[frame="15 98"]
أسعد الله أوقاتك أستاذي العزيز خيري حمدان..
وأشكرك على انضمامك إلى شرفتنا..
عزيزي: أنا لا أرى أنّ الفنّ المسرحيّ في أزمة..الأزمة هي أزمة النّصّ والنّصّ هو قلب العمل..
وأزمة النّصّ تدلّ على أنّنا نعاني من أزمة كتّاب مبدعين متفرّغين لإنتاج هذا الفنّ..
تحتاج كتابة المسرح من المبدع إلى أن يأخذ وقته في البحث عن التّميّز..
وفي الحياة الواقعيّة نجد أنّ المبدعين في عالمنا العربي يحتاجون إلى الوظيفة الرّوتينيّة المعهودة كي يتجنّبوا العوز والحاجة..
سأكشف لك عن بعض أسراري:
أغلى نصّ مسرحيّ كتبته في حياتي قبضت ثمنه: 1000 دولار من الفرقة الّتي قامت بإنتاجه..
تعرف كم بقي العمل على طاولتي يستنزف روحي وقلبي وعقلي؟؟
بينما كانت حصّة المسؤول عن الإضاءة عن كلّ عرض واحد من عروض المسرحيّة تعادل حصّتي!!
والمخرج عشرة أضعاف أجري..
رغم أنّ العمل بقي على طاولتي سنة ونصف!!
لايمكن للإبداع أن يطعمنا الخبز - ككتّاب مسرح - ولاحتّى كفاف يومنا..
وإن كنّا أصحاب رسالة، وجب علينا أن نعمل دون أن نلتفت إلى البديل المادّي..
لذا.. نكتب في مايُسمّى بأوقات الفراغ، لأنّ الوقت مستنزف في عمل يمكن لأيّ شخص آخر أن يؤدّيه بدلاً منّا..
حقيقة مرّة بعض الشّيء، لكن.. لاحلول نملكها على المدى المنظور..
ولايمكننا أن نُبقي على أعمالنا في الأدراج، لأنّها في الأساس كُتبت لأجل الجمهور..
لهذا لانستطيع أن ننتج أعمالاً شكسبيريّة!!
تلك الأعمال تحتاج إلى أن نتفرّغ، ونحن عاجزون عن التّفرّغ للكتابة..
حول تحرّر المرأة من ثقل رجوليّة الشّرق: لا أرى الأمر كذلك..
الاختلاف فرديّ أو متناسب مع اختلافات المجتمعات الّتي تنتمي إليها المبدعات..
هذا الأمر ألاحظه باستمرار من خلال علاقاتي بالمبدعات العربيّات، وألاحظ ذلك التّنوّع بفعل المجتمع من جهة، أو تبعاً للواقع الفرديّ من جهة أخرى..
أمّا عن ملاحظتك حول تمييز الشّعر الأنثوي من الشّعر الذّكوري، فمن قال لك نّها ليست ظاهرة صحّيّة؟
بالعكس: جميل للمرأة أن تكتب بأنوثة عباراتها وغليانها العاطفي، وتتميّز في شعرها عن الشّعر الذّكوري..
وكذلك: جميل للرّجل أن يكتب ببصمته ويميّز تعابيره، دون أن يعني إظهار الاختلاف أنّنا فصلنا بين الجنسين وأسدلنا السّتائر والحجب بين الجنسين..
الشّعر ليس عورة ياعزيزي.. وبإمكان المراة أن تُظهر فيه إنسانيّتها كامرأة وتعبّر عن عواطفها الرّاقية، أنا مع احترام الاختلاف بين الجنسين وأستقبح ان أقرأ قصيدة لامرأة لها لحية وشاربان!!
أو أقرأ قصيدة لرجل، فأشعر وكانّها ترتدي فستاناً!!!
بين الشّعر والسّرد الأدبي والنّصّ المسرحي فروق كبيرة..
كلّ منها فنّ قائم بذاته وله معاييره الخاصّة وفنّيّاته المميّزة عن الآخر..
ولكلّ من هذه الفنون خصوصيّاته ووظيفته..
إن شئت نفصّل لاحقاً..
لم تثقل عليّ أبداً، بالعكس..
كلّ الشّكر والامتنان إليك...
مودّتي
[/frame]