقيها طي الكتمان وانشر تلك التي لا تحكي فيض أنهاري
فكيف استرحمك إذن حتى يقصر غيابك لأن ،العمر قصير ؟!
- رجل صلب شجاع ؟ !!
وتقولين إني قاتلت من أجلك عشرات الرجال .. ؟!
بل إني أنا تحديت جميع رجال قريتكم ..
وخطفتك كما الفرسان على ظهر جواد رغما عنهم..
وما زالوا يتذكرون بالرغم من تلك السنوات الطويلة
وكأن الحدث كان بالأمس القريب .. ما زالوا يرمقوني بنظرات
تُعبر عن الخسران ، لكني لم أرى حقدا في أعينهم ولا مرة ؛
بل أنهم يتعجبون .. يتساءلون عن السر الكامن باستمرار جمالك ..
نضارتك.. والسحر الساكن في العيون ..
السعادة التي تشع في وجهك كأنك الشمس ..
تلك الحيوية التي تفتقدها بنات العشرين ...
أهل بلغت العشرين يا امرأة .. ؟!!
وأتساءل:
ألا أبدو كالأمس بين ذراعيك كالطفل الصغير؟ !
فكيف تقذفينني بالتهم الكثيرة يا امرأة .. وبالجملّة ؟
صلب .. قوى .. عاقل ، متفهم ، صبور وغيرها .. ...!!
قد أكون كذلك ... وقد أمارس " موبقاتي " هذه في أي
مكان آخر إلا في مملكتك أنت ..
فأنا لك الطائع الأمين وتتعطل معظم تلك الصفات ..
وأنا المرهون عندك حتى آخر العمر يا سيدتي ولكن ..
العمر قصير ..!
:
أتذكرين عيد ا من الأعياد كهذه الليلة .؟
أجراس الفصح .. ترانيم الكنائس ...
رائحة البخور .. وأضواء الشموع
وفرح ما بعده فرح يلف العالم ،
وتلك النظرات التي سحرتني
وقوّلتني في أعجوبة روح الله قولا ..
وأنشدّتني مع الناشدين تصوفا
فوصلت نعمته إلى عيني حيث رأتك ..!
وإلى روحي فقامت مع قيامته حقا قام ...
حقا قام/ت .
ما زلت أحب هذا العيد يا " مريم " وأفرح ..
أوليس ابن العذراء ابن بلدي أيضا .؟!
.. لكن الليلة حبيبتي ، إن الحزن
العميق اعتراني .. وصوت الترانيم التي
صدحت من بيت لحم قد أبكاني ..
وتمنيت لو انك سمعت دعاء المقدسيين
ضد الظلم ففيه دعائي .. وفيه الكثير .
فإني استحلفك بحبنا ، برحلة أيامنا التي لن تعود
لا تتركيني وحدي بعد ولا مرة ..
لا تتركيني دونك ..
فإن العمر قصير .
العمر قصير .

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
رأفت العزي غير متصل   رد مع اقتباس