الصادقة في عمر العشرين
الصادقة في عمرالعشرين
دع الشعر والأشواق و الوجد جانبا فقد علمت منا الخوافق ما خبا
وقد قالها من قبل شعري صراحة أحبك هل يهذي الشعور مغربا
فلست غزالا كي أطال فريسة ولا أنا ذو ناب أحاذر مخلبا
فإن كنت قد أزمعت قطع وصالنا فأهلا وسهلا بالفراق ومرحبا
فلا الذنب ذنبي إذ أرادت مودة هو الله سن الحب فينا و أوجبا
فسبحان من أرسى القلوب خوافقا و مد لها حبل الوصال فقربا
و فيم اختباء الخافقين بشعرنا كلانا يرى الثاني ظلوما و مذنبا
كفى من خداع النفس في حب خلها فأن أمرت لبى الفؤاد ولو أبى
وأن كنت قد كذبت ما قاله الهوى سلي اليوم من خاض الغرام و جربا
أميرة ما ذنب البريء إذا جنا عليه الورى والدهر أبدى تقلبا
فما قد عتا كلا ولا اسود قلبه ولكن عليه كل خطب تحزبا
ألا من لقلبي كم يعاني بحبه وحالته منها الحديد تذوبا
تنكره الخلان قبل عداته وبات وحيدا في الحياة مغربا
ويقتله بالحزن فرط صبابة و تقذفه ريح الحنين مشعبا
فواكبدي من كية الحب و الهوى تميت وأحزاني تعدت بي الربى
فكم في اغتباط النفس للمرء راحة وكيف سيسلو من إليه الأسى حبا
دهاني أمر لا يرد فضاءه وبين الأسى والسعد قلبي تقلبا
فما لوم قلبي في مدى خفقاته فهل أنت عن حب استطعت تجنبا
وما قول أن الصب قد حط قدره فإن لصب الحب قدرا و منصبا
فلا واقع رد الكلام لجامه وإن صده الإنصاح ظل معذبا
وما النصح من واشيك إلا وقيعة أراد به قطع الوصال ليطربا
لقد عادني شوق لمريم قاتل وزار فؤادي طيفها و تأوبا
وفي طيفها ذكرى لنور موهج على الحب واراها التراب على الربى
أأندب حظي في ممات عزيزة لدي فلن أنسى هواها و أندبا
أقول لمن فينا ادعى حب مجدنا رجاء ليعتق فؤاد الذي سبا
فكم هائم في عشق من لا يطيقه فما أغرب الأشواق منه و أعجبا
حباها بحب و الغرام مذلة ورام وصالا وهو أكرم من حبا
على غفلة منه أطاع فؤاده ومن طاع قلبا يذره الدهر متعبا
أكابد حبا من طبائعه الأسى ومنها غرام في شجوني تسببا
فيا قلب لا تحزن إذا ما تقلبت فكن ثعلبا لو أنت لاقيت ثعلبا
وحاذر فبعض الناس أشباه عقرب لدوغ فكن أفعى إذا خفت عقربا
فطوبى لمن صد الفؤاد عن الهوى فلن يذرف الدمع المهين و يسكبا
ألا من يكن مثلي تشقق قلبه ونبض الهوى دوما عليه تغلبا
فواعجباه من فؤاد متيم ومن نور عينيها هفا وتكهربا
ألا كل هم قد يفرج كربه وهم الهوى صعب رمى القلب مكربا
لئن كنت لم املك زمام عواطفي فلا لم أجد منه أشق و أصعبا
شقيت أحلام الصبابة و الهوى وهمت وأشواق الهوى ضيعت هبا
فمن باع قلبا للنساء يذله لهن غرام بعدما كان أرحبا
أيرضى إذا صيرنه ضوء شمعة فيأفل صبحا بعدما كان كوكبا
أميرة لا تكفي القوافي مقالتي ولا يكتفي قلبي بما قد تسيبا
فذا الشعر من نبض الفؤاد مرتل وذا الشعر في شرخ الشباب تشيبا
فلا توضحي أمرا عرفت بيانه ويعرف من بعد التجارب ما خبا
فلا يهنأ الواشي الحسود بحقده وتبت يدا كل من بالفراق تسببا
فعفوك إن أزعجت أذنك صاخبا و إذ كنت برقا في سماءك خلبا
فقد سقت أحساس القوافي و نبضها عسى اليوم أن أحظى بوصل وأجتبى
ألا كل دهر بالسعادة باخل يضن فبعد العز بالذل أعقبا
وكل غشيم بعد سهو سيرعوي ومن دهره يبدي حجاه تعجبا
فدع كل عزم في وصال مليحة فمن رام أسباب الوصال تعذبا
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|