غربة الأدباء !!!
يا من تعيش بغربة الأدباء ِ
وتئن من بعد القريب النائي
رفقا بقلب مجهد ألقيته
في زاخر من عابس الأنواء ِ
كم ظل يسبح في البحور منافحا
متقصيا إشراقة اللألاء ِ
ويغوص في الأعماق يسبر غورها
ويؤوب يحمل أنفس الآلاء ِ
ويحوب يعطيها ولا يبقى له
منها خلاف حلاوة الإعطاء ِ
رفقا به فالريح جن جنونها
تعوى تحاكي صرخة البلهاء ِ
والموج أمسى مثل صخر هابط
من حالق من حالك الأجواء ِ
والعمق أصبح ظلمة في ظلمة
يزري بثاقب رؤية للرائي
رفقا فإنك لست وحدك ضائقا
بل تلك أزمة صادق الأدباء ِ
صاروا كما الغربا ء في أوطانهم
ضاقت عليهم رحبة الأنحاء ِ
ماعاد يجدي في الخلائق شعرهم
هم في لظى والناس في إغضاء ِ
ماعاد يجدي في المشاعر شعرهم
فلقد ثوت في بؤرة الأقذاء ِ
أضحى رنين المال يجذب نحوه
زمرا ويصرف عن بيان " الطائي "
حكم " الجنيه " وقد طغى في حكمه
لما أحاط العرش بالخبثاء ِ
فتملقوا , فتملكوا , فتحكموا
فتهكموا – سفها – على الشعراء ِ
فقصائد الشعراء في أنظارهم
حرث وغرس فوق سطح الماء ِ
وصحائف الشعراء لا تعني لهم
إلا لفائف أتفه الأشياء ِ
فالمال عندهم القضية كلها
وبه امتطاء كواهل العلياء ِ
هو غاية وإليه أي وسيلة
مهما احتوت في طيها من داء ِ
غدت المبادىء سلعة ممجوجة
في وحلهم ديست بألف حذاء ِ
طلع من الزمن الرديء نذيره
شؤم يغبر سحنة الغبراء ِ
يا صاح نحن بها شموس لفها
غيم فغيبها بلا إمساء ِ
ومن المحال دوام غيم حاجب
أو أن يظل الجو محض شتاء ِ
يوما ستنقشع الغيوم وينجلي
عبر ا لصفاء بها حبيس ضياء ِ
سنعيش ذاك اليوم حتما شاعري
مهما نأى بمفاوز الآناء ِ
أشعارنا تهب الخلود ... بسرها
رغم الممات – تعيش في الأحياء ِ
نبقى نعلم من سيأتي بعدنا
أن الذي يحيا بغير عطاء ِ...
جهل الحياة فعاش فيها ميتا
ثاو بقبر واسع الأرجاء ِ
فقد الشعور فصار جسما جامدا
كالرسم أو كالدمية الصماء ِ
يا صاح أنت الكنز يعطي خيره
للحافظين وليس للدهماء ِ
فانعم بما أعطيت ليس بأرضهم
لكن بجنات بعرض سماء ِ
فبكل بيت دوحة ممدودة
تدني القطوف لفيك دون عناء ِ
حييت في هذي الحياة وبعدها
ومنحت ما ترضى من النعماءِ
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|