الى حيفا..
كنت أجلس عند تلك الصخرة , و كان الماء من تحت قدماي يجري بسرعة , فذلك هو بحر حيفا , و كان عند الصباح الباكر أجمل الأوقات للجلوس أمام البحر و تأمل السماء , و ايضاً في بعض الأوقات كنت أجلس عند غروب الشمس , و أنظر الى احمرار السماء و لون الوجنتين الجميل , كان جدي يحب أن يمشي أمام البحر و يلتقط منه أخر الأخبار , فتخبره الصدفات عن ما كان يجري ليلة الأمس, و يطير الهواء من حوله فذلك هو هواء حيفا , فجائني عند صباح أن أسأل جدي كان ذلك سؤال عابر فقلت لجدي أني أرى من بعيد سفن أتية , فقال لي جدي تلك السفن التجارية , فقلت لجدي و أنا في عمر العاشرة , بل هي سفن كافرة , فضحك جدي و قال في اسنتشاق الهواء بشكل عميق , و ماذا تعني السفن الكافرة , فقلت يا جدي موضوع عل مقدمتها أعلام سداسية , فقال جدي أنك تتهيأ تهيأ بأنها قادمة , فماذا تريد من سماء حيفا , و بعد يومين وصلت الى فلسطين نساء ملثمة , قلت يا جدي ها قد وصلت اسرائيل , فقال جدي لا تنظر اليهم , و اذا بأحد النساء يأتي الى جدي و يقول أعطني اسمك , فقال جدي اسمي محمود , فضحكت العاهرة , و احمرت السماء و اصبح صباحها ليلها , و انتشر الغبار في كل مكان , ثم طلبت من جدي هويته فقال من حيفا , فتقول العاهرة و من هي حيفا , و بعدها رأيت و جدي كل أهل حيفا يخرجون من البيوت و يمشون أمامنا , فقال جدي ما الخبر, فيجيبه البحر بأنها القاضية, و تنام الصدفات منذ ذلك الوقت , و مشينا الى أين لا أحد يدري , فقلت يا جدي ما الفرق بينا و بين الخرفان فقال جدي هذا قانون الغاب هذا قانون الغاب .....
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|