عرض مشاركة واحدة
قديم 23 / 06 / 2010, 30 : 08 PM   رقم المشاركة : [1]
طلعت سقيرق
المدير العام وعميد نور الأدب- شاعر أديب وقاص وناقد وصحفي


 الصورة الرمزية طلعت سقيرق
 





طلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: مدينة حيفا - فلسطين

الدفاع عن الهوية .. الدفاع عن الوجود

[align=justify]
أحياناً ينتاب الواحد منا شعور حاد وقوي بضرورة التشبث بكل ملمح من ملامحه، وبكل نقطة حبر من سطور دفتر حياته.. فالهجمة على ما يظهر، لا تريد فقط إلهاء الإنسان العربي الفلسطيني بقطعة أرض تقاس بالأشبار، بل تعمل على إنهاء هذا الإنسان وتذويبه من خلال إحلال الفلسطيني في أرض غير أرضه، وتجنسه بجنسية غير جنسيته، لنكون فيما بعد أمام حالة غريبة تستطيع الإدعاء بأن الفلسطيني لم يعد له وجود.. بصورة أخرى نصل إلى مسرحية البحث عن الفلسطيني الأخير، وتلك قصة تشكلت في ذهني، ومازالت ملامحها صارخة.
كل واحد منا يعرف أن هناك هجمة شرسة ضد الإنسان العربي الفلسطيني بشكل خاص، وضد الإنسان العربي بشكل عام. والعمل على تذويب الفلسطيني ليس طفرة أو قفزة في فراغ ما، بل هو في كل الحالات عمل منظم ومخطط له ومدفوع الأجر.. ومن يظن غير ذلك، فهو واهم لا يعرف شيئاً عن حقيقة ما يجري على أرض الواقع.. لأن الأذن قد سمعت عن ذلك، وإن همساً، منذ سنوات طويلة.. والهمس تحول فيما بعد إلى صوت واضح جارح، يعلن بكل وقاحة أن هناك ضرورة لإحلال الفلسطيني في البلد التي يعيش فيها، أي أن يتحول الإنسان العربي الفلسطيني، إلى إنسان من جنسية أخرى، والأهم أن يفقد الهوية والانتماء..
رفض تجنس الفلسطينيين، يعني رفض تذويبهم، ورفض إغراقهم وسلخ ملامحهم.. فالمؤامرة في مبناها العام، ليست مؤامرة سلخ كل الأرض الفلسطينية وسرقتها فقط، بل هي مؤامرة تعمل على ضرب الوجود الفلسطيني بكل صيغه، والخلاص من بعد من كل الاسم وتبعاته، عندها لا يكون هناك أي داع لأن نقول: فلسطين أو فلسطيني، ومع مرور الزمن يصبح الاسم نسياً منسياً..
هل نعي خطورة ذلك؟؟ هل نستطيع أن نحدق طويلاً في كل المعاني الموجودة في عمق التصور المرسوم؟؟.. أظن أن كل واحد منا يعرف معنى ذلك، لكن الأهم أن نسيج حياتنا وأفعالنا وأقوالنا بما يقينا من هذا المنزلق الخطير.. فالصورة غائمة وحادة ومخيفة.. وحقاً إن الحياة وقفة عز.. ومثل هذه الوقفة تتطلب أن نكون على قدر المسؤولية الملقاة على عاتق كل واحد منا.. وكما الكلمة، يجب أن يكون الفعل.. وعلينا منذ اللحظة أن نعي أن دور الكلمة هام، كما هو دور الفعل.. فالكلمة تعبير عن ملامحنا، كما هو الفعل.. وأجدني الآن مضطراً إلى الحديث عن هذه الصورة التي كانت في ذهني ومازالت عن الفلسطيني الأخير، فماذا أعني بذلك؟؟..
في العام 1982، وعندما اجتاحت قوات الشر الصهيونية جنوب لبنان، ثم حدث ما حدث من حصار لبيروت، وخروج المقاتلين الفلسطينيين، والاستفراد من بعد بأهلنا في صبرا وشاتيلا، ليكون الدم الفلسطيني على طول الطرقات وعرضها.. كنت في حالة هذيان حقيقي. اجتاحتني ثورة لا تعادلها ثورة من الجنون.. كنت أرى أنهم يشربون دمنا بكؤوس الحقد والبغض والتشفي.. يومها كتبت في الصحافة قصيدة طويلة عن صبرا وشاتيلا، وقفز إلى الذهن سؤال جارح: هل يسعون إلى إفناء كل شعب فلسطين؟؟ وبعد السؤال خطر سؤال يقول: ماذا لو بقي فلسطيني واحد على ظهر الأرض، ماذا سيفعلون؟؟ وكان الجواب في التفكير برواية تحمل عنوان ((الفلسطيني الأخير))..!!..
هل يعني ذلك الاستغراب والغرابة؟؟ صدقوني إن قلت: لا.. إذ أن الهدف أوضح من واضح في العمل من أجل إفناء كل إنسان عربي فلسطيني.. وأذكر أنني تخيلت أن أضع هذا الإنسان الفلسطيني الأخير في مكان لا يصل إليه أحد.. وكان البحث ـ في الرواية المتخيلة ـ عنه جارياً قائماً على قدم وساق.. إذ أن بقاء هذا الفلسطيني الوحيد يشكل معضلة للصهاينة وأعوانهم، ويرون أن القضاء عليه أمر مفروغ منه إذا أرادوا أن يعيشوا في أحسن حال.. ولا أدري ماذا حدث بعد أن جعلت هذا الفلسطيني يتزوج ويكون له ولد.. لا أريد أن أمضي في رسم إطار صورتي الذهنية.. لكن أحب فقط أن أصرخ حاولوا أن تسيجوا كل أعمارنا، حتى لا نكون في مثل هذه الحالة من الذوبان، وحتى لا نصل حقاً إلى رواية "الفلسطيني الأخير" وما أصعب أن نصل وما أمرّ..

[/align]

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
طلعت سقيرق غير متصل   رد مع اقتباس