عرض مشاركة واحدة
قديم 08 / 06 / 2010, 47 : 08 PM   رقم المشاركة : [1]
الدكتور سمر روحي الفيصل
ناقد وأستاذ جامعي، عضو شرف

 الصورة الرمزية الدكتور سمر روحي الفيصل
 




الدكتور سمر روحي الفيصل has much to be proud ofالدكتور سمر روحي الفيصل has much to be proud ofالدكتور سمر روحي الفيصل has much to be proud ofالدكتور سمر روحي الفيصل has much to be proud ofالدكتور سمر روحي الفيصل has much to be proud ofالدكتور سمر روحي الفيصل has much to be proud ofالدكتور سمر روحي الفيصل has much to be proud ofالدكتور سمر روحي الفيصل has much to be proud ofالدكتور سمر روحي الفيصل has much to be proud ofالدكتور سمر روحي الفيصل has much to be proud of

بين القصة المغربية والمغاربية ـــ سمر روحي الفيصل

[align=center][table1="width:100%;"][cell="filter:;"][align=justify]الخارطة الفنية للقصة المغاربية القصيرة متنوعة السمات والاتجاهات والجذور والمؤثرات ففي حين تبدو القصة في الجماهيرية الليبية أقرب إلى الحكائية، وأكثر بعداً عن الحداثة، يطغى اللبوس الحديث على القصة في المغرب العربي، وتترجح القصة في تونس بين الجذور التراثية والغربية، وتكاد القصة في الجزائر تعبر عن حداثة خجول، تمد يدها إلى الأشكال التراثية حيناً، وإلى الحكائية التقليدية أحياناً، وتنفر في أحايين أخرى من السائد كله، وتتزيا على قلة بلبوس لا تعرف له هوية محددة.‏
ويخيل إليّ أن تصنيف القصة المغاربية القصيرة إلى تقليدية وحديثة أكثر قبولاً في حدود هذه المقدمة العامة. ذلك أننا نقع في أقطار المغرب كلها على هذين النوعين. كما أننا نجد في القطر الواحد تلوينات واضحة للقصة الحديثة فالقصص المنشودة في هذا العدد من الموقف الأدبي حديثة كلها، ولكن حداثة كل منها مختلفة عن حداثة القصة التي يكتبها محمد زفزاف على الرغم من انتماء الكتاب كلهم إلى المغرب العربي. وهذا شيء بدهي نقع عليه في الجماهيرية الليبية حين نلاحظ اختلاف الحداثة نفسها بين أحمد إبراهيم الفقيه وخليفة حسين مصطفى، وإذا كان من العسير على القصص الحديثة التعبير عن رؤياها الخاصة للعالم ضمن أسلوب واحد أو متقارب، فإن ذلك لا يعني أننا لا نجد صلة نسب واضحة بينها. فالقصص الأربع المنشورة في هذا العدد من الموقف الأدبي تلتفت إلى وحدتي الانطباع والحدث، وتلتزم بتقطيع الجمل وتوترها، وتسعى إلى التصوير بدلاً من الأخبار... ثم تتباين بعد هذه المحددات الفنية، فتبدو مقاطعها أكثر التحاماً لدى "الحبيب الدائم ربي" في قصة "العواد"، وأكثر إيغالاً في التقطيع لدى "شكيب عبد الحميد" في "ملهاة كازيمودو".‏
وفي حين يلجأ "محمد عزيز المصباحي" في قصة "الشركة المجيدة" إلى التناص مع إحدى حكايات ألف ليلة وليلة، يظهر "المصطفى اجماهيري" ولوعاً بتصوير الموقف الإنساني من غير التنازل عن الصلة بالحكاية في أبسط أشكالها وأكثرها رقة وإنسانية.‏
إن تلوينات الحداثة في القصة المغاربية القصيرة أكثر وضوحاً وإيغالاً في التجريب من التلوينات في القصة التقليدية. ويكاد التباين بين القاصين التقليديين يكمن في جمالية الحكاية، وإتقان الحبكة، وتماسك السرد، كما هي الحال لدى عبد الواحد إبراهيم ومحسن بن أبي الضياف في تونس، ومبارك ربيع وعبد الكريم التكبالي في الجماهيرية الليبية، وعبد الحميد بن هدوقة والطاهر وطار في الجزائر.‏
وليس من الذمّ أن تلتقي التجارب القصصية في التقليدية أو تتنافر في الحداثة، لأن رصد المؤتلف والمختلف فيها مفيد للقارئ الراغب في معرفة الاتجاهات العامة للقصة المغاربية قياساً إلى القصة العربية عموماً. ويمكنني القول، هاهنا، أن هناك ثلاث سمات مشتركة بين القصة المغاربية والقصة في الأقطار العربية الأخرى، هي:‏
1-تبدو القصة القصيرة لدى الكتاب المغاربيين خطوة أولى، أو محطة، في الطريق إلى كتابة الرواية. فالكاتب المغاربي، في حدود ما أعلم، يبدأ يكتب القصة القصيرة، وحين يلمس في نفسه القوة ويمتلك أدوات القص تراه ينتقل إلى كتابة الرواية. وهو يترجح في البداية بين هذين الجنسين، ولكنه يستقر أخيراً عند الرواية أو يبقى ينظر إليها على أنها أمنية يجب تحقيقها. ولا عجب في أن نرى كتاباً يستمرون في الترجح بين القصة والرواية، ولكن العجب في أن نرى كاتباً بدأ قاصاً واستمر قاصاً، أو نرى كاتباً بدأ روائياً واستمر روائياً. ولدينا، بين القصص المنشورة في هذا العدد من الموقف الأدبي، نموذج قريب واضح، هو الحبيب الدائم ربي الذي صدرت له رواية "المنعطف" وهو قاص ما زال مخلصاً لفن القصة.‏
وتلك، على أية حال، سمة عربية واضحة في الأقطار كلها وليست خاصة بالقصة المغاربية. ولا تكاد استثناءات هذه السمة تلغيها، كما هي حال زكريا تامر الذي حرص على الاستمرار في كتابة القصة القصيرة، وعلى التماسك أمام إغراءات الرواية. ولكن، لماذا تبدو الرواية طموحاً والقصة طريقاً؟ إن الإجابة عن هذا السؤال تحتاج إلى دراسة خاصة.‏
2-قلدت القصة المغاربية التقليدية الشكل السردي الغربي التقليدي أول الأمر، كما قلدت القصة الحديثة الشكل السردي الغربي الحديث أول الأمر. ثم سعت كل منهما، بعد ذلك، إلى البحث عن لغتها الخاصة ضمن هذين الشكلين السرديين، وهذا ما فعلته القصة في الأقطار العربية الأخرى دون أي اختلاف. ومن ثم لم يخرج التجديد عن الزي الغربي سواء أكان تقليدياً أم حديثاً. أما الشكل السردي العربي، شكل الحكاية كما أشار إليه عبد الفتاح كيليطو وغيره، فاللجوء إليه قليل إن لم نقل أنه نادر في القصة العربية عموماً.‏
ولا نطلق هنا حكم قيمة، ولكننا نتذكر الأحاديث الطويلة عن الهوية العربية، وما يقدمه القص العربي الجديد للقص العالمي أسوة بما قدمه القص الأمريكي اللاتيني له.‏
3-تطرح القصص المغاربية رؤيا سوداء للعالم، تنم عن أن القاص لا يرى من الدنيا غير جانبها الأسود الكالح. وربما كان محقاً في ذلك، لأنه الابن العاق للقهر والتفاوت والطغيان، شأنه في ذلك شأن زميله في الأقطار العربية الأخرى. ولعلك تعجب إذا قرأت قصة تشجعك على الابتسام، أو تثير فيك البهجة، أو تطلعك على جانب بهيج في الحياة المحيطة بك، أو تخلف لديك شعوراً ما بالارتياح. ذلك أنك اعتدت القصص السوداء التي تصور الظلم والقهر والتنكيل بإنسانية الإنسان صراحة أو ضمناً. وقد رسخت هذه العادة في القراء العرب، فباتوا يألفونها ويعجبون إذا قرؤوا شيئاً غيرها، وكأن البكاء قدر عربي في الفن وغيره.‏
تلك، في رأيي، السمات المشتركة بين القصص المغاربية والقصص في الأقطار العربية الأخرى. ومن المفيد القول في خواتيم هذا التقديم أن القصص الأربع المنشورة في هذا العدد من الموقف الأدبي نموذج للقصة في المغرب العربي. وهذا النموذج يقدم لنا مادة صالحة لتحليل تلوينات السرد القصصي، من الشاعرية في قصة "البوهالية والبحار" إلى الخبرية في قصة "الشركة المجيدة". ومن توظيف الوصف والفعل الدرامي في "العواد" إلى التقطيع والمونتاج في "ملهاة كازيمودو".‏
وإذا كان السارد يتبرأ من سرده في قصة شكيب عبد الحميد، فإنه يبدو عالماً حيادياً عند المصطفى اجماهري ومحمد عزيز المصباحي والحبيب الدائم ربي. ولا يصادر هذا التقديم رأي القارئ في القصص الأربع، ولكنه يسعى إلى القول أن هناك تنوعاً واضحاً في لغة القص، وتفاوتاً في القدرة على توفير وحدتي الحدث والانطباع.
‏[/align]
[/cell][/table1][/align]

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
الدكتور سمر روحي الفيصل غير متصل   رد مع اقتباس