رد: أرجو المشاركة: هل منا من يغمض عينه عن أخطاء الآخرين كي لايجرح مشاعرهم
السيدة الفاضلة : بوران شما
جزاك الله خيرا سيدتي على مجهودك المتواصل ومواضيعك الهادفة
وقف رجل أمام القاضي يطلب تطليق زوجته , فسأله القاضي : لماذا تطلقها ؟ ما الذي لم يعد يعجبك فيها ؟ فأطرق الرجل ولم يجب , وأعاد عليه القاضي السؤال مرة ثانية , وبعد إلحاح من القاضي كان جواب الرجل كالتالي : أصلح الله مولانا القاضي , هي امرأتي لحد الآن , حالها من حالي , وعرضها من عرضي , وليس من شيم الرجولة أن أكشف عن عيب من كان في عصمتي , فإن طلقتها عني , أظهرت لك ما يغضبني منها .فقال القاضي : قد طلقنا عنك زوجتك , فهي الآن في حل من عصمتك , هيا قل لي سبب غضبك منها وإلحاحك في طلب الطلاق الذي وافقناك فيه ؟ فضحك الرجل وقال : أصلح الله مولانا القاضي , إنما هي الآن امرأة ككل النساء , محصنة لا يجوز لي أن أرفع إليها نظري فكيف يحق لي أن أذكر امرأة محصنة بسوء ؟ لا والله , لا أفعل . فأسقط في يد القاضي وقال : لولا أن الطلاق أبغض الحلال لأمرت بزواجكما قسرا , وأطلب الله لكما أن تراجعا بعضكما بما أمر الله .
.. وإنما سقت هذا المثل لأستدل به على أمر قد نغفل عنه وهو منا قريب . وغاية ما في المسألة أن القلب ينظر قبل العين , فما استحسنه القلب أقرته العين ولم تر فيه معيبة ’ وما استقبحه القلب استهجنته العين , ورأت فيه كل مثلبة . فنحن نغفر لمن نحب كل خطيئة لأننا نراها بعين الحب فتصغر في ناظرنا ويقل ضررها إلى الحد الذي ينسينا إياه الشغف بمن نحب , ونستكثر العيب الصادر عمن لا نحبه على قلته و هونه , فنغضب لكل كلمة وننتفض لكل قول , ونرى في زوايا الأفعال ما يدل على سوء الأحوال .
ومن ثم حين نغض ونسامح فإنما نتبع مسلك القلب الذي نستفتيه فيما بدر من الآخر , فإن كان من أهل محبة سامحناه , وإن كان من أهل بعاد جافيناه .
دمتم بكل المودة والتقدير
|