رد: الأديبة الشاعرة أمل طنانة في حوار مفتوح بالصالون الأدبي يحاورها الشاعر يسين عرعا
أسعد الله مساءك عزيزي يسين:
سعيدة جدّاً بمواصلة الحوار...
الذّائقة العربيّة في رأيي ذائقة فريدة لامثيل لها في العالم كونها تنطوي على إحساس مرهف وعاطفة طبيعيّة أصيلة، موروثة وموجودة في جينات الإنسان العربي من قبل ولادته..
لذا فهي فريدة في اختياراتها وانتقاءاتها، ومرعبة في حكمها على الأعمال الفنّيّة..
هذه الذّائقة هي المقياس الأهمّ وميزان الجودة الّذي لايخطئ في تقييم الأعمال الإبداعيّة..
خبرت هذه الذّائقة في جميع البلاد العربيّة، فوجدتها هي هي.. في كلّ الأماكن وعلى امتدادات الوطن العربي الكبير.. لامجال فيها للخطأ وسوء التّقدير..
لم أفهم معنى قولك أنّها لاتقبل من ينتج فنوناً كثيرة..
إن كنت تقصد أنّها متمسّكة بالأصالة، فأنا أعزو ذلك إلى تشبّثها بالثّقافة العريقة ورفضها للتّشبّه والمتشبّهين..
وهذا من مسلّماتها وبديهيّاتها..
بالنّسبة إلى دور الشّعر اليوم:
بلا شكّ تغيّرت قدراته وتراجعت لتغيّر وسائل الاتّصال، وتطوّرها، وظهور أنواع أخرى من الفنون فرضت ذاتها وتألّقت..
والسّبب أنّ الشّعر في الماضي كان هو النّافذة الوحيدة الّتي تمكّن المجتمعات من التّواصل مع المحيط.. وتمكّن الشّاعر من أن يلامس ويصافح أيادي الجماهير..
الإعلام اليوم والتّلفزة فتح الكثير من النّوافذ للتّواصل، بأنواع مختلفة من الفنون..
يبقى للشّعر تميّزه وألقه، مادمنا نرى أنّ الجمهور العربي مصرّ على أن يُعلي شأنه بحسن الاستماع والمتابعة وتشجيعه الشّعراء المجيدين..
لا أرى هنا إشكاليّة ولا خللَ موجودٌ أيّها العزيز:
إنّها وسائل الاتّصال الّتي تطوّرت والثّقافة الّتي أنتجت اشكالاً وألواناً جديدة لحمل الرّسائل وتوزيعها..
يمكن لهذه الوسائل أن تخدم الشّعر أيضاً، ويمكن لنا كشعراء أن نستفيد منها:
وهذا يبدو واضحاً من خلال هذا الكمّ الهائل من القصائد المتزاحمة في المنتديات والمواقع الإلكترونيّة، إضافة إلى اهتمام وسائل الإعلام المستمرّ بالشّعر وأخبار الشّعراء ومسابقات الشّعر ..
وليس برنامج أمير الشّعراء آخرها...
يبقى علينا أن نعمل ونستعمل هذه الوسائل.. ويبقى للجمهور أن يحكم..
مع الشّكر والمودّة...
|