[هدير الجميلي]

ما أطيب قلب الاحتلال ...


لقد جال في ذهني المثل القائل (يقتلوا القتيل ويمشوا في جنازته).
وأضحكني وأبكاني هذا المثل ..لأنه كشف لي جانب لم أكن أعرفه عن الاحتلال الأمريكي..فهو طيب القلب لدرجة إنك تحتقر نفسك..
بداء المحتل بترقيق القلوب وتصوروا بأنهم سيبدؤون بطلاب المدارس وأطفال الشارع العراقي..؟
كيف هذا ..؟ وهم من سلب تلك القلوب العطف ..وهم من سلبوهم البراءة وحطموا طفولتهم .
فلا أتصور بأن هؤلاء الأطفال نسوا الرعب الذي عاشوه منذ أول يوم فتحوا أبصارهم وآذانهم على صوت القصف المدوي, من يعتقد بأن أطفال العراق فاقوا من أحلام وكوابيس الليل فهو مخطأ ...لأنهم يعانون من أمراض نفسية وعصبية ,والكثير منهم أصابه الاكتئاب جراء مخلفات الحرب العقيمة.
في صباح الخميس 20/5/2010 الساعة التاسعة صباحاً اقتحمت القوات الأمريكية برفقة إبراهيم حسن جلد عضو المجلس البلدي لقضاء الحويجة والتي تقع غرب كركوك,بذريعة توزيع الهدايا على طلاب مدرسة النوارس الابتدائية حيث صادف ذاك اليوم آخر أيام الامتحانات النهائية.
فكيف يوزعون الهدايا وهم يعتدون على كادرها التدريسي بالسب والشتم والتهديد..؟!
فرفض طلاب المدرسة استلام الهدايا وطردوا جنود الاحتلال ,فأغضب ذلك إبراهيم حسن حيث اتهم الأستاذ حمزة الضيغمي رئيس منظمة الدفاع عن حقوق الطلبة بتحريض الطلاب على عدم استلام الهدايا.
فلقد وجه الأستاذ حمزة كلامه للمحتل بأن دخولهم المدرسة يسبب الإرباك والخوف للطلبة مما سيؤثر على أدائهم الأمتحاني.
فلقد كان رفض الطلاب للهدايا موقف مشرف .
فهكذا أثبتوا رفضهم للاحتلال ..ورسالتهم كانت واضحة رغم صغر أعمارهم..
كم كنت أتمنى أن يتعض كبار الساسة من موقف هؤلاء الطلاب .