رد: رسائل إلى حبيبي المعتقل
الرسالة الستون
حبيبي ...
وزعوا الموت على مناطق بلادي بنسب متفاوتة ...
لم أشعر بالخوف ..فأنا طالني الموت منذ أن فارقتني عيناك...
فما معنى الحياة وهي تجترف بأذيالها الذين يتراقصون فرحاً بشبابهم الذي أهلكه السهر بالملذات ..
أنتظر بريدك بفارغ الصبر ...لم تصلني رسائلك وأنا التي تحييني كلمة تطرق قلبي ليحيا من جديد.
كم أطالع رسائلك القديمة ...فأرى بها صباي ...مشاكستي.. وجنوني..
أليس من حقي أن أعنونك بمذكراتي ..وأكشفك للعالم بعد موتي .
أليس لنا حق المناجاة ..ونحن سكارى على سرير الحلم .
من الغريب أن تكون عواطفك باردة فأنا ما اعتدت أن اتهمك ..أسمعك تناجيني من وراء البحار ..عبر أجنحة السموات ..تنقل لي أخبارك فتعلمت أن أفسر لغة الغيم ..وأتأبط أذرعت السحب المتشكلة بوجهك.
كان الناس في قديم الزمان يتحدثون عن مي زيادة وجبران خليل جبران ...لكنهم يتجاهلونا ...فمي وجبران كانا يتحادثان عبر الرسائل المتبادلة لكثرة الورق وامتلاكهم الأقلام التي ليست عليها قانون أو رقابة ...
وأنا وأنت نفتقر إلى قصاصات الورق..ونخفي قلماً واحداً جعلناه وسيط لنتبادل حزننا وشوقنا عن طريق نزفه المتواصل...فهو نذر روحه لنا .. كي لا نستبدله .
فكم همسنا بالحب في أذن الصمت ...وحامت بين كهوف الحنين أرواحنا.
|