عرض مشاركة واحدة
قديم 20 / 06 / 2010, 39 : 12 AM   رقم المشاركة : [52]
أمل طنانة
أديبة وشاعرة لبنانية

 الصورة الرمزية أمل طنانة
 





أمل طنانة has a brilliant futureأمل طنانة has a brilliant futureأمل طنانة has a brilliant futureأمل طنانة has a brilliant futureأمل طنانة has a brilliant futureأمل طنانة has a brilliant futureأمل طنانة has a brilliant futureأمل طنانة has a brilliant futureأمل طنانة has a brilliant futureأمل طنانة has a brilliant futureأمل طنانة has a brilliant future

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: لبنان

رد:الأديبة الشاعرة أمل طنانة في حوار مفتوح بالصالون الأدبي يحاورها الشاعر يسين عرعار

اقتباس
 مشاهدة المشاركة المشاركة الأصلية كتبت بواسطة يسين عرعار
[frame="15 98"]
أعود إلى الأسئلة من جديد ...
- الشاعرة أمل .. هل تظلمك الجغرافيا ؟ ومن في رأيك يصنع الآخر .. النص أم المكان ؟ كيف ؟.
- هل استطاعت القصيدة العربية أداء مهمتها في توطيد لعلاقة بين الشاعر و الجمهور ؟.
- إلى أي مدى تؤثر فيك الكتابة ؟...
- أكيد أن للشاعرة .. أمل .. رؤاها و فلسفتها الخاصة وتصوراتها في الحياة للمجتمع الإنساني ...
هل لك أن تجسدي لنا ملامح المجتمع الإنساني الذي في مخيلتك وتأملين أن يكون في الواقع ؟.
----------
تحيتي
[/frame]

[frame="15 98"]

أعود إليك أخي العزيز يسين..

حول موضوع الجغرافيا، لم أشعر يوماً بأنّها ظلمتني بقدر ما شعرت أنّها أنصفتني، بل انحازت إليّ..
أرى نفسي شاعرة محظوظة جدّاً من الجانب المكاني..
سبق وتكلّمت عن فضل الأمكنة الّتي تنقّلت بينها خلال حياتي في مرحلتي الطّفولة والشّباب، كانت أمكنة ساحرة بجمالها من جهة.. ولاتنقصها القداسة الّتي جعلت لها في روحي مكانة خاصّة استقيت منها كلّ نبضة من نبضات قلبي..
بين سوريا ولبنان وعلى حدود فلسطين.. عثرت على أروع وأقدس تراب وماء..
أشعر حين أكتب ضمن هذه الأمكنة أنّني أدنو من السّماء وأقترب من الله إلى درجة تجعلني أبكي بفرح طفوليّ بعد ولادة كلّ قصيدة.. وكأنّ الله تعالى سلّمني مفاتيح قوافيه وأعارني بعضاً من ألواحه!!
بين النّصّ والمكان علاقة تشبه الامتزاج والتّوأمة.. لا أحد منهما يصنع الآخر لأنّهما - معاً - مشغولان بصنع الشّاعر وبخلق الإبداع..
والتّأثير متبادل.. لكنّه غير ثابت..
قد يولد النّصّ في القلب الشّاعر فيفاجئه المخاض في مكان لايخطر له على بال..
وقد يكون النّصّ غارقاً في السّبات فيوقظه مكان ساحر وجميل أشعل الحروف بالضّوء والهواء والماء..
إنّه الجنون الشّعري ياعزيزي.. والجنون لامقاييس لثورته.. وعلاقته بالظّروف تظلّ تتأرجح إلى اللاّنهاية..


سؤالك الثّاني:

لايمكننا أن نعمّم هنا، ولا أن ندّعي أنّ القصيدة العربيّة عموماً نجحت في هذا الدّور..
نعم: هناك قصائد نجحت في توطيد العلاقة وهناك قصائد فشلت..
الّذي ينجح أو يفشل هنا ليست القصيدة بقدر ما هو الشّاعر..
اختيار الشّاعر لموضوعاته من جهة، وانتباهه إلى انتمائها إلى نبض الشّارع والنّاس.. إضافة إلى تميّزها على الصّعيد الفنّي ومسايرتها للذّائقة العامّة..
الجمهور في النّهاية هو صاحب القرار..
وهو سبب استمرار تألّق الشّعر العمودي إلى اليوم ونجاح شعراء الكلاسيكيّة رغم تغيّر كلّ أشكال وألوان الإبداع الشّعري...

سؤالك الثّالث ياعزيزي، هو السّؤال الّذي أطرحه على نفسي ليل نهار..
الكتابة تؤثّر بي إلى درجة أنّها قادرة على إعادة تشكيلي من جديد مع ولادة كلّ قصيدة..
عقب كلّ عمل أنجزه أتأمّل نفسي في مرآة ذاتي فأجد وجهاً غير مالوف!!
وكأنّني أرى نفسي لأوّل مرّة.. امرأة مختلفة لاتشبهني..
هذه ملاحظة دائمة أسمعها من أصدقائي: تتغيّرين دائماً!!!
الحبّ - عزيزي يسين - والشّعر يقومان بالفعل نفسه في ذواتنا..
يخلقاننا كلّ مرّة بملامح مختلفة...
كتبت عن هذا في إحدى قصائدي: ( ما الّذي فيّ تغيّر؟)..

كُنتَ في طيفي خيالاً مسّهُ اللهُ فصوّرْ
وأُعيدَ الخلقُ منّي.. كُلُّ مافيَّ تَغَيَّرْ!!


سؤالك الرّابع ألخّص جوابهُ في فكرة واحدة:
المجتمع الإنساني الّذي أتوق إليه هو مجتمع نبيّ الرّحمة والإنسانيّة محمّد (صلّى الله عليه وآله)..
هو المجتمع الّذي دعا إليه وبذل حياته في بنائه لنرتاح من مهمّات البناء والتّغيير..
فهدمناه!!
أتوق إلى ذلك المجتمع وإلى تلك الأرغفة الّتي خبزتها بنت النّبيّ (صلّى الله عليه وآله) بيديها إفطاراً لعائلتها، فسلّمتها للسّائلين وأفطرت العائلة على شربة من ماء!!
ربّما يكون الحلم بعيداً .. لكنّني أثق بأنّ قدرة الله أدنى وأقرب إلينا من حبل الوريد...

أجدّد شكري وامتناني... وإلى اللّقاء...
[/frame]
أمل طنانة غير متصل