[frame="15 98"]
أهلاً وسهلاً بالمبدع الجميل طلعت سقيرق..
كلّ الامتنان على لطف كلماتك .. وخصوصاً ما شرّفتني به من جميل الشّعر..
أسأل الله أن أكون أهلاً لما أهديتنيه..
لنبدأ من التّلّ والطّفولة هناك..
تسألني ماذا أعطتني الطّبيعة، فأجيبك - وأنت من سورية - هل تعرف جبل الشّميس؟؟
هل تعرفه في السّبعينات؟؟
أعطتني الطّبيعة في سورية كلّ ما يحتاجه الإنسان ليشعر بأسمى معاني وجوده:
أعطتني صفاء الرّوح..
وأجمل ما علق بروحي من هناك أنّي في ذلك المكان رأيت وجه الله لأوّل مرّة..
لا عطاء َ تعطيك إيّاه الطّبيعة أغلى من سلّم الصّعود إلى الملكوت....
أوافقك بشأن تواصل الشّاعر مع ذاته تماماً..
لايمكنك أن تعرف مكنونات نفس القارئ إن لم تبدأ بمعرفة مكنونات نفسك..
فالبشر في عوالمهم الدّاخلية متشابهون إلى حدّ كبير..
وحين نبصر مشاعرنا ونحسن التّعبير عنها نكون قد قدّمنا للقارئ مرآة تمكّنه من رؤية خبايا نفسه، وتناغمنا معه..
فيجد روحه في قصائدنا، ويعثر على خفقات قلبه في خفقات قلوبنا..
وكلّما نجحنا أكثر، توحّدنا معه، و كُتب لقصائدنا الخلود..
أجمل قصائدي الّتي كتبتها لفلسطين عنوانها: عتاب....
سأنشرها لاحقا إن شاء الله..
بخصوص لقائنا الجميل هذا ونخبة المبدعين الّذين انضمّوا إلى شرفتنا فإنّني أراه لقاء العمر..
أشعر بروحي ترفرف كلّما فتحت هذا الموضوع ووجدت أسئلة جدّدية من مبدعين كبار..
فأفخر بذاتي أكثر..
ولايمكن أن أحصي الفائدة الثّقافيّة الكبيرة من خلال هذا الحوار، لتعدّد الاتّجاهات والألوان الإبداعيّة الّتي ينتمي إليها الأحبّة المحاورون..
واختلاف مجتمعاتهم كذلك..
وفي الحقيقة: أنا معتادة على أن أسهر مع مجموعة من أصدقائي الشّعراء والأدباء اللّبنانيّين هنا في بيتي كلّ أسبوعين مرّة..
فنلقي قصائدنا ونناقشها ونتحاور في كلّ مجالات الفنّ والثّقافة..
لكن.. لأنّي جديدة هنا، يصعب عليّ الآن أن أفتقد شيئاً ما..
لكن.. بعد مدّة يمكن أن نتواصل ونقدّم اقتراحاتنا لنوجِد ماليس موجوداً..
ولننتقل إلى الحديث عن شعر المقاومة وعلاقته بطفولتي:
ياعزيزي أنا من مواليد 1965..(لن تخبر أحداً.. صح؟؟)...
مازلت أذكر حرب 1967 في مشهد واحد يرفض أن يغادر ذاكرتي..
مشهد كنت أرى فيه والدي (رحمه الله) وهو يحمل بندقيّته فتودّعه أمّي بدموعها..
أعرف أنّ لي شقيقين من مواليد الجولان المحتلّ..
وأعرف أنّ لعائلتي بيتاً وحديقة في تلك الأرض السّاحرة..
وأذكر العائلة الفلسطينيّة الّتي جاورتنا في التّلّ لسنوات، والأطفال العشرة الّذين كانوا يلعبون معنا فيحكون عن بيوتهم وأعمامهم وعمّاتهم وأجدادهم .. فتخنق طفولتهم الغصّة والأسى..
كنت أتساءل عن سبب تنقّل هذه العائلة في أرض الله..
فتجيبني عنه نشرات الأخبار الدّائمة وهي تحكي عن جرائم الاحتلال..
كيف بالله عليك تريد لذاكرتي أن تكون في واقع حالكٍ كهذا؟؟
مشاهد القهر في الأراضي المحتلّة تشبّثت بي في فترة مبكرة من حياتي، ولم يعلق في بالي أكثر من نواح المشتاقين إلى ديارهم..
هل تصدّق أنّ أوّل قصيدة من قصائدي كتبتها وعمري 14 سنة..
كان عنوانها: أكرههم؟؟!!!
وكنت أعني بهم جنود الاحتلال الصهيوني في الأرض المحتلّة..
عزيزي: المشردّون المقهورون هم أهلي.. منذ ولدت..
قالت لي أمّي - رحمها الله - هذا يوماً..
وقالت لي: إنّ الانتصار لهم.. هو وحده مايقرّبنا من الله.. والتّبرّؤ منهم هو أوّل دروب الهبوط والانحدار عن ملكوت السّماء..
لذا.. وجدتهم ومازلت.. صلاتي الدّائمة..
تحيّتي أستاذي الفاضل، وسوف أتبع ردّي بهذا ببعض من مختاراتي وقصائدي الّتي طلبتها..
تكرم عينك..
لتواضعك شكري ومودّتي وتقديري..
[/frame]