الموضوع: البيضة الذهبية
عرض مشاركة واحدة
قديم 19 / 02 / 2008, 14 : 06 PM   رقم المشاركة : [1]
مريم محمد
كاتب نور أدبي
 




مريم محمد is on a distinguished road

البيضة الذهبية



ـ كان يا مكان ،في قديم الزمان ،و سالف العصر و الأوان فتى من عائلة فقيرة، اسمه "أمجد "يعيش في قرية نائية،ذات يوم.... ضاق الفتى ذو الثمانية عشر سنة ذرعا بحياته الفقيرة ، فقرّر أن يرحل باحثا عـن حظه في الحياة ، فيا ترى ماذا سيقابل الفتى في رحلته ؟

ـ أثناء مسيره وجد الفتى بيضة ذهبية، فجأة فقست البيضة فخرج منها كتكوت ذهبي اللون ، فذهل الفتى عندما تحدث إليه الكتكوت قائلا : انتبه لما سأقوله لك يا صاحبي ، بما أنك أول من خرجت بين يديه إلى الحياة فسأقدّم لك ثلاث أماني فكل أمنية أحققها لك في يوم فاطلب ما تريد!
فكر أمجد مليّا فقال : أتمنّى أن يصبح لدي كيس لا ينفذ من المال مهما صرف منه !ولكن لا تنسني في اليومين القادمين، فأنا متعجّل لتحقيق الأمنيتين الباقيتين فأسرع!
تعجّب الكتكوت من فظاظة أمجد, ولكنه مضطر لتحقيق أمانيه!
فجأة وجد أمجد كيسا مليئا بالمال بين يديه ، فكاد أن يطير من الفرح،فذهب دون أن يشكر الكتكوت العجيب عن تحقيق أمنيته.
و في اليوم التالي كان أمجد يتمشّى وسط حديقته الغنّاء المليئة بشتّى أنواع الزهور و الثمار، فسمع الكتكوت الذهبي العجيب يناديه قائلا: أمجد ! أمجد! التفت أمجد لمصدر الصوت،فرأى الكتكوت بين النباتات و الورود،فاصطحبه للقصر و أجلسه، ثم قال له بلهفة:هيا!هيا!أريد أن أتمنى أمنية! بسرعة!
أجاب الكتكوت:تريث يا هذا! ماذا أصابك ؟ تمن أمنية و خلصني !
فكر أمجد كثيرا,و أخيرا توصّل إلى أمنية ,فقال : أتمنّى أن تصبح هذه القرية ملكا لي وحدي، فاستغرب الكتكوت الصغير،لمتمنيات أمجد لما فيها من أنانية،ولكنه في النهاية استسلم للأمنية المطلوب تنفيذها .
فتحققت أمنية أمجد المغرور على الفور فأصبحت قرية النورس ملكا له لا يشاطره أحد فيها.
و في اليوم التالي حضر الكتكوت لتحقيق أمنية أمجد الأخيرة ، ولما دخل إلى القصر ذهل عندما رأى أمجد غارقا في الملذات و في القهقهة مع الجواري الحسناوات .فقال الكتكوت :أمجد ! بسرعة تمن أمنيتك الأخيرة و دعني أذهب في حال سبيلي!فتمنى أمجد أن يصبح ملك البلاد. فازداد ذهول الكتكوت العجيب من هذه المتمنيات الغريبة ، و لكنه حقق له أمنيته.
فأصبح أمجد ملك البلاد ، و بعد تحقيق أمانيه ،قال للكتكوت الذهبي:
اسمع أيّها الكتكوت الحقير ، لا أريد أن أرى وجهك الصغير في يوم من الأيام ، وصاح قائلا : أيها الحراس اذبحوا هذا الكتكوت الذهبي ، فحضر الحراس لذبح الكتكوت العجيب و لكن الكتكوت اختفى ، فذهل أمجد وباقي الحراس و عبيد و جواري فظهر الكتكوت الذهبي خلف أمجد و أبطل مفعول الأماني فأصبح أمجد بائسا كسابق عهده .
فقال الكتكوت العجيب : هذا جزاء الطماعين و الأنانيين يا أمجد ، ندم أمجد على ما اقترفه ندما كبيرا ، و قرّر أن يعيش حياته عادية
و أن يكسب قوته بعرق جبينه و أن يتعود عمل الخير ليكسب محبّة الناس و رضا الله، و كل ذلك سببه الكتكوت الذهبي العجيب، وعاش حياة هانئة بعد أن تزوج و أنجب أطفالاً.

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
مريم محمد غير متصل   رد مع اقتباس