الحلقة الثانية
فجأة تعثر أحد الرجلين وهو يسير..... فانكفئ على الأرض مُسقطاً الجثة أسفله ،لتنكشف عنها الملاءة
ويظهر ...................
رأس الميت الحليقة باهتة اللون مُسبلة العيون باردة الملامح ،فيسرع الحمالون من كل اتجاه ليساعدوا زميليهما في تدارك للأمر ،
الكل يشاهد والكل مُتنبه للموقف أو مندهش أو خائف أو أغمض عينيه بيده أو أشاح بوجهه بعيداً...أو استدار بظهره للموقف ، بين آهات واستغفارات وحوقلات حتى انتهي العمل وتم نقل جميع حمولة العربة للجثث و استرداد التى اُستهلكت ليتم دفنها .....
ثم انصرفت عربة المشرحة ،وتركت المكان مشبعا برائحة المادة الحافظة للجثث من التعفن (الفورمالين)لتحرق العيون والأنوف وتترك المكان نهباً للتعليقات والحوارات والتخيلات ......
قطع هذا رنين جرس بدء المحاضرات العملية ،ما انفك الكل يجرى لمستقره داخل المعامل وتركوا المكان كأن لم يكن به أحد منذ دقائق .
مر الوقت سريعاً داخل المعامل كأن الأربع ساعات دقيقة في قاموس الزمن ......
رنين الجرس الثاني للإنصراف وترك المعامل لطلبة آخرين بالتبادل ....................
آذان المغرب يرتفع فى باحة الكلية يستدعى الجميع لإزاحة تعبه بالصلاة ...ولا يتوانى فى الارتفاع بالتكبير .....الله أكبر
خرج الجميع من معاملهم ليقيموا صلواتهم..... الشباب فى المُصلى والبنات توجهن لحجرة دواليب الخزائن الخاصة بهن يسار دهليز المشرحة فى أول حجرة من الأربعة عشر حجرة ......والتي تصطف يميناً ويساراً متقابلين على جانبي الممر الطويل .....والذي يقع في نهايته ثلاجة معامل التشريح
حجرة دواليب البنات مجهزه للصلاة فى مساحة كبيرة جدا بين حائطين من الخزائن الصغيرة ..............
توجهت مع الطالبات الى حجرة الخزائن للصلاة وتبادلنا الأحاديث والتى لا تخلو من الهزر والفكاهة و فى الطريق ونحن على وشك الدخول من باب الدهليز لننتحى يساراً :
= يوم متعب . افففففف.
= نعم لا أرى أمامي برغم الإضاءة التي تملأ المكان !
= رأيت ِ الجثة عندما وقعت على الأرض ؟؟؟؟
= نعم شكله ميت .
ضج الجميع بالضحك !!!
= لقد عبأوا المشرحة بالجثث واصبحت عامرة .
= أنها بعيده فى آخر الممر والاضاءه يميناً ويساراً تغمر المكان ونحن لا نخاف طالما نحن معاً...
توقف الجميع عن الكلام ثم طلعت لنا واحده بفكرة مجنونة بعد أن تسمرت عينياها وإتسعت حدقتاها على باب المشرحة فى آخر الممر الطويل :
= ماذا يحدث اذا طلع لنا الآن عفريت لإحدى هذه الجثث ؟؟؟؟
إقشعرت أبداننا ونظرنا لبعضنا البعض بخوف واستنكار لسخافة الفكرة ،
لحقتنا واحده قبل أن يسيطر الخوف علينا :
= هيا ندخل لنصلى ولا داعي لهذه الأفكار السخيفة استعذن بالله من الشيطان الرجيم .
استكملنا المسير إلى الدواليب وفجأة اصطدمت بشيء طويل ليس له ملامح طرى كأنه ........
........................
7
7
تابع