29 / 06 / 2010, 22 : 02 AM
|
رقم المشاركة : [106]
|
أديبة وشاعرة لبنانية
|
رد: الأديبة الشاعرة أمل طنانة في حوار مفتوح بالصالون الأدبي يحاورها الشاعر يسين عرعا
أسعد الله أوقاتك وألف تحيّة أستاذ خيري..
دعني هنا أوضح شيئاً:
الواقع المزري الّذي ترى أنّ المرأة تعانيه في عالمنا العربي في معظمه هو من صنع المرأة نفسها!!
أعجبني مرّة قول للشّاعر الرّحل نزار قبّاني:
نريد للمرأة أن تتحرّر من أحلام دمية الخزف الّتي تقعد متزيّنة متبرّجة في انتظار من يشتريها!!
المرأة حين ترضى لنفسها بأن تحارب بجمالها، تكون قد اعلنت إفلاسها في عالم العقل والفكر والثّقافة قبل أن يفسّر الرّجل نقصان عقلها ودينها بقصورها عن استيعاب أسرار الحياة..
وهذه هي الأزمة الحقيقيّة الّتي تعاني منها المرأة في مجتمعاتنا:
إنّ إحصائيّات استهلاك المرأة العربيّة لمساحيق التّجميل تفيد بأنّها الأولى عالميّاً في الإنفاق على مظهرها!
لا أعارض أن تهتمّ المرأة بشكلها وأناقتها، بل أعتبره من واجبات كلّ إنسان نحو جسده..
لكن: لماذا يكون هذا الاهتمام على حساب ثقافتها وتنمية مداركها وقدراتها الفكريّة؟؟
لست أدافع هنا عن الرّجال، ولكن.. نحن ندّعي أنّ مجتمعنا هو مجتمع ذكوري، ولايمكن للمرأة أن ترتقي طالما أنّ الرّجل يكسّر لها درجات السّلّم كلّما حاولت الصّعود.
وأنا أسأل: من هي المرأة الّتي أثبتت تفوّقها في أيّ مجال إبداعيّ وحاربها الرّجال لجنسها؟؟
دعني أقول لك: إنّ الحرب على الإبداع قائمة من الجنسين وعلى الجنسين..
ونحن نقترف الزّور حين ندّعي بأنّ الرّجل هو وحده من يتسلّط على المرأة..
في بعض مجتمعات الشّرق نجد أنّ الأمّ تجرّب إعاقة نشاط ابنتها الإبداعيّ قبل الأب...
من قال لك انّ القانون السّعودي كان سيسمح باستمرار منع المرأة من قيادة سيّارتها لو لم يجد منها استمراءً لهذا الواقع وقبولاً به على الأقلّ بنسبة كبيرة؟؟
لماذا لاتثور المرأة على هذا الواقع.؟؟
ربّما أفضت هنا في إجابتي..
ولذا سأنتقل إلى سؤالك عن الحرّيّة الّتي يُسمح للمرأة العربيّة بممارستها في عالم الإبداع وأوجّه لك سؤالاً في المقابل:
هل وجد الرّجل المبدع هذه الحرّيّة كاملة غير منقوصة؟؟
قد يستغلّ البعض الاختلاف الجنسيّ بين المرأة والرّجل في الحكم على إبداع المرأة، لكن حين يحاربون المبدعين الرّجال لاتنقصهم الأعذار..
ياسيّدي: الحرّيّة في العمل الإبداعي غالباً تنطلق من الذّات..
وإنّ الأديب الحرّ هو من يضع لنفسه الإطار الّذي يشاؤه لعمله، وهو من يختار مبادئه ومحظوراته من تلقاء نفسه..
نعم: المرأة العربيّة تتمتّع بقسط وافر من الحرّيّة إن تمسّكت به!
المشكلة أنّها في تربيتها خلطت بين الحياء والعفّة وبين العزلة والانغلاق..
نحتاج إلى الحياء والعفّة في أخلاقنا وسلوكنا، لكن علينا أن ننأى ما أمكننا عن العزلة والانغلاق..
ولك منّي جزيل الشّكر على متابعتك...
|
|
|
|