عرض مشاركة واحدة
قديم 15 / 06 / 2010, 57 : 01 AM   رقم المشاركة : [10]
رأفت العزي
كاتب نور أدبي متألق بالنور فضي الأشعة ( عضوية فضية )

 الصورة الرمزية رأفت العزي
 





رأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond repute

رد: المقدمات التي جعلتنا خير أمة

السلام عيكم ورحمة الله
( عذرا على التأخير )
أنا هنا لا اطرح مشكلة التناقض ما بين " الإسلاميين من جهة " والعروبيين من جهة ثانية
أو تلك المشاكل " البينية " لأظهر تفاضلهما وإنما أطرح أسئلتي بصيغة استهجانية استنكارية إن صح تعبيري ،
لأن لا تناقض كما سوف نتبين ما بين الإنتماء لقوميتنا والإيمان بديننا ولا أُحمّل الحاضر أخطاء الماضي .. ولكن ..
يجب أن نسأل عمن صنع هذا التناقض ولأي هدف .. وهو تناقض لا تعيشه أي أمة من الأمم الأخرى
في العالم مثل اندونيسيا إيران أو تركيا أو أي دولة غالبية شعبها من المسلمين ؟!
لكن أليست تلك الروايات الموروثة هي التي همّشت وجودنا الحضاري كأمة خيْر عبر التاريخ قطّعت
أوصال ارتباطها بالتاريخ الحضاري بأفكارهم قبل الفعل الاستعماري المباشر الذي قال :
جئنا لنُخرجكم من البداوة إلى التمدن ؟!
إن قراءتهم للتاريخ مجتزأة ، ولم تخطو باتجاه الأعماق والجذور ولا باتجاه تلك الأزمان
التي تكوّنت فيها هذه الأمة .. وعندما تحدثوا عن أصل النبي الكريم قطعوا تاريخ قبيلته
من سياق ذاك التاريخ الحضاري الموغل بالقدِم فذكروا بلاد الشمال أو " الشام " كحاضرات تجارية
وليس حاضرات مدنية حضارية تمتد إلى أعماق التاريخ بل إنهم لو دققوا في الأمر لوجدوا أن جذور
قبيلته صلى الله عليه وسلّم تمتد أصلا لبلاد الشام لا بل أكثر : إنها انحدرت من بوادي الشام
قبل هجرتها نحو مكة ( ولهذا حديث آخر )
أولم يلفت انتباههم تلك الحضارات العربية التي أُسست في الجنوب .. ودولها التي امتدت لأكثر من ألفي عام
كما ذكر الباحث برهان الدين حلو في كتابه \ جزيرة العرب قبل الإسلام \ التاريخ الاقتصادي – الاجتماعي – الثقافي –
والسياسي \ دار الفارابي للنشر بيروت 1989 .
وقد وضع خارطة للزمان والمكان لقيام تلك الدولة كما بيّنها أدناه :
"
1 - مملكة حضرموت وعاصمتها " شبوة " من 1020 قبل الميلاد -125 م .
2 - مملكة قتبان عاصمتها " تمنع " 1000 – 540 ق . م
3 – الدولة السبأية عاصمتها " صرواح " 800 – 30 ق . م
4 – دولة سبأ – حمير 30 ق . م – 245 م
5 – الدولة الحميرية / او العرب الأنباط / 245/ او300 -525 م "
ومن مآثر تلك الحضارات التخطيط والبناء : أبنية بنيت على عدة طبقات ..
سدود عظيمه ورائعة أهمها سد مأرب وتلك الأعجوبة الطبيعية مدينة البتراء عاصمة العرب الأنباط "
وقال " باحثون " انه في ثمانينات القرن الماضي ، عثر الرحالة والمنقبون على نقوش وكتابات
وكنوز أثرية وبقايا مدن وقلاع ومعابد وسدود ، ألقت أضواءً كاشفة على كثير من جوانب
حياة أهل الجاهلية ، " وقد أسفرت الحفريات التي قام بها الأثاريون تحت إشراف جامعة الرياض
عن اكتشاف " قرية " عاصمة دولة كِندة في وسط الجزيرة بمعالمها وأقسامها الرئيسية :
السوق ، القصر ، المعبد ، والمقبرة ، والمنطقة السكنية
\ وكتابات بالقلم المسند وتماثيل \ معدنية وحجرية وطينية وخزفية ومسكوكات من النقود وغيرها . "
يقول المؤرخ جرجي زيدان في كتاب \ العرب قبل الإسلام :
" لقد تهيب بعض الباحثين على الخوض في حقبة الجاهلية "
ويقول الدكتور على جواد في كتاب ( المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام :
إن تاريخ الجاهلية هو اضعف قسم كتبه المؤرخون العرب في تاريخ العرب ،
يعوزه التحقيق والتدقيق والغربلة ، وأكثر ما ذكروه على انه تاريخ تلك الحقبة ،
هو أساطير، وقصص شعبي وأخبار أُخذت من اليهود ، وأشياء وضعها
الواضّاعون في الإسلام لمآرب خاصة "
ويقول الدكتور حسين مؤنس في كتابه الرائع \ تاريخ قريش :
" إذا كان كل كتاب يُعتبر إجابة على سؤال أو أسئلة ،فإن الأسئلة التي
وضعت تلك الكتب الإجابة عليها ليست أسئلة عصرنا "
ورأيي المتواضع في هذا القول الأخير انه أكثر دقة وأكثر علمية ..
ولكن هل يجوز أن نبقى على نفس الأجوبة لتلك الأسئلة القديمة ؟!
ومن أعرف من الله تعالى في خلقه كل شيء ، خاصة الأرض ومن عليها
من أمم أصلها واحد : الإنسان . لكن مشيئته والظروف فرقتها وصارت
" شعوبا وقبائل " مختلفة الألوان والألسن ، مختلفة الأهواء والعادات والتقاليد
يقول تعالى : " ولو شاء ربك لجعلهم أمة واحدة " الشورى 8
والأمة كمفهوم " إجتماعي " كما اتفق معظم علماء الاجتماع على وصفها ،
تتكوّن من مجموعة من البشر كانت قد " توحدت " بفعل عوامل عديدة
منها اللغة ، العادات والتقاليد الأرض المشتركة ، التاريخ المشترك ،
المصير المشترك ،وعوامل اجتماعية أخرى أكدت على وحدة العيش المشترك لهذه المجموعة .
فهناك أمم ( مجموعات من البشر ) كانت قد تكونت وسبق وجودها الرسل والأنبياء
وبالتالي الأديان ؛ وعندما أراد الله إيقاظها وإنذارها او إبلاغها بعث
فيها / خصّها / برسول من أبناءها / من نفس الأمة / قال تعالى :
- " ولقد بعثنا في كل أمة رسول " النحل 36
القرآن الكريم في دلالته اللفظية أوضح ذلك في الكثير من الآيات البينات
انظروا الى قوله تعالى :
" لكل أمة جعلنا منسكا ليذكروا اسم الله " الحج 67-34 " فالمناسك " هي
مجموعة العادات والتقاليد وطرق العبادة / جميعها / جزء من أجزاء ؛ هي
مجموعة " الأعراف " التي كوّنوها لتنظم حياتهم وطرق عباداتهم / كأمة / لها خصائصها المتفردة .. ؟
أولم تتجلى إرادة الله واضحة لا لبس فيها ولا تأويل حين قال تعالى لنبيه المصطفى في موضع آخر :
" لكل أمة جعلنا منسكا هم ناسكوه فلا ينازعنك في الأمر " الحج 67 "
ولو سألت الراوي عن هذا المعنى " المناسك " فيذهب بك في اتجاهات مختلفة المعاني ..
والأمر واضح كل الوضوح ولن أسوق الأمثلة الكثيرة والمتعددة مثال هذه المصطلحات أو المفاهيم
التي وضعتنا في مآزق ذاتية عبر حقب طويلة من التاريخ !!
لكننا هنا نقع في عقبات دون الفهم أو إشكالية تؤدي بنا إلى استفسارات وأسئلة صعبه :
لماذا نعتقد أن الله تعالى تحدث عن إطار جغرافي ضيق ( حاشى وكلا ) على مستوى الكرة الأرضية
وأن " الأنبياء " وليس المرسلون لا يولدون إلا ضمن إطار " عائلي " ضيق ..! وبمعنى أوضح ،
هل أن الخالق عندما تحدث عن الإنسان " نسي " كل البشر جميع خلقه ، وتحدث فقط عن " الأمم "
الواقعة ضمن شبه الجزيرة العربية وأسقط مقولتنا باعتبار أننا أمة واحدة ..؟!!
:
باعتقادي ، لا نحن البشر أبناء الأمة المؤمنين بوحدتها ولا رأس هذه الأمة النبي محمد ابن عبد الله (ص)
كنا على خطأ .. وليس رب العالمين إله عنصري خصّ برحمته جزء من البشر فقط ..
بل هو إله شملت رحمته كل العالمين .. وأشار في مواضع مختلفة من القرآن الكريم وبشكل غير مباشر
إلى نبوة أنبياءهم الغير مرسلين .. قال تعالى :
" ويسألونك عن ذي القرنين قل سأتلو عليكم منه ذكرا إنا مكّنا له في الأرض واتيناه من كل شيء سببا " \ الكهف 83-84
وفي موضع آخر قال تعالى : " ولقد أرسلنا رسلا من قبلك منهم من قصصنا عليك ومنهم لم نقصص عليك " \ غافر 78
وإذن فانه تعالي قد شملت إرادته تنظيم خلقه عبر " قيادات \ أنبياء " لهم مواهبهم وقدرتهم على قيادة أممهم
ولو لم يكونوا في مرحلة ما من المؤمنين ... فكل مجتمع من المجتمعات يعتقد بصحة ما أنجز،
صح ذلك أم لم يصح الله وحده هو العالم . و هو وحده الذي يفصل بين الأمم والناس .
قال تعالى : وإن جادلوك فقل الله أعلم بما تعملون \ الحج 68
الله يحكم بينكم يوم القيامة فيما كنتم فيه تختلفون
ويقول تعالى :
" الله ربنا وربكم
لنا أعمالنا ولكم أعمالكم
لا حجة بيننا وبينكم
الله يجمع بيننا وإليه المصير " الشورى 15

يتبع
رأفت العزي غير متصل   رد مع اقتباس