[زاهية بنت البحر]

القصيدة رقم 8
---------------

حورية الأرض

تبا لعينٍ عن شقائي غافيةْ
وأنا على حدِّ السيوفِ أسير عاريةً
ورجلي حافيةْ
ودمي نوافيرُ اشتهاءٍ فوقَ حزنِ الأرضِ
تلعقُهُ الوحوشُ الضاريةْ
أنا وردةٌ حمراء تعشقُها القلوبُ من الأزلْ
كُتِبَتْ بها أسطورةُ الموتِ المعتَّقِ
فوق أهدابِ المُقلْ
صورٌ يخلدُها الزمانُ حكايةً دمويةً
تُروى ِ بصوتِ القصفِ والتدمير ِ
والأضواءُ بالفسفورِ للتشويهِ والتحميصِ
والإجرامُ بالتبريرْ
والسامعونَ القصَّ جمهورٌ يُصفِّقُ في ذهولٍ
فاغرًا فاهًا يعبُّ به هواءَ الخزي
مشدوها بما فعل البطل.
هذا زمانُ الكِذبِ والتخديرِ والإرهابْ
والعابرونَ مجالَه فقدوا هُويَّتَهم
وضاعوا في الطريقِ بلا هدى
فكأنهم أشباهُ أرواحٍ تقتَّل كالذبابْ
لكن أنا
حورية الأرض الجميلة غزةٌ
وضفائري الحمراء مزدان بها وجه القمرْ
وعلى امتدادِ الجرحِ أمشي
لاأملُّ من السفرْ
والنزفُ في الشريانِ يدفعُني
بأمواج الخطرْ
رغم الخطرْ
رغم الخطر
لن أستكينَ لعنكبوتِ الموتِ لا خوفا
ولا ضعفًا
فشعبي رغم هوج الريح والأوغاد
شعبٌ منتصرْ