رد: ((الصفقة الكبرى)) كتاب خطير لتريتا بارسي أستاذ العلاقات الدولية في جامعة جون هوبك
أهلا بك أخي الفاضل أستاذ رأفت العزي
سامحك الله لا يوجد استحمار لعقل القارئ، أما عن الشهيد صدام حسين فلن أجيب قلوب كل العرب وعقولهم تجيب.
1- أخي أود أن أوضح لك إن لم تنتبه ، هذا عرض لكتاب قمت بالاطلاع عليه، أي هذا ليس نصاً لي وأحياناً ننشر للاطلاع ما لا نتفق معه
المغزى الأساسي هو الاطلاع
2- مشكلتنا كعرب أننا لا نعترف باختلاف الآراء ونحاول دائما مصادرة الرأي الآخر، لا بد من اختلاف الآراء والرؤى فأحكامنا دائماً انفعالية عاطفية ونتعصب لآراءنا إلى حد تحويل الاختلاف إلى شجار وخصام.
3- أرجو عدم خلط الأوراق، ولا اظن أحدا على الإطلاق يعتبر إيران عدو كالعدو الصهيوني وبنفس المقياس حتى الخونة فهؤلاء أحبابهم الصهاينة لا أعدائهم، حتى الأخوان في العراق الذين يعانون من إيران الأمرين وتهرق دمائهم يومياً من قبل المليشيات الطائفية يعرفون الفرق ، فهذا شيء لا أحد يقوله أو يفكر به ولكن أيضاً أرجو الانتباه أننا نحن عرباً ولسنا فرساً والتعصب إنما يكون لهويتنا وانتماءنا اولا.
بالتأكيد لا نريد فتح المدافع ضد إيران ونريدها قوية منيعة ونعتبر إيران أقرب لنا من الغرب ( هذا شيء مفروغ منه) وكما يقول المثل العربي: " أنا وأخي على ابن عمي وأنا وابن عمي على الغريب" ولكن هذا لا يعني أن نغلق العيون ونكمم الأفواه ولا نرى ما يفعلون بالعراق ولا نقبل حتى أن نسمع ونرى ولا نحلل ولا نقرأ، بل ونتحول إلى جبهة دفاع عنها عمال على بطال، لقد قرأت لك منذ عدة ايام احتجاجك على شعر عن عربستان فقط لأن إيران التي تحتلها وكأنك تريد أن نسقط عروبتها ولا نأتي على ذكرها.
لو مثلا دخلت إيران حربا مع أميركا أو العدو الصهيوني لا يوجد منا أحد لن تكون مشاعره مع ايران ومثل هذا شعور تلقائي ورد فعل طبيعي لا يحتاج دليلا.
وإذا كان الكتاب ملفق لماذا لا نناقش ما جاء فيه.
4 - وهنا النقطة الأهم والأغرب في قولك
التحالفات العربية مع إيران، لا دخل لها بأطماع الفرس فلا تخلط الأوراق بهذا الشكل الغريب.
الرئيس جمال عبد الناصر تحالف مع الاتحاد السوفيتي ولم يكن شيوعيا ولا يحب الشيوعية لذا أرجو عدم الخلط
سورية عربية وبلدنا الممانع ومن حقها أن تجد حليفا لها خصوصا بعد سقوط الاتحاد السوفياتي، وحماس كذلك تقوم بحق مشروع في هذا التحالف ، فالبيض لا يوضع في سلة واحدة أبداً بالشكل الذي أنت تشير إليه، هذا غلط كبير منك تجاه سورية وحماس وكأنك تقرأ التحالف بأسلوب أعدائهم ومنطقهم الأعوج.
بالعكس هذه التحالفات جوهرية وضرورية أمام بلطجة أميركا، والعرب يجب أن يحموا أنفسهم بتحالفات تمدهم بالقوة بدل الانبطاح أمام أميركا وهاهي الصين تقوى شوكتها وعلى العرب أن يمدوا ويتوسعوا في هذا التحالف أيضا مع روسيا والصين وجنوب أميركا ولا سبيل آخر أمام بلطجة أميركا وسطوتها بدل الانصياع المخزي لها.
كانت تحالفاتنا مع الاتحاد السوفيتي وكنا لا نؤمن بالشيوعية ونعرف أطماعها في بلادنا
نتحالف مع الفرس ونعتبرهم أقرب لنا من الغرب ومع هذا نعرف الأطماع الفارسية ونأخذ حذرنا منها حتى نسلم.
ولكن نحن لسنا مخولين بالدفاع عن أطماع الفرس في بلادنا وسترها ولا بد أن نحذر منها ونرفض ميليشياتهم في العراق، وكما يقول المثل " احبك.. إيه بس قد عيني.. لا " والألوان ليست أبيض وأسود فقط إما عدوي وإما روحي فداك، لا بد أن نعمل العقل والحكمة بدل سيطرة العاطفة على عقولنا
يا مع أميركا يا مع إيران
يجب أن نكون مع أنفسنا أولا ومع عروبتنا وحيث تكون مصلحتنا نتجه ونتحالف مع من يفيدنا دون أن نثق بأحد ثقة مطلقة مستسلمة تعطل العقل والمنطق وتحجب الرؤيا
تأكد أن لغتك ليست مشبوهة ولا لغتي
لغتنا هي العربية ، لغة القرآن ولغة نبينا ولغة عشيرتنا وأصلنا وكل أجدادنا
أكيد ليست انكليزية ولن تكون ولكنها أيضا ليست فارسية
عربية لغتنا وطموحاتنا
دمت بخير
|