عرض مشاركة واحدة
قديم 15 / 02 / 2008, 32 : 12 PM   رقم المشاركة : [1]
قاسم فرحات
أديب وشاعر فلسطيني ( صيدلي ) مشرف سابق في نور الأدب

 الصورة الرمزية قاسم فرحات
 




قاسم فرحات is on a distinguished road

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: فلسطين

حالات البحار العاشق - عبد الناصر صالح

حالاتُ البحّار العاشق



عبد الناصر صالح



للبحرِ أخيلةٌ وهذا الموجُ أزرقُ‏



غيمةٌ غسلتْ ضفائرَها‏


وبحّارونَ يحتفلونَ‏


رائحةٌ تجيء من المدارات البعيدة.‏


شاطئٌ يرنو لأغنيةٍ.‏


وأطفالٌ يحثّون الخُطى‏


في البحرِ..‏


كم في البحر من صدفٍ‏


وأسماكٍ تزيَن طقسَها في الماءِ‏


وامرأةٍ تشيّد معبداً للعشقِ‏


فوق الرملِ‏


ترسمُ ظلّها المحفوفَ بالرغباتِ‏


تنثرُ نبضَها‏


فأشمّ رائحةً تهدهدُ نبضيَ المُلْتاعَ‏


أطلقُ رغبتي‏


وأدقّ أجراساً لها وقْعُ القداسةِ حين تأتي..‏


قلبي على الشطآنِ يحرس حلمها‏


وربيعَ فرحتها‏


فتكتملُ القصيدةُ‏


يقفز العبقُ المخبأ في الضلوعِ،‏


الشمسُ تلبسُ تاجها‏


وتفكّ قيدَ حنينها للبحر والأشجارِ‏


مسرعةً تمرّ كخُطوتي‏


لتضيءَ أجنحةَ الحروفِ وغابةَ الكلماتِ‏


مسرعةً تمرّ كلهفتي عند اللقاءِ‏


كلهفةِ العشاقِ ينتظرون ليل جنونهم‏


لا شمسَ إلا وجهُها‏


لا نسمةٌ تأتي مع الأمواجِ‏


تعبر جدْب أيامي‏


سوى مطر الجدائلِ..‏


كنت أسكن نارها‏


وبراعمً الرّمان في دمها المؤلّه‏


انتشي بندىً يلامسُ خضرةَ العينين‏


ترْمقني بنظرة وجدْها..‏


وأسائل الغيمَ المكدس عن جوانحِها‏


فيسبقني صدى صوتي‏


لموعدنا الذي قد كان‏


أيُّ قصيدةٍ ستعيدُ موعدَها‏


الذي قد كان..‏


أيُّ براعةٍ ستضيء جمرَ الخوفِ والصّبواتِ..‏


أذكرها تجيء بثوبها الريفيّ‏


يَعْمرُ صدرَها ألقُ الأنوثةِ،‏


تستفز أيائل الغابات‏


حين تطير بين ظلالها‏


وتهز جذع العمر،‏


تسقط صورةٌ لربيعها الأبديّ‏


أذكرها تراقصُ موجةً‏


فتحت ذراعيْها كعاشقةٍ‏


أمام البحرِ..‏


أذكرها‏


تجفف دمعَها الملكيِّ‏


عائدةً إلى عذرية الزيتونِ،‏


كيف أردُّ نبض القلب حين يفيض رقراقاً إلى لغتي‏


فيأتلفُ الكلام؟‏


يمّمت وجهي نحوها‏


وأضأْتُ ليلَ قصيدتي من فيْض نظرتِها.‏


لكأن بي عطشَ الترابِ لخطوها‏


سمّيتُها عمري المؤجّل‏


بَوْحَ ذاكرتي الخصيبة‏


كلما جفّ السحابُ رأيتني مطراً على شباكها‏


مطراً يدغدغ‏ ُ


حُلمها بفراش أغنيتي‏


ويمسحُ صورةَ الجرح القديم على الضفاف‏


هو ذا فضاءُ قصيدتي:‏


صوتي الذي يمتدّ من وجعي إلى زمنِ البشارةِ‏


حاملاً لغةَ البكارةِ‏


كلما خُلعْت ظباءُ الحيِّ نصْل الخوف عن وجناتها‏


أدركت أنك سوسنُ العمر الذي‏


يلتفُّ حول أصابعي‏


ويعيدني لبراءتي الأولى‏


لعشبِ صلاتي الأولى‏


وداليةٍ يراقصها خشوعُ الناي‏


كم قلتُ: وجهك مبتغاي‏


كم قلتُ: أكتبُ‏


ثم تسْبقُني خُطاي‏


هل قلتُ شيئاً غير ما لفظتْه أنفاسي‏


أمامَ البحرِ‏


فانْبَجستْ مزاميرْ الصبابة‏


هل حفظتُ العهدَ حين رميتُ‏


غُرّةَ شعركِ المسدولِ،‏


بالسمكِ الملونِ‏


أم أرقت مساءك الطّلليّ‏


فوق يباب صدري‏


في البحر أخيْلةٌ‏


وبحارٌ يزين طقسهُ المائيّ‏


وامرأةٌ على شباكِ معبدها‏


استقامَ الوزن‏


واكتملتْ قصيدة.‏

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
قاسم فرحات غير متصل   رد مع اقتباس