أبصر من خلل الفرح الجامح
للشاعر: حسين مهنا
-1-
حين يعانقني طفلي
أرجع طفلاً
أصرخ في فرح الأطفال
أصفق
أضحك من أعماق الأعماق
أقفز.. أركض.. ألعب
لكن
من خلل الفرح الجامح
أبصر في عيني طفلي
طفلاً آخر من شعبي
يتعذّب
-2-
حين يعانقني النوم
ويسري خدر في جسدي المتعب
أتراخى فوق سريري الدافئ في كسل
أتمطّى.. أتثاءب..
لكني
من خلل الدفءِ الناعم في جسدي
أبصر شيخاً مقروراً من شعبي
في ليل الغربة..
يتقلّب
-3-
حين أعود إلى البيت مساء
تلقاني زوجي باسمة
فتذيب البسمة أوجاع القلب المجهد
أتبسم في دعة
أنسى يومي الأسود
آخذها بين ذراعيّ
أعانقها
أتنفس ملء الرئتين
أبحر في عينيها الخضراوين
لكنّي
وأنا من بين الموج الهادئ في عيني غاليتي
أبصر عيني لاجئة من شعبي "الجوابْ"
تنتظر بقلق الأم المحموم
رجوع الغيّاب
-4-
لست إلهاً كي أجعل من حقل الأشواك
المسمومة أجمل بستان
لست مسيحاً كي أمسح آلام البؤساء
بكفِّ النسيان
لكنّي أصرخ من قحف الرأس بأني
إنسان.. إنسان.. إنسان..
ستظل الغصّة في حلقي
وستبقى في قلبي زاوية مظلمة
ما دامت في هذا الكون جبال شامخة
من مرّ الأحزان..
* * *