القصيدة 33
------------
بِظِلِّكِ تَسْتَغِيثُ الخَيْل..
ستُرْفَعُ رايةٌ للبحرِ
فاعْتَصِمي بأعلى الموجِ
كي تَتحرَّرَ الشُّطآنْ
وأوْحِي دائماً بالخِصْبِ
أصبحَ ماؤُنا غَوْراً
وتَحْدُو رَكْبَنا الكُثْبانْ..
ونحنُ العُمْيُ
مُدِّيْ كَفَّكِ البيضاءَ
يَجْرِ النُّورُ في دَمِنا
ويَمْشِ إلى كَواكِبِ فَجْرِهِ الإنْسانْ..
***
سَماؤُكِ ليسَ يَبْلُغُها
حَمامُ الشَّوْقُ
مهما طارَ في الأكوانْ
وأرْضُكِ أصبحتْ أشْهَى سماءٍ
نَرْتَجِي منها
دماً للقلبِ أو خَفَقانْ..
لِنَحْفِرْ حُفْرَةً كالقَبْرِ للتَّاريخِ
مُنذُ جُيوشِ هُولاكو
وحتَّى آخِرِ الهَذَيانْ
فَغزَّةُ تَكْتُبُ التاريخَ مُنذُ الآنْ..
***
بِظِلِّكِ تَسْتَغِيثُ الخَيْلُ
إنَّ صَهِيلَها المَكْتُومَ في المَنْفَى
يُحِيلُ الأرضَ كُلَّ الأرضِ
سِجْناً
والمَدَى سَجَّانْ..
فَتَعْدُو دُونَما هَدَفٍ
وتَكْبُو دُونَما هَدَفٍ
وتُنْحَرُ دائماً في الفَجْرِ
إنْ هِيَ شاءَتِ العِصْيانْ..
بِظِلِّكِ تَسْتَغِيثُ ومَنْ
سِواكِ سَيَعْمُرُ الصَّهَواتِ
بالفُرْسانْ ؟!..
***
أطِلِّيْ، يَاالْمَلِيكَةُ، مِنْ جَبِينِ الشمسِ
رَغْمَ أصِيلِها الدَّامِي
ولا تَتَعجَّبِي فالصَّرْحُ
تَحْمِلُهُ ذُرا الوِجْدانْ
نَمُدُّ إليكِ أيْدِيَنا
ونَكْتُبُ سِيْرَةً لِلْجَذْرِ
قَبْلَ تَفتُّحِ الأغْصانْ
ونَحْلُمُ بالحَصادِ
وقدْ بَذَرْنا حُبَّنا لِلتَّوِّ
في أرْضٍ مِنَ الأحْزانْ
فلا تَتعجَّبِي مِنَّا
إذا ما سارَ نسْغُ النَّارِ في الشّرْيانْ
فما زالتْ لنا عَيْنَانِ
ما زالتْ لنا شَفَتانْ...
***
ستُرْفَعُ رايَةٌ لِلبحرِ
هذا الموجُ تَغْسِلُهُ صلاةُ الرَّمْلِ
كي يَنْسَى عُهُودَ المِلْحِ
يبدأَ وَصْلَهُ العَلَنِيَّ
بينَ الرَّوْحِ والرَّيْحانْ..
وغَزَّةُ إذْ تُطِلُّ على حنينِ الأزْرَقِ الأبَدِيِّ
لا تَرْضَى لهُ إلاَّ
نَشِيدَ المَدِّ
في زمنٍ يَصُوغُ نَشِيدَهُ الرَّاعِي
وتَحْذُو حَذْوَهُ القُطْعانْ..
وغَزَّةُ إذْ تُقِيمُ الوَزْنَ
تَأْخُذُ شَكْلَ حَرْفِ النُّونِ
في الرَّحْمنْ..
"عُيُونُكِ شَوْكَةٌ في القَلْبِ"
تُوْجِعُنا
ونَحْمِيْها بِوَرْدِ دِمائِنا المَنْذُورِ لِلطُّوْفانْ