من حديث الشمس و القمر
من حديث الشمس و القمر
القمر :
في خاطري شمساه ألف قصيدة عن حبنا في الجنة الخضراء
مازلت أذكر حين كان لقاءنا بين النخيل على غدير الماء
كنا نغني عاشقين بدربنا حط الربيع بموكب الفيحاء
هل تذكرين جلوسنا قرب الصفا عند المغيب بصمته الغراء
واليوم يا شمساه لا يرجى لنا في الأفق حتى جلسة الخيلاء
إني أموت مع الصباح ونوره في كل يوم نحن كالغرباء
إني احترفت الاحتراق وليتني ألقاك يوما ساعة الإمساء
من يعشق الموت الجميل سيزدري عشق الحياة بدون أي وفاء
سأموت كالأحلام حين تشردت و أعيش الأشواق دون عزاء
سيقال عني بعت نفسي للهوى ثم اشتريت صبابتي و بلائي
و يقال عني قد جننت بحبنا واخترت منه ميتة البلهاء
و يقال أيضا إن رجوت حياتهم اخترت منها عيشة التعساء
مهما يقال علي لن أدع الذي ما كان يربط حبله أعضائي
أنت الضياء بنوره وجماله أنت الصباح فكان منك مسائي
أنت الوصال فأين منك لقاءنا أنت المقاصد أين منك رجائي
سأكون قيسا إن أردت صبابتي وأموت في عز الهوى شقائي
ما قلت يوما ليته لا يبتغي قلبي هواك ولا سحبت ولائي
رغم النوى يذكي لظى الهوى بل رغم ما لقيت من أرزاء
لم يطلب القلب الهوى من غيركم يرضى الوفاء ما اشتكى بعنائي
ولعمرك الغالي الذي كم أرتجي في الأفق دوما طوله بوفائي
لا ابتغي إلاك في دنيا الهوى شمسا تضيء مغارتي وسمائي
الشمس :
قمري الحبيب كفى ربك ما الهوى إني سئمت قصائد الشعراء
الشوق أذكى البعد في لهيبه أين التداني أيها المتنائي
أواه يا قمري فأي سحابة حجبتك عني حين رمت جفائي
لست التي تخشى إذا ما عتقت في الحب لومة لائم و قضائي
فإذا مرضت فأنت دائي في الهوى وإذا شفيت لكنت أنت دوائي
سأكون ليلى دون فخر في الهوى ويكون رمزا في الوفاء وفائي
سأقولها رغم الحصون صراحة إني أحبك دون أي حياء
إني عشقتك لن أساوم خافقي في حبك القدسي كالجبناء
إني أحبك لن أبيع عواطفي غيري فهذي عادة الخبثاء
إني عشقتك لا الزمان يخيفني يوما الدجى أو كثرة الأعدائي
قدر و مكتوب علي صبابتي وعلى هواك نهايتي و فنائي
عبثا أحاول عن هواك تأسيا و الطيف يا قمراه منك عزائي
و الله لا أرضى سواك لجنتي قمرا استوى تهفو له أضوائي
القمر : شمساه يا معشوقتي و حبيبتي
الشمس : لبيك يا قمراه أنت فدائي
القمر :
إني أحبك لا أبالي بالعدى والحزن صار مع الهموم ردائي
أملي قوي باللقاء وريثما يدنيه ربي بالمنى ورجائي
أملي أراك على الروابي في العلى أو نلتقي في القبة الزرقاء
ميعادنا عند الفضاء و رحبه يا رفقة الضراء و السراء
يا كامل الأوصاف زوري روضتي يا غادة الآفاق ذاك فضائي
أذري شجونك أنها ممقوتة ودعي الظنون فما عدمت وفائي
وتألقي وأري الورى ما لم يرى ما لسامع المشتاق كالرائي
الشمس :
ذرني أريك تألقي و تعلقي بك بل ترقب موعدي و لقائي
إني أحن إلى مغاني حبنا لاسيما في الجنة الخضراء
إني هناك خافقي وعواطفي لولا الآمال لرمت قرب فنائي
الشمس : قمري
القمر : شمسي الحبيبة أمري
الشمس : خذني إليك وخذ معي أهوائي
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|