[align=center][table1="width:100%;background-image:url('http://www.nooreladab.com/vb/mwaextraedit4/backgrounds/11.gif');border:6px groove indigo;"][cell="filter:;"][align=justify]
بعد زهاء مائة عام نفضت عائلة " الشيخ محمود أبو الشامات " شيخ الطريقة الشاذلية في بلاد الشام الغبار عن رسالة نادرة كان قد أرسلها السلطان عبد الحميد الثاني للشيخ يشرح له فيها الأسباب الفعلية لخلعه عن عرش السلطنة العثمانية، قائلاً إن السبب كان رفضه " القطعي" بيع الأراضي الفلسطينية إلى اليهود.
وعلى الرغم من أن هذه الرسالة لا تتضمن مفاجئات لجهة أسباب عزل السلطان العثماني، فإن عودة الحديث عنها أثار جدلا بين المؤرخين والخبراء في الوثائق.
وبحسب ما يتداول في كتب التاريخ، فإن رئيس الجمعية الصهيونية " تيودور هرتزل " بعد توافق المؤتمر الصهيوني الأول في سويسرا عام 1897 ، على تأسيس وطن قومي لليهود في فلسطين، اتصل بالسلطان عبد الحميد ووسّط " أصدقاء مشتركين " لتحقيق الهدف مع تقديم إغراءات سياسية ومالية، لكن السلطان رفض العرض بإصرار.
ويروى أيضاً أن " مؤامرة " أعدت لتسليم " الاتحاد والترقي " الحكم لدى تدبير مقتل الأمير خضر العموري من سكان شعفاط ليكون هذا مدخلاً لإبعاد السلطان عن الحكم في عام 1909 وتعيين شقيقه محمد رشاد ونفي عبد الحميد إلى سيلانيك حيث توفي في عام 1918.
ويقول عمار أبو الشامات إن السلطان عبد الحميد كان يرتبط بعلاقة روحية مع جده الكبير الشيخ أبو الشامات الذي كان يقيم في زاوية صوفية في حي القنوات بدمشق القديمة، بحسب ما سمع ووثق من الشيخين رشاد وعبد الرحيم نقلاً عن الصوفي الذي توفي عام 1922
وذكر أن احد حراس السلطان الأوفياء له جاء إلى الشيخ محمود الذي حمله رسالة خطية إلى السلطان المنفي يقول فيها:
" يا سيّدي إننا لا ننسى ما كان بيننا من وداد ومحبة وتقدير وخاصة تلك الصلة الروحية " ، طالباً منه الاستمرار في الصلاة وطاعة الله وقراءة القرآن الكريم.
ويروي عمار الذي أنجز مسودة كتاب عن الشيخ محمود وأشعاره الصوفية وتاريخه، أن الحارس عاد بعد فترة حاملاً رسالة جوابية من السلطان المنفي عبد الحميد، وبقيت الرسالة وثيقة في محفوظات العائلة، إلى أن ترجمها السيد أحمد القاسمي مدير أوقاف دمشق في السبعينات من اللغة التركية ( القديمة بالأحرف العربية ) إلى اللغة العربية.
وتبدأ الرسالة الوثيقة بالبسملة والحمد لله رب العالمين والدعاء ، ثم بعبارة " تقديم عريضتي هذه إلى شيخ الطريقة الشاذلية – إلى مفيض الروح والحياة _ وإلى شيخ أهل عصره الشيخ محمود أفندي أبي الشامات، وأقبّل يديه المباركتين راجياً دعواته الصالحة".
وبعدما يشير إلى تسلمه رسالة الشيخ محمود وإلى المداومة على " قراءة الأوراد الشاذلية " ليلاً ونهاراً وأعرض أني ما زلت محتاجا لدعواتكم القلبية بصورة دائمة، بشرح ما يقول عنه " أمانة في ذمة التاريخ" وهي عن أسباب عزله قائلا:
" لم أتخل عن الخلافة الإسلامية (ويوضح ) تعرضت للمضايقة من رؤساء جمعية الاتحاد والترقي وتهديداتهم حتى أُجبرتُ على ترك الخلافة ".
ثم يضيف: " أصروا وأصروا عليّ بأن أصادق على تأسيس وطن قومي لليهود في الأرض المقدسة، ورغم إصرارهم لم أقبل بصورة قطعية، وأخيراً وعدوا بتقديم 150 مليون ليرة انكليزية ذهباً، فرفضت بإصرار وبصورة قطعية أيضاً ، وأجبتهم بهذا الجواب القطعي: إنكم لو دفعتم ملء الأرض ذهباً فضلاً عن الـ 150 مليون ليرة انكليزية ذهباً فلن أقبل بتكليفكم هذا بوجه قطعي، لقد خدمت الملّة الإسلامية والمحمدية ما يزيد عن ثلاثين سنة فلم أسود صحائف المسلمين آبائي وأجدادي من السلاطين والخلفاء العثمانيين، ولن أقبل تكليفكم" ، لافتاً إلى أنه بعد جوابه القطعي:
" اتفقوا على خلعي وأبلغوني أنهم سيبعدوني إلى سيلانيك، فحمدت المولى وأحمده أنني لم أقبل بأن ألطخ الدولة العثمانية والعالم الإسلامي بهذا العار الأبدي الناشئ عن تكليفهم بإقامة دولة يهودية في الأراضي المقدسة فلسطين ".
ودار جدل في تركيا حول مدى صحة هذه الرسالة التاريخية الغير ممهورة بالختم ، لكن الخط كما اتضح هو خط السلطان والأسلوب أسلوبه والموقف موقفه والتوقيع توقيعه ، لكن لم يكن في أسفلها ختم السلطان لأنه كان معزولا .
[/align][/cell][/table1][/align]