رد: ((الصفقة الكبرى)) كتاب خطير لتريتا بارسي أستاذ العلاقات الدولية في جامعة جون هوبك
اختي الفاضلة الأستاذة هيا مساؤك الخير
اعذري جهلي يا سيدتي فأنا أعلم ان الكتاب ليس نصّك ولكني استغربت هذا
الإحياء لكتاب طالما صدر منذ أكثر من سنتين ..!
وإني لا أختلف معك أبدا ما يتعلق بحرية الرأي الآخر ولكن .. هل سمح لنا
أصحاب نظرية " الفرض " بسماع رأينا أم انهم اعتقلونا وبعشرات الآلاف وفقط
للون بشرتنا فهل تستكثرين عليّ انفعالي فمتى أغضب إذن .. إن سقط زعيم ما فقط ...!
سيدتي الفاضلة
حاولت منذ زمن ليس ببعيد ، البعد عن الحوارات في مواضيع هي بالأصل ليست مثار جدال للفكر
ولا تمت إلى المبادئ لا من قريب ولا بعيد بل تُقحم فيها إقحاما " كالعروبة واللغة والدين "
وفي حقيقتها لا تعدو مواضيع سياسية سرعان ما تتحول وتتلون وتتبدل بتبدل الظروف والمصالح ..!
فبالأمس القريب شتموا سوريا وهيجوا وأثاروا وتوعدوا واتهموها
واليوم ينتظرون بالصف على أعتابها طالبين الصفح والغفران
ولكن يبدو أن البعض ما زال يربط ساعته على توقيت واشنطن وهو في بيروت
على اي حال !!
سيدتي الكريمة
تفضلت بالقول انك قرأت لي قولا : " احتجاجا على شعر عن عربستان "
فانا لم احتج على الشعر إنما اعترضت على النطق بإسمي
إذ لا يجوز لي القول مثلا " رسالة باسم خريجي الجامعة الفلانية " فهذا
ليس قانوني
فكيف بلسان بلد وأي بلد ارتكبوا المعاصي باسمها ..!
أما " النقطة الأهم " على حد وصفك فمن الذي " يخلط الأوراق "
سيدتي ... لأني - واعذريني - لم افهم كيف يتحالف عربي مع دولة
اسمها إيران وهو يعلم - كما وصفت – " أطماع الفرس " كيف ذلك ..؟!
ولماذا ننطلق
دائما من عقدة " الدونية " في علاقاتنا مع الآخر .. فعبد الناصر لم يكون شيوعيا
صحيح ولكن الشيوعية نظرية سيدتي ... يمكن او لا يمكن .. ولكن لا يمكن مناقشة
أن يصبح عبد الناصر روسيا او كزاخستانيا على سبيل المثال ... فهل " الفارسية " نظرية
أم انتماء قومي ..؟!
وما هذا الطرح – واعذريني – السطحي الذي يُطلقه البعض ويتبناه
عبر أطنان من المقالات التي لا تخفى عليك اختي الفاضلة
( نريد استرجاع سوريا الى العروبة )
( - عملت على أن تتخلى سوريا عن تحالفها مع ايران )
( سوريا وطنية ولكنها تتحالف مع لص ّ طامع عدو للعرب ..ولكن
ليس بعداء إسرائيل ) وأنا وانت تعلمين اختي الفاضلة ان هناك من بين العرب من يعتبرها أخطر
– العدو الأول ..! والغريب ان هؤلاء لا يتعظون ولا يتعلمون فكلما زادوا
فعادت الأقلام وانبرت المؤسسات المخابراتية ويا لطيييييييييف
سر عظيم يكشف علاقة إيران مع اسرائيل وامريكا " "
وانتبه يا شعب العرب الغافل واصحى من اوهامك .. إيران تخونك .. عجيب
والله عجيب .. وكأن معظم العرب قدس أقداس لم يعترفوا بكيان العدو ولم يقيموا
أي علاقة ويا ويل ايران إن عرف العرب هذه " الأسرار " وانه لو كان الأمر كذلك لحجّ
معظم نظامنا العربي إلى طهران كهده السابق في زمن الشاه ..!
سيدتي يجب أن نعترف لسوريا ودورها العربي المميز .. فسوريا
يا سيدتي كشفت منذ ما قبل التاريخ عن أخطر الحقائق التاريخية
وهي رسالتها إلى العروبة كانت و منذ ما قبل " ابلا " ومعاوية ابن ابي سفيان تعتبر
ان الوطن العربي كل لا يتجزأ وان الذي يحدث عند سواحل ظفار كالذي يحدث في بيروت ..
وأنا هنا لا أقحم سوريا كما يتوهم البعض أو يظن
أختي الفاضلة .. سأتفق معك على وجوب التمسك بعروبتنا والحفاظ
على أمننا " القومي " الذي لا يهدده سوى كيان العدو الإسرائيلي وأساطيل
الغرب التي تسرح وتمرح في مياهنا وتجثم على أراضينا ويا حبذا لو جابت
أساطيل دولنا في الخليج العربي ترسيخا لتسميته لو طبقت القول بالفعل فعلى الأقل أن إيران
تقول عنه فارسي والعالم يشهد مناوراتها البحرية فيه لتثبت فعلا
انه ليس امريكي طالما أن العرب أو معظمهم لا يجرئون إلا على بعضهم وبالإستقواء
بأساطيل الغرب كما فعلوا ويفعلون .
سيدتي الفاضلة
سأتفق معك على محاربة " المشروع الفارسي " ولكن أولا وقبل أي شيئ
دلونا وأشيروا إلى ماهية هذا المشروع إن وجد وبأية وسيلة نقاومه .
وهذا لا يعني أن إيران دولة منزّهة لا تخطئ وليس لديها مشروع \ مشروع .
وتقبلي مني كل الاحترام
:
:
:
سيدتي الفاضلة الأستاذة ناهد الشمّا
الشكر لك سيدتي وعذرا إن أحدثت بعض الضوضاء فهي تخرجنا
من الرتابة على أي حال وتبعث فينا الحيوية – على الأقل من جهتي –
فالكراكيب اللي مثلي بيحبوا المقارعة خصوصا بعد منتصف الليل
تيتغلبوا على القلق
تحياتي واحترامي ومودتي
|