رد: النكبة نكبات تتجدد يومياً منذ اثنين وستين عاما ..
سيدتي الفاضلة الأديبة هدى مساؤك الخير
مثل هذه المناسبات هناك يطرح أسئلة نستشف منها مشاعر اليأس والقنوط
والهزيمة وهناك من يشمت ويفرح ويقول " الم نقل لكم منذ أزمان العرب وغيرهم خونة ولا فائدة
واذهبوا وتنازلوا أكثر وأكثر واتفقوا مع كيان الأمر الواقع " وغير ذلك من أقوال ..!
أما من يستقرئ التاريخ مثلط سيدتي يعلم ولو سألت إلى اين ستجيبين وبلا تردد :
الى التحرير .
ولا بد لنا من دفع ذلك الثمن الذي تدفعه جميع الشعوب
المحبة للحرية .. إذ ليس أمامنا خيار آخر .!
فالاحتلال سرطان ؛ وهو منذ 62 وهو يأكل في أرضنا ولو كانت أجسادنا
لمتنا وتلاشينا .. ولكنها المقاومة ...!
لا خيار آخر أمامنا غير المقاومة ... والذين عاشوا طوال تاريخهم في
خدمة بني صهيون لن يأتي اليوم الذي يصبحون به حماة لقضية شعبنا
وانهم يعملون على إضعاف مقاومتنا إحدى مهامهم يوم نُصبوا على العروش .
لا خيار آخر أمامنا غير المقاومة. فالانتفاضات هي أروع
ما أنتجه شعبنا منذ بداية الصراع مع العدو الصهيوني ..
وما فعلته كبيرة ليس اقله من أنها حطمت الحلم الصهيوني في أن
تكون إسرائيل سيدة ونعيش نحن كما العبيد .
وما الجدران التي تبنيها إلا طوقا سوف يضيق ليخنقها لا محالة ..!
إذ ليس أمامنا خيار غير المقاومة ... فهل سمعنا عن مقاومة
لاحتلال ما في التاريخ إلا وانتهى بانتصار المقاومين مهما بلغت
قوة المحتل ..؟
التاريخ يقول إن أي احتلال كان لم ينتهي من تلقاء نفسه مهما كان ضعيفا ..
ولكن .. ومهما كان جبروته لا بد إلا وان ينتهي بهزيمة ،
والى زوال ، وبشكل لا يتوقعه كثيرون نتيجة لفعل المقاومة .
العبء ثقيل.. ؟ صحيح .. والتضحية كبيرة ؛ نعم ، ولكن ..
هل لنا خيار آخر غير المقاومة ...؟؟
الذين يستشهدون والذين يجرحون والذين تهدم بيوتهم ومهما كبرت
أعدادهم فهم أفراد من هذا الشعب الواسع ولنتذكر : بأن صباح الغد
سوف يولد بدل الشهيد عشرة آلاف .
والجراح ستبقى في جسدي وجسدك علامة فخر وعز من اجل الله والوطن .
وسوف تُردم الحفر الناتجة عن التجريف ، وستنبت في الأرض مليار شجرة ،
وسوف يُبنى البيت الذي هدم بشكل أجمل وعلى طراز أرفيع ..
وسنبتسم جميعا بافتخار ونحمد الله عندما يقال :
اننا انتصرنا بعد تضحية ؛ لذا فنحن نستحق هذا الوطن ..
نحن نستحق الحياة بكرامة ؛ نستحق أن تكون فلسطين لنا .
الى اين ..؟؟!
بإعتقادي يجب ان لا نسأل الى اين ..!
" شلومو " من يسأل هذا السؤال في كل يوم ؛ يسأله بمرارة وعيناه تدمع !
ولسان حاله يقول : يلعن ابو اللي اسس دولة إسرائيل " ولك "
احنا غلطنا وتورطنا من ستين سنة وعملنا دولة ...!!
لا نحتاج سيدتي أكثر من وحدتنا على قاعدة الإيمان بالمقاومة .. وما على الطرف
الذي لا يؤمن أن يصدق انها الطريق الأوحد أو يتنحى جانبا ولا يُزور بإسمنا اننا
يأسنا بعد كل تلك السنين وتعبنا فالعدو هو الذي يعيش أزمة وجود وليس نحن .
تحياتي واحترامي
|