عرض مشاركة واحدة
قديم 08 / 06 / 2010, 00 : 02 AM   رقم المشاركة : [2]
رأفت العزي
كاتب نور أدبي متألق بالنور فضي الأشعة ( عضوية فضية )

 الصورة الرمزية رأفت العزي
 





رأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond repute

رد: المقدمات التي جعلتنا خير أمة

اقتباس
 مشاهدة المشاركة المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رأفت العزي

إن النصر في معركة لا ينزل هكذا فجأة بلا مقدمات .
في هذه " المقالة " سأجهد نفسي وإياكم في البحث عن تلك المقدمات التي جعلت من العرب
بعد تبنيهم دين الدعوة الجديدة " الإيمان " بُناة أسرع حضارة في التاريخ انتشرت في معظم العالم القديم ..؟!
كيف استطاعوا السيطرة مدى جغرافي واسع على قلة عددهم وبعد المسافات ..؟!
وكيف استطاعوا احتواء ثقافات متعدد كانت فيه
الإغريقية والفارسية والرومانية تحفر الصخر قبل العقول وتنشر ثقافتها...؟!
وكيف استطاعت لغتهم العربية التربع على عرش
اللغات في زمن أيضا قياسي بعد سيادة لغات مختلفة استمرت لقرون واحتاجت تلك اللغات
عند نشأتها إلى قرون وقرون لتنتشر وعجزت عن نشر ثقافتها ؟!

فحضارة العرب المسلمين في الشرق لم تأتي لترث حضارة فارس
كما ورثت روما أثينا في الغرب ، ومع ذلك .. فإنها استطاعت وبزمن
قياسي مذهل ، الحلول محلها فجعلت من دمشق والقيروان
وبغداد منارات للشرق ،
ثم انتصرت في أماكن ولادة الغرب نفسه عندما جعلت من بلاد الأندلس
في أشبيلية والزهراء وغرناطة منارات للغرب القديم كله ..!
فهل كان النصر في تلك المعارك ينزل هكذا فجأة من السماء دون مقدمات ...؟؟!
فأي أمة هذي التي اختارها الله وقال فيها سبحانه وتعالى وهو يخاطب
رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم : " كنتم خير أمة أخرجت للناس "
الله ( تعالى ) يبلغ النبي أن هذه الأمة كانت تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر
فما بالها قد ركنت لواقع غير واقعها فاستفحلت خلافاتها وتمزقت قبائلها
ثم استكانت حتى تكالب عليها الغزاة من الشرق والغرب ..!
" قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق "
ذلك إن هذه الدعوة " العلمية " تأتي منسجمة مع تلك الدعوة - التحفيزية –
إذا جاز التعبير / الموجهة للرسول الأعظم والذين معه حين أُبلغوا
وحيا من السماء أن : " كنتم خير أمة أُخرجت للناس "
ولو سرتم أيها العرب " في الأرض " لعَلمتم لماذا اختار الله – أمتكم -
لتحتضن الدين الخاتم ، والنبي الخاتم ، وتكون لغة القرآن هي لغتكم ،
ذلك لأنكم : " كنتم خير امة أخرجت للناس " لماذا ؟
لأنكم :
" تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله "
وان ذلك ليؤهلكم لحمل رسالة السماء الخالدة للبشرية
كلها حتى تكون " رحمة للعالمين " شرط ان :
" تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم "
" الصّف 11 " .
بعضهم ، وقع في حيرة من أمر هذه الآية الكريمة :
" كنتم خير أمة " وتناقضت مع " المرويات " عن تاريخ العرب
قبل الدعوة فماذا يفعلون ..؟!
فهل أخضعوا اللغة العربية لقواعد جديدة حتى يبرروا قولهم :
" كنتم، ليست فعلا يفيد الماضي، وإنما هو فعل يشمل كل الزمن
وضربوا مثالا آخر في قوله تعالى :
"وكان الإنسان عجولا" - الإسراء 11
إن علمي المتواضع لا يؤهلني التعمق في هذا المبحث اللغوي ..
ولكني سأتوجه نحو تلك الزوايا التي اعتقد أنها " مُغَيّبَة " أو يلفها الضباب :
أولا : إن هذه الآية الكريمة ("وكان الإنسان عجولا" )
أتت ليخبرنا الله " تعالى " عن فعل من أفعال الإنسان المرافقة
لحياته أو معظمها .. وهو - فعل – التصق بنا بالفطرة منذ الولادة
يفرض نفسه على أعمالنا وسلوكنا الاجتماعي منذ الصغر .
ونحن كبشر " عجولين " في كل شيء ، و نحن غالبا لا نتوقع
ماذا نحصد عند ممارستنا لهذا - الفعل = العجلة ؛ وحتى في أسوأ الأحوال ؛
ولكن احدهم كان قد نبهنا إلى ذلك وقال : " إن العجلة من الشيطان " .
أما تلك الآية الكريمة " كنتم خير أمة " فإنها تحمل إخبارا عما كانت عليه الأمة
من صفات وأفعال ؛ فالخير والشر البر والتقوى فتلك صفات مكتسبة ،
نتيجة التربية والسلوك والإدراك أو عدمه . وهي تطال الفرد أو المجتمع بأسره .
ولكن هل هناك فرق ما بين الفعل = العجلة . والصفة = الخير .
الخالق سبحانه وتعالى إنما هو عالم بالطبيعة الفطرية للإنسان
" العجولة " على عكس " الخير " فإنه يُكتسب بالتدريب والممارسة والتعويد .
ففعل العجلة هنا هو القاعدة ، ولكن الخير استثناء قد يتغيّر ويتحول .
مثال : كنا خير أمة ، ومن ثم تحولنا الى غير ذلك !
ثانيا : ان تلك الآية الكريمة أنزلت في زمن الرسالة وفي حياة
النبي الكريم كما نعلم ،ولم تخبرنا المرويات أن حدث
شيء ما ، دعا النبي والمؤمنين الى ان يتخلوا ولو
مؤقتا عن الهدف " الدعوة " حتى يثذكرهم الله
بماضيهم القريب ويقول لهم " كنتم " ولماذا أصبحتم ؟!
الأمر لم يحدث إطلاقا ، فلماذا الإصرار على أن المخاطب
هي " الأمة الإسلامية " بعد الرسالة وليس قبلها ...؟!
أ من اجل فقط أن يُثبت الرواة نظريتهم القائلة :
" إن العرب كانوا قبل الإسلام لصوصا وقطاع طرق " ؟ !
وما معنى هذه الآية الكريمة إذن :
" لقد منّ الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم " ؟
أفلا ينسجم هذا القول مع مضمون هذه الآية :
" كنتم خير أمة أخرجت للناس " ؟

يتبع
رأفت العزي غير متصل   رد مع اقتباس